1 علي باب اﻷرض أحمل حلما لايغيب. يدي أيقونة تنير سكون المدي والندي .. لم أجرب أن أكون غيري لا صوت في الروح غير مواساة صوتي لصمتي. وحين لاتشبهني المحطات وأكون كزغاريد الصباح زينتي الضوء والماس أشتري حريتي و أغادر. أرفع قلبي دائما بعيدا وعاليا أخاف أن أفقده . أضحك قليلا وأبكي كثيرا وأنا لاأفهم بعد سر الضاحكين في جنازات الوطن . ولم أسأل النهر أبدا كيف لم تفرق بين أرواح العابرين وقلبك الماء ؟ في كل ليلة أحمل مشاعل الصبر العتيق وأطياف الينابيع في روحي وأغيب في أمسيات الخيال وأنا أعلم أن لكل جسر نهاية ولكل ريح موت في ليلة ماطرة .. وجهي كوجه أمي لايتذمر كثيرا وحين تنذرها السماء بالرماد تجلب وشاح الحظ وتعد علي كف الليل أنوار الضفاف البعيدة. ومن أمام موقدها الصغير تدعو لي أن يشتد عود ضحكتي وأن تتهاوي حولي أسراب الورد وأن يسكن روحي غناء العصافير. 2 هاأنا أدفع باب حجرة الليل بيدين حذرتين وأحرك دمية اﻷحلام كما فعلت كلارا علي أنغام تشايكوفسكي . منذ فقأ الزمن إحدي عينيها غطيت وجهها كما كل خيبة تدفس رأسها في أغوار الروح. كما ضوء الربيع المتجمد في عيون القلق . نعم خائفة كنت ولاأزال فالتنين الذي ينفث الموت في البر والبحر يمر أسفل منزلي يطالع شرفتي كل ليلة لم أصادفه حتي اﻵن ، ولا أدري كيف سيكون الحال في بلادنا غدا . لكن كلما ازداد خوفي شعرت بك أقرب . الخوف أيضا رسالة للحب كي يعود. كل هؤلاء الذين لفظهم البحر غدا ستنفثهم طواحين النسيان في المدي البعيد . سيغدون رمالا ذهبية مضيئة باﻷلم علي شاطئ مهجور . لم لايبكون مثلنا ؟ هكذا سألتك لم يشبهون أعمدة الرخام في بزاتهم اﻷنيقة ونحن حولهم جدران تتهاوي .. لم يأخذون مناديل أحزاننا وتصبح رباطا لأحذية لامبالاتهم اللامعة ويمضون . أذكر أنك قلت لي بعد صمت سيذهبون للجحيم . كل سياط اللهب والكذب التي أدموا بها قلوبنا ستنتظرهم في السماء وأنا في منفي الانتظار أصبح ألف امرأة تسير في أزقة الليل ظلالها علي الجبل والبحر تجمع من العشب ماتبقي. وفي الصباح أكون ألف خيط دخان يهرب من بوابات الفكرة لدثار المجاز لأيقونة اﻷبد. وكلها تبحث عني . لكني لا أعود . لا أعود إلا إليك أعجن نثاري بأريج نبضك فأعود وردة من جديد. 3 ربما يخيفني الطريق المزدحم والرصيف الذي يخلع شال نعاسه كلما أطلق قناص في المدينة ضحكته. وجفت سنابل ابتسامة في سلال امرأة عابرة يضيء رأسها الليلي بحلم مستعار. ربما وصلت الضفاف ومازال بي العدم وصاحبه يستفتيان في أمري. لاشيء يعيدني لحدود سيرتي الزمن لايرجع للوراء ونساء في زنازن القمر يوارين الحب في جدائلهن يعوذن قلوبهن الطرية من زوابع العمر. اﻷرض الخضراء تحملني علي كتفيها وتركض ..تماما كما كان يفعل أبي لست صديقة للطرق التي عبدّوها وكمّموا أنفاسها ورنات النور في بؤبئها فلم تعد تلمح وجه امرأة يخرج من أمطار الحب شهيا كمرفأ للطوفان. أجلس قرب المجاز أتأمل قوارب الحلم الزرقاء وهي تعبر محيط الهوامش تغمز بعينيها للأفق شيء يتمزق وآخر يلتئم لا أدري كنهه أنتظر صدفة وجودية تريني انعكاس صورتي وصوتي في مرايا الماء ليس إلا القصيدة يسقط عطر صوتها حارا علي أصابع همسي فأبتسم .