بدأت وزارة التربية والتعليم، الأسبوع الماضي، المرحلة الأولي من تسليم التابلت الذي يشمل 20 محافظة وذلك لطلاب الصف الأول الثانوي بالمدارس الحكومية والخاصة والتجريبية والقومية ومدارس الدمج، الأمر الذي صاحبته حالة كبيرة من الجدل حول كيفية استخدامه وتحقيق الاستفادة التعليمية به داخل المدرسة في ظل عدم وجود خبرات تربوية أو تكنولوجية لدي العديد من المعلمين الذين تسلموا أيضا أجهزة خاصة بهم. وشملت المحافظات التي وصل إليها التابلت ضمن خطة الوزارة للمرحلة الأولي كالتالي: (الإسماعيلية -بورسعيد - السويس - مطروح - شمال سيناء - الوادي الجديد - الأقصر - جنوب سيناء - البحر الأحمر - أسوان - الفيوم - بني سويف - قنا - الإسكندرية - القاهرة - المنيا - أسيوط - سوهاج - الشرقيةدمياط)، يبلغ إجمالي أجهزة التابلت التي ستوزع علي الطلاب والمعلمين 708 آلاف جهاز موزعة علي 2530 مدرسة ثانوي. وقال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن التابلت سيتم تسليمه لطلاب الصف الأول الثانوي العام في المدارس الحكومية والخاصة وكذلك طلاب الدمج والخدمات في المدارس الثانوي، وكذلك المعلمين في المدارس الحكومية والإداريين بالمدارس الثانوية، ومديري ووكلاء المديريات التعليمية في المحافظات، وكذلك الموجهين بالمرحلة الثانوية، ومديري المدارس وإخصائيي التطوير التكنولوجي في المدارس. وأوضح أن الطلاب الذين لن يحق لهم تسلم التابلت هم: الطلاب المصريون بالخارج وطلاب المنازل في المدارس الثانوية وكذلك طلاب المدارس الدولية، ومعلمو المدارس الخاصة، لافتا إلي أن طلاب المنازل بالمدارس الثانوية سيكون بإمكانهم الوصول للمحتوي الدراسي الرقمي علي الإنترنت من أي مكان، وأن الوزارة ستكون مسئولة عن انعقاد امتحاناتهم ولا نطلب منهم شراء التابلت. وأشار وزير التعليم ضمن ردوده علي تساؤلات أولياء الأمور علي جروبات (الواتساب) الخاصة بأولياء الأمور والمعلمين إلي إن الوزارة ستتحمل مسئولية تأمين الامتحانات التي ستجريها علي التابلت خلال العام الجاري مثلما تفعل في الامتحانات التقليدية، وأن هناك خطة وضعها الفنيون لضمان عدم تسريبها. ونشرت وزارة التربية والتعليم علي صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، جملة من المعلومات المرتبطة بالتابلت وكيفية التعامل معه، إذ أشارت إلي أنه سيكون عهدة شخصية لحين انتهاء الدراسة بمرحلة الثانوية العامة ويعتبر بعدها هدية مجانية للطلاب، ولا يرده الطالب إلا في حال تحويله لنظام تعليمي آخر، علماً بأن الفئات المستهدفة بالتابلت هم طلاب الصف الأول الثانوي بالمدارس الحكومية والخاصة والمعلمون والعاملون بالمديريات التعليمية. وأشارت الوزارة إلي أن الطالب يستطيع التأمين علي الجهاز ضد الحريق أو السطو من خلال شراء بوليصة تأمينية عند الاستلام قيمتها 100 جنيه من هيئة البريد المصري تدفع مرة واحدة سنويًا، ويمكن للطالب من خلال التابلت الدخول علي بنك المعرفة المصري للاستفادة من المادة العلمية، حيث يحتوي علي المحتوي الرقمي وفيديوهات تفاعلية للطلاب، كما يتيح للطلاب الدخول علي محرك البحث العلمي لشركاء بنك المعرفة. وأكدت علي تجهيز المدارس بالسبورات الذكية لاستقبال المحتوي الرقمي، وتمت برمجة التابلت بصورة موحدة سواء للطالب أو المعلم، حيث يحتوي كل جهاز علي serial number لسهولة تتبعه في حال فقدانه أو سرقته، علماً بأن التابلت من نوعية سامسونج أسود اللون علي مستوي عالٍ من الجودة، ومساحة الشاشة (10,1) بوصة ويتميز بقوة وحساسية (Touch)، ومعه قلم كما أن به إمكانية تركيب شريحة اتصال (SIM)، وكذلك يمكن تشغيل Wi-Fi المنزل أو علي أي شبكة خارجية وذلك للأغراض التعليمية فقط. وأوضحت أن الطالب عند استلامه التابلت سيكون عليه التوجه إلي أقرب مكتب بريد برفقة ولي الأمر مع ضرورة إحضار البطاقة الشخصية أو شهادة الميلاد للطالب، بالإضافة إلي بطاقة ولي الأمر حيث سيأخذ موظف البريد الرقم القومي المدون بشهادة ميلاد الطالب ثم بعد ذلك يتم تسديد رسوم قدرها 100 جنيه كضمان تأميني للتابلت »بوليصة