تسبب تعرض بعض المساحات المزروعة بمحصول القمح إلي مرض الصدأ الأصفر في حالة من التخوف لدي الفلاحين من إمكانية تسببه في ضعف الإنتاج هذا العام، كما أبدت نقابات الفلاحين أيضا تخوفها من إمكانية تضرر الكمية الإجمالية من محصول القمح المزروع وبالتالي زيادة الاستيراد خلال العام الحالي عكس ما كان متوقعا. وزارة الزراعة من جانبها أكدت أنه لا يوجد أي سبب للخوف، حيث إن المساحات التي تضررت بسبب الصدأ الأصفر محدودة للغاية ولا يمكن أن يكون لها تأثير واضح علي المحصول الذي يبشر بإنتاجية وفيرة خلال العام الحالي. وأكد د.عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن ما يتردد حول تأثير مرض الصدأ الأصفر علي موسم إنتاج العام الحالي من القمح غير صحيح علي الإطلاق، حيث إنه غير مؤثر في المرحلة الحالية لأن نباتات القمح تجاوزت مرحلة النضج اللبني وفي نهاية مرحلة النضج العجيني ويقتصر تأثير المرض علي الزراعات المتأخرة للقمح. وأشار الوزير إلي أن التأثير المحدود للمرض يرجع إلي عاملين الأول هو أن الإصابة في مساحات محدودة لصنف واحد هو »سدس 12» وأن السياسة الصنفية لقسم بحوث القمح تحظر زراعته في الوجه البحري حيث انكسرت صفة المقاومة للصدأ الأصفر في هذه المنطقة علي أن تقتصر زراعته في محافظات الوجه القبلي بدءا من محافظة المنيا، بالإضافة إلي أن القمح تخطي الطور اللبني لنمو السنابل. فيما أكد د.عباس الشناوي رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة أن نسبة إصابة القمح بالصدأ الأصفر جاءت في المساحات المزروعة بصنف سدس 12 في بعض محافظات الوجه البحري وفي مساحات محدودة جدا نتيجة لسوء الأحوال الجوية، بالإضافة إلي عدم قيام بعض المزارعين برش المحصول في بداية ظهور الإصابة بالمرض، وناشد »الشناوي» المزارعين في حالة ظهور أي أعراض للمرض سرعة التعامل معه بالرش الفوري. وأضاف أن محصول القمح مبشر خلال هذا العام وهناك تعليمات مشددة من د.عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة لمعهد أمراض النباتات وقطاع الخدمات والمتابعة بالتواجد الميداني مع المزارعين في الحقول للاطمئنان علي الحالة المرضية للمحصول في كل المحافظات. من جانبه أوضح حسين عبد الرحمن نقيب عام الفلاحين أن تصريحات وزير الزراعة د.عز الدين أبو ستيت بشأن إنتاج مصر من القمح سوف يتخطي حاجز ال 9 ملايين طن لأول مرة من إجمالي مساحة بلغت 3 ملايين و250 ألف فدان غير واقعية، مؤكدا أن عام 2019 لن يكون إنتاجه أفضل من العام الماضي رغم زراعة نفس المساحة تقريبا، لأنه حسب تصريحات وزارة الزراعة فإن المساحة المزروعة من القمح عام 2018 كانت 3 ملايين و260 ألف فدان ولم يصب القمح عام 2018 بأمراض الصدأ كما أصيب العام الحالي حيث إن معظم الأقماح المتأخرة أصيبت بالصدأ الأصفر في مرحلة النضج اللبني وأصيبت مساحات كبيرة بالوجه البحري وشمال الصعيد والإسماعيلية في الزراعات المبكرة نتيجة زراعة صنف سدس 12 الذي كسر صفة مقاومة الصدأ. وأوضح أن شكاوي الفلاحين من انتشار الصدأ بمزارعهم تنبئ بمشكلة في الإنتاج وخسائر لآلاف الفلاحين، حيث تأثرت آلاف الأفدنة بمرض الصدأ وسيؤثر ذلك علي الإنتاج بالسلب، وأوضح أنه يجب تشكيل لجان وفرق مكافحة والبحث عن طرق لتعويض الفلاحين. وأشار نقيب الفلاحين إلي أن الإصابة بالصدأ تقلل الإنتاج إلي نحو 20% ومع كمية الفاقد المتوقع جراء الإصابة بالصدأ والأمراض الأخري، إضافة إلي التغيرات المناخية غير العادية نتوقع فقد ما يقرب من مليون طن قمح وأن يقل إنتاج العام الحالي عن 8 ملايين طن قمح، وأكد أن خطورة هذا الفطر في أنه يصيب معظم أجزاء النبات من أوراق وأغماد وقنابع ويتحول في نهاية الموسم من اللون الأصفر إلي اللون الأسود مما يقلل حتي كمية »التبن» الذي يحصل عليها المزارع من القمح نتيجة تقزم النباتات وموت الأوراق.