وسط تسارع التطورات في السودان، أدي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن اليمين الدستورية رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي أمس في مراسم بثها التليفزيون الرسمي. وبعد وقت قليل أعلن التلفزيون الرسمي عن استقالة مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبد الله محمد صالح المعروف باسم صلاح قوش.. وفور حلفه اليمين أعلن البرهان قرارات هامة ، في مؤتمر صحفي مباشر تم بثه عبر التلفزيون والإذاعة الرسميتين. وأعلن البرهان، إلغاء حظر التجول وملاحقة كل المسؤولين عن الفساد، ومحاكمة كل من تورط في قتل الأبرياء وإطلاق سراح كل المعتقلين أثناء الاحتجاجات بالسودان..وقال: »أطلب من السودانيين استكمال شعارات الثورة معا».وأضاف »إنه سيتم تشكيل حكومة مدنية بالتشاور مع القوي السياسية».وأوضح أن الفترة الانتقالية الجديدة تستمر عامين كحد أقصي.. كما أمر البرهان بإطلاق سراح جميع من تم محاكمتهم بتهمة المشاركة في المظاهرات ، متواعدا بمحاكمة جميع المتورطين بقتل المتظاهرين . وتعهد المجلس العسكري السوداني باجتثاث نظام عمر البشير السابق ورموزه.. وكان وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عوض بن عوف قد أعلن أمس الأول تنحيه عن رئاسة المجلس العسكري بعد ساعات من قيام المجلس بعزل الرئيس عمر البشير في مسعي لتهدئة الاحتجاجات الضخمة. ووعد عوف في كلمته بأن تكون الحكومة الجديدة مدنية، وان الفترة الانتقالية التي أعلن عنها قبل يومين - عامين كحد أقصي لكنها قد تنتهي خلال فترة أقل بكثير إذا تمت إدارة الأمر دون فوضي. ومن ناحية أخري، أكد المجلس انه لن يسلم الرئيس المعزول المطلوب بمذكرتي توقيف من المحكمة الجنائية الدولية »الي الخارج» مشيرا إلي أن البشير لايزال محتجزا، من دون ان يحدد مكانه. لكن آلاف المحتجين غير الراضين عن تطورات الأحداث استمروا في اعتصامهم أمس امام مقر قيادة الجيش في الخرطوم. وقال المحتجون إنهم سيواصلون الضغط في سبيل الحكم المدني بعد استقالة بن عوف. وكان بن عوف نائبا للبشير وهو من بين بضعة قادة سودانيين فرضت واشنطن عقوبات عليهم بتهمة الضلوع في فظائع ارتُكبت خلال الصراع في دارفور عام 2003. وفي أعقاب الاستقالة، أقيمت احتفالات صاخبة في شوارع الخرطوم ولوح آلاف المحتجين بالأعلام وأطلق البعض أبواق السيارات، وقال شهود إن مواطنين رددوا هتاف »سقط التاني!» في إشارة إلي بن عوف. ودعا تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات إلي مزيد من المظاهرات. وكان شهود قد أفادوا أن 16 شخصا قتلوا من بينهم شرطي في الاشتباكات التي أعقبت عزل البشير الخميس الماضي.. ويُعتقد أن رئيس المجلس العسكري الجديد أكثر استعدادا للحديث مع المتظاهرين. من ناحية أخري، قال ياسر عبد الله عبد السلام، نائب مندوب السودان لدي الأممالمتحدة، إن المجلس العسكري الانتقالي »لم يأت ليحكم البلاد بل لكي يرعي تشكيل حكومة مدنية». وخلال جلسة لمجلس الامن أكد عبد السلام علي أن »ما يحدث في السودان شأن داخلي.