حالة كبيرة من الجدل في الجامعات المصرية بين الطلاب ووزارة التعليم العالي حول تطبيق توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بإدراج مادة التربية الرياضية أو »البدنية» كمادة إلزامية للطلاب في جميع الكليات في الجامعات المصرية المختلفة، الجدل بدأ حول آلية التطبيق وهل ستكون مادة نجاح ورسوب ؟ أم أنها مادة تضاف للمجموع الكلي للطلاب وتؤثر علي تقديراتهم في الفرق الدراسية ؟ أم أنها ستكون تطوعية وليست إجبارية علي جميع الطلبة. »الأخبار» استطلعت آراء عدد من المسئولين عن هذا الملف بوزارة التعليم العالي وكذلك وزارة الشباب والرياضة التي سترعي هذا الأمر لتوضيح كيفية تطبيق هذا القرار، ففي البداية أكد د. طايع عبد اللطيف مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية أن مادة التربية الرياضية المقترح تطبيقها علي طلاب الجامعات، ستكون مادة »متطلبات التخرج» للطلاب مثلها مثل مادة »التربية العسكرية»، والتي يقوم الطالب من خلالها بدراسة المادة عملياً وعلمياً ولكن ليست مرتبطة بسنة دراسية محددة، ويمكن له أن يدرسها في أي فرقة له بالجامعة، وستكون عبارة عن بعض المحاضرات التوعوية، وبعض الممارسات والتدريبات، ولكنها في الوقت نفسه ستكون إلزامية علي جميع الطلاب. وأضاف طايع أن التدريبات التي سيتم عقدها بالمادة ستكون كثيرة منها »طوابير» لياقة بدنية، وتمرينات اختراق ضاحية، وجري، وماراثون، وغيرها من التدريبات الرياضية التي يقوم الطالب باجتيازها لكي يحصل علي شهادة تخرجه، ولكنها لن تضاف للمجموع الكلي للطالب. وأوضح مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية أنه تم إطلاق نادي المواهب بخلاف مادة التربية الرياضية لاكتشاف المواهب الشابة، في الجامعات المختلفة في كل محافظات مصر، وسيتم التواصل مباشرة مع نادي المواهب، لبحث الموهبة، ويتم تقييمها من خلال لجنة الخبراء بوزارة الشباب والرياضة، ومن يجتاز هذه المرحلة، ينتقل للمرحلة الثالثة وهي ثقل المهارات وتنميتها، لتعود مرة أخري الجامعات المصرية والمعاهد »مفرخة» لطرح الأبطال في جميع الألعاب الرياضية. وأشار د. طايع إلي أنه سيتم تنظيم أيام رياضية كمبادرات بجانب المادة الإلزامية، وبالفعل تم في 11 فبراير الماضي وتم تنظيم يوم رياضي ترفيهي موحد علي مستوي الجامعات، وشارك فيه 21 جامعة حكومية، برعاية منظمة الصحة العالمية، وهو يوم لممارسة الرياضة. ومن جانبه أكد الدكتور كمال درويش، رئيس لجنة قطاع التربية الرياضية بالمجلس الأعلي للجامعات أن مشروع المقرر الدراسي الجديد لمادة التربية الرياضة والصحة يعتبر متطلبا أساسيا لطلاب الجامعات، وأضاف درويش أن الجديد في المادة أنها ضرورية وملزمة من متطلبات الجامعة علي جميع طلاب الجامعات، وأن يمارس الرياضة عمليا، ويتعرف علي أهميتها، وكيفية تحسين قدرات الجسم، وأن يكون أساسها الممارسة العملية بدراسة نظرية لاطلاعه علي أهمية الثقافة الرياضية، حتي يستفيد منها طوال حياته.. وأشار درويش، إلي أن هناك 26 كلية تربية رياضية في جميع الجامعات، ما عدا جامعتي عين شمس والقاهرة، موضحا أنه سيتم الاستعانة بأعضاء هيئة التدريس بكلية التربية الرياضية الهرم بجامعة حلوان لوجود عدد كاف من الأعضاء. جدير بالذكر، أن د. خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي وجه خلال اجتماع المجلس الأعلي للجامعات الأخيرة بوضع خطة تنفيذية شاملة لتنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة الاهتمام بالأنشطة الرياضية، بالتعاون مع وزارتي الصحة والشباب والرياضة. وجاء اجتماع د. أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، مع اللجنة العلمية الخاصة بإدراج التربية البدنية مادة إلزامية في المناهج الدراسية، والتقي رضا حجازي رئيس قطاع التعليم العام، وإيمان حسن رئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية بوزارة التربية والتعليم، بحضور كمال درويش أستاذ التربية الرياضية، ورئيس اللجنة الاستشارية العلمية، ورئيس لجنة قطاع التربية الرياضية بوزارة التعليم العالي. وجاء الاجتماع تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن إدراج التربية الرياضية كمادة أساسية بالمناهج التعليمية لرفع مستويات اللياقة البدنية والصحية لدي طلبة وطالبات المدارس. وتناولت الجلسة مناقشة سبل تطبيق مادة التربية الرياضية وجعلها مادة إلزامية إجبارية، وكيفية مواجهة معوقات موجهي ومدرسي مادة التربية الرياضية، وإمكانية تطبيق ذلك من العام الدراسي المقبل. وأكد أشرف صبحي أن وزارة الشباب والرياضة ستوفر كافة منشآتها ومشروعاتها لخدمة الهدف المنشود حتي تصبح مادة التربية الرياضية مادة أساسية في المواد الدراسية التي يتلاقها الطلاب في مختلف المراحل التعليمة، مشيرا إلي أن تطوير منهج التربية البدنية سيكون وفق أسلوب علمي يراعي الحوكمة، والتقييم، وأسلوب الممارسة لحصة التربية الرياضية.