تأمينية»، ويتسلم الطالب إيصالا بالمبلغ التأميني ثم يتوجه ومعه ولي أمره إلي المدرسة التابع لها، ليوقع ولي الأمر علي إقرار استلام »التابلت»، مشددة علي ضرورة الاحتفاظ بإيصال الرسوم المسددة، حيث يضمن للطالب إمكانية تصليح التابلت من خلال التأمين أو الضمان. وفي حالة تعرضه للكسر أو التلف، أكدت التعليم أن الطالب في هذه الحالة عليه التوجه بالتابلت لإخصائي التطوير التكنولوجي بالمدرسة التابع لها، ثم الاتصال بخدمة العملاء علي الخط الساخن 16580، ثم الضغط علي رقم 9 ويتم من خلاله إرشاد الطالب لاتباع الخطوات اللازمة لتصليح التابلت. ومن جانبه قال الدكتور أحمد ضاهر، مستشار وزير التعليم والتعليم الفني لشؤون تكنولوجيا المعلومات،إن تسليم التابلت إلي الطلاب بالمحافظات تم بعد استيفاء الشروط المحددة لاستلامه، سواء التي ترتبط بتوصيل الألياف الضوئية أو عبر الشروط التي حددتها الوزارة لاستلام التابلت من قبل الطالب. وأوضح أن الوزارة تواصلت مع هيئة البريد لتحصيل قيمة بوليصة التأمين من أولياء الأمور في مكاتبها بالمحافظات، وتسهيل العملية عليهم، وأن كل من يحصل علي جهاز لوحي »تابلت» سيدفع مبلغ التأمين، سواء كانوا طلابًا أو معلمين، موضحا أن التأمين علي »التابلت» شامل للحصول علي جهاز بديل في حالة ضياع أو تلف الجهاز، وأن هذه البوليصة تأمينية، لأن رقم التأمين سيكون مطلوبًا من الطالب عند استيفاء أوراق استلام الجهاز. وقدمت وزارة التربية والتعليم جملة من الإرشادات التي طالب الطلاب باتباعها لضمان الاستخدام الصحيح والآمن لجهاز التابلت، (عند ارتفاع درجة الحرارة افصل الشاحن من الجهاز وأغلق التطبيق - وعند سخونة الجزء السفلي تأكد من سلامة الusb واستبدله بآخر - اشحن البطارية كاملة قبل استخدامها أول مرة - لا تستخدم سوي كابلات وشواحن وبطاريات سامسونج فقط - توصيل الشاحن بطريقة خاطئة قد يؤدي لتلفيات خطيرة بالجهاز - لتوفير الطاقة افصل الشاحن في حالة عدم استخدامه - في حالة توقف الجهاز اضغط علي »تشغيل» و»خفض الصوت» معًا ل7 ثوانٍ). وقال الدكتور محمد عمر نائب وزير التعليم لشئون المعلمين، إن هناك خطة لتدريب معلمي الصف الأول الثانوي علي التعامل مع التابلت داخل المدرسة وكيفية إفادة الطلاب بما فيه من محتويات ودمجه بشكل كامل في عملية التعلُّم، وأن التدريبات ستشمل تعريفهم بكيفية استخدام البنية التكنولوجية داخل المدارس، لافتا إلي أن تدريب المعلمين سيكون عمليا علي التابلت، وآلية استخدامه والتعامل معه. وأضاف عمر إن التدريبات تسير عبر مستويات عدة، أولها ما بدأته الوزارة حاليا من تدريب المدربين علي النظم الجديدة للتعلم، وذلك بالمدينة التعليمية بالسادس من أكتوبر وأن هذه التدريبات قاربت علي الانتهاء وبعدها سيكون التدريب داخل المحافظات المختلفة من خلال هؤلاء المدربين الذين سيقومون بجولات علي المدارس التي تسلمت التابلت لتدريب المعلمين عمليا للتعامل معه داخل الفصول. وأشار إلي أن التدريبات العملية داخل المدارس من المقرر أن تكون عقب الانتهاء من تسليم التابلت لجميع طلاب الصف الأول الثانوي، وأنها ستشمل شرح آلية الدخول علي بنك المعرفة والاستفادة من المحتويات الموجودة علي الجهاز وكذلك تقييم العلاقة ما بين الطالب ومعلمه إضافة إلي التدريب علي التصحيح والامتحانات والتفاعل المباشر مع الطلاب. وقالت مني أبو غالي، منسق ائتلاف تحيا مصر بالتعليم، إن تجربة التابلت في حد ذاتها لا يمكن الاعتراض عليها، ولكن المستلزمات الخاصة به حال فقدان الشاحن أو كسر الشاشة أو القلم الخاص بالجهاز مبالغ فيها وقد تفوق إمكانيات العديد من أولياء الأمور الذين لن يتمكنوا من الأزمات التي قد تواجه أبناءهم، وأنه في تلك الحالة سيكون هناك مشكلات أكبر ستواجه أولياء الأمور والطلاب بل والوزارة أيضا التي ستعقد الامتحانات عليها. وأشارت إلي أن طلاب المنازل يواجهون ظلما بسبب عدم تسلمهم التابلت بالرغم من دفعهم المصروفات المدرسية وأن التفرقة ما بين الطلاب سواء أثناء الدراسة أو عند عقد الامتحانات قد تتسبب في مشكلات لم تظهر علي السطح حتي الآن.