ساد هدوء حذر امس في أنحاء العاصمة الليبية طرابلس في حين تضاربت الأنباء حول السيطرة علي أنحاء المدينة. فقبل ساعات قالت قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر إنها دخلت الضواحي الجنوبية من المدينة في توغل محفوف بالمخاطر ضد حكومة »فايز السراج» المعترف بها دوليا. وقال متحدث باسم الجيش الوطني الليبي وسكان إن القتال احتدم قرب المطار الدولي السابق الذي سيطرت عليه قوات حفتر بحلول الليل. لكن في وقت لاحق أكدت وزارة الداخلية في حكومة السراج ان قواتها استعادت السيطرة علي المطار، وهو ما نفته مرة أخري قوات شرق ليبيا. وفي وقت سابق سيطرت قوات حفتر علي مدينة غريان التي تبعد 80 كيلومترا جنوبي طرابلس بعد معارك مع قوات حكومة السراج. وتحركت قوات حفتر شمالا لتسيطر علي »سوق الخميس» علي بعد 40 كيلومترا من المدينة قبل ان تعلن انها دخلت المدينة »من جميع محاورها». وأدت خطوة الجيش الوطني الليبي، المتحالف مع حكومة موازية مقرها في الشرق، إلي تصعيد صراع علي السلطة أدي إلي تقسيم ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011. وجاءت هذه الخطوة في الوقت الذي غادر فيه أنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأممالمتحدة بعد اجتماع مع حفتر في محاولة لتفادي نشوب حرب أهلية. وكانت قناة العربية قد نقلت عن حفتر قوله لجوتيريش إن العملية ستستمر حتي »القضاء علي الإرهاب». وإلي جانب لقاء حفتر في بنغازي زار جوتيريش طرابلس الأسبوع الماضي للمساعدة في تنظيم مؤتمر وطني للمصالحة في وقت لاحق هذا الشهر. ومن جهته، قال مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلي ليبيا غشان سلامة انه يعمل مع فريقه علي خفض التوتر في ليبيا، مضيفا »عازمون علي عقد المؤتمر الوطني الليبي في موعده». وفي نيويورك، قال سفير ألمانيابالأممالمتحدة كريستوف هويسجن، الذي ترأس بلاده مجلس الأمن خلال شهر أبريل، ان المجلس »يعرب عن بالغ قلقه ازاء التطورات في ليبيا»، مضيفا من بيان نشر عقب جلسة مغلقة أمس الأول ان المجلس دعا كل القوات إلي انهاء التصعيد ووقف كل نشاط عسكري. وأضاف أن المجلس »سيحاسب المسئولين عن مزيد من النزاعات في ليبيا». وفي دينار بفرنسا، حذر وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع ضمنيا حفتر من زحفه صوب طرابلس. وقال الوزراء في بيان أرسل وسط محادثات يعقدونها في غرب فرنسا »نعتقد بقوة أنه لا يوجد حل عسكري للصراع الليبي.. أي طرف أو فصيل ليبي يتسبب في المزيد من الحرب الأهلية فهو يضر بالأبرياء ويقف في طريق السلام الذي يستحقه الليبيون».