قدره أن تصل كلماتي اليه بعد رحيله.. منذ اللحظة الأولي لوصوله الي أرض الوطن عائدا من رحلة »بعاد» قسرية في بلاد المهجر.. وددت أن أقول له نورت بلدك.. فارس بلاط صاحبة الجلالة ابراهيم سعده.. صاحب قرار تعييني في مؤسسة أخبار اليوم. وأنا تلك الفتاة الصعيدية القادمة من أسيوط تحمل معها جواز مرور لعالم الصحافة بنجاحها بتقدير الأولي علي الدفعة أو كما كان زملائي يطلقون علي »الألفا» مرت شهور قليلة بعد أن التحقت بالعمل في القسم الإنساني »لست وحدك» الذي يشرف عليه الراحل مصطفي بك أمين بنفسه.. بعد ان التقيت به لأول مرة فور تخرجي مباشرة ولهذا اللقاء حديث في مقال آخر.. مرت الشهور وجاءني اتصال من الاستاذ كرم مدير مكتب مصطفي بك.. مصطفي بك عايزك!! بعد ثوان كنت في مكتبه.. بابتسامته المعهودة سألني: أنت اتعينتي ولا لسة؟ قلت له.. لسه.. قدم لي ورقة وقلما وقال اكتبي.. السيد الاستاذ ابراهيم سعده.. الي آخر الطلب.. كان طلب تعييني في الأخبار.. ثم قال لي مصطفي بك.. روحي سلميه بنفسك لإبراهيم.. وفي الدور السابع بالمبني الصحفي.. طرقت الباب.. كان المكتب حاشدا بعدد كبير من الصحفيين حول الكاتب ابراهيم سعده.. قدمت له الطلب وانتظرت واقفة.. انتهي من قراءته.. ثم قال لي بالحرف.. حاضر.. بلغي مصطفي بك بانه تم. هذا هو ابراهيم سعده الذي صدقت فيه الحكمة التي تقول »اذا أردت ان تحيا بعد رحيلك فاكتب شيئا يستحق ان يقرأ واعمل شيئا يستحق ان يذكر» استاذي العزيز ابراهيم سعده.. سيظل ذكرك باقيا فينا.. ما دامت كلماتك محفورة في ذاكرة التاريخ.