بعد أيام من الاحتجاجات العنيفة التي نظمتها حركة »السترات الصفراء» في فرنسا ضد ارتفاع تكلفة المعيشة أعلن المتحدث باسم الحكومة بنجامين جريفو أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيعلن عددا من الإجراءات المهمة في الأيام المقبلة. ولم يوضح جريفو خلال تصريحاته لمحطة (إل.سي.آي) التلفزيونية أية تفاصيل بشأن التوقيت أوما قد يعلنه ماكرون. وكان رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب قد قال في وقت سابق »حان وقت الحوار». وأضاف »أصبح علينا إعادة نسج الوحدة الوطنية» التي تعرضت لهزة في هذا التمرد الشعبي غير المسبوق الذي ولد علي شبكات التواصل الاجتماعي علي الانترنت. وأكد فيليب أن الرئيس ماكرون »سيتحدث» ربما اليوم و»سيعود إليه أمر اقتراح الإجراءات» ليتاح »لكل الأمة الفرنسية أن تجتمع من جديد». وأمضي ماكرون الذي استهدفته هتافات متكررة خلال المظاهرات التي طغي عليها شعار »ماكرون استقل» أمس الأول في قصر الإليزيه محاطا بقوة أمنية كبيرة. ولم يدل ماكرون بأي حديث علني طوال الأسبوع وترك لرئيس الوزراء مهمة التوجه إلي البرلمان ووسائل الإعلام. وطالبت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبن الرئيس الفرنسي باتخاذ »اجراءات قوية وفورية» للاستجابة لمعاناة متظاهري السترات الصفراء. وقالت »أدعو مرة جديدة رئيس الجمهورية إلي فهم المعاناة التي يتم التعبير عنها، وإلي الاستجابة لها بالخروج من الإليزيه والإقلاع عن سياسة التقوقع». وألغي ماكرون زيادة كانت مزمعة في الضريبة علي الوقود لكن الخطوة أخفقت في إنهاء احتجاجات السترات الصفراء التي تطالب بخفض الضرائب ورفع الحد الأدني للأجور وتحسين مزايا التقاعد. وحذر وزير المالية الفرنسي برونو لومير أمس من أن العنف المرتبط بتظاهرات »السترات الصفراء» التي تجتاح البلاد يشكل »كارثة» بالنسبة لاقتصاد فرنسا. وأعلنت وزارة الداخلية أمس اعتقال 1723 شخصا في جميع أنحاء فرنسا وقالت إن 1220 من بينهم حُبسوا قيد التحقيق. وأوضحت أن حوالي 136 ألف شخص شاركوا في مظاهرات أمس الأول. وتكررت أمس الأول مشاهد أعمال العنف من إطلاق الغازات المسيلة للدموع في محيط جادة الشانزليزيه وتكسير واجهات وإحراق سيارات في باريس، وكذلك صدامات في مدن كبيرة مثل بوردو وتولوز ومرسيليا ونانت، وإغلاق شوارع وحواجز علي طرق. لكنها لم تصل إلي حجم مشاهد حرب الشوارع التي سجلت قبل أسبوع عند قوس النصر وفي عدد من الأحياء الراقية في العاصمة. وتسعي السلطات الفرنسية إلي تتبع الحسابات الإلكترونية المزيفة التي تقوم بتضخيم حركة »السترات الصفراء» الاحتجاجية علي مواقع التواصل الاجتماعي. من جهة أخري، هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددا اتفاق باريس المناخي، معتبرا أن تظاهرات »السترات الصفراء» في فرنسا تثبت فشل هذا الاتفاق. وكتب ترامب علي تويتر »نهار وليل حزينان جداً في باريس» وأضاف »ربما حان الوقت لوضع حدّ لاتفاق باريس السخيف والمكلف للغاية، وإعادة المال إلي الناس عبر خفض الضرائب». ورد نائب من حزب الرئيس الفرنسي علي ترامب، حيث كتب علي تويتر أن »دونالد ترامب مصاب باضطرابات دماغية»، ووجه إليه عبارات نابية.