دخلت احتجاجات حركة السترات الصفراء في فرنسا أسبوعها الرابع أمس حيث ارتفعت حدة المصادمات بين قوات الأمن الفرنسية وأنصار الحركة في العاصمة باريس مما دفع السلطات إلي نشر مدرعات للمرة الأولي في العاصمة منذ سنوات. في الوقت نفسه ارتفع عدد الجرحي والمعتقلين من المتظاهرين الذين رفعوا سقف مطالبهم نحو إقالة الرئيس إيمانويل ماكرون. وتجددت الاشتباكات قرب جادة الشانزليزيه وسط باريس بين قوات مكافحة الشغب الفرنسية والمحتجين من الحركة الذين خرجوا إلي الشوارع للأسبوع الرابع علي التوالي احتجاجا علي ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الضرائب علي الوقود. وأطلقت قوات الأمن الفرنسية وابلا من قنابل الغاز المسيلة للدموع، في محاولة لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في محيط قوس النصر الشهير بباريس، حيث اراد المتظاهرون الوصول إلي القصر الرئاسي، إلا أن قوات الأمن منعتهم. وأعلن نائب وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز أن نحو 31 ألفا شاركوا في مظاهرات السترات الصفراء في أنحاء فرنسا وتم اعتقال 700 شخص. في وقت نفذت فيه الشرطة عمليات تفتيش استهدفت الأشخاص بمحطات القطارات وفي المواقع التي تركزت فيها الاحتجاجات علي غرار الشانزليزيه ونصب الباستيل. وعثرت السلطات بحوزة عشرات المعتقلين علي أقنعة ومطارق ومقاليع وحجارة يمكن استخدامها لمهاجمة الشرطة. وتم إغلاق برج إيفل والمعالم السياحية الأخري والمتاجر لتجنب أعمال النهب وتمت إزالة مقاعد الشوارع لتجنب استخدام القضبان المعدنية كمقذوفات. ونشرت السلطات نحو 89 ألف شرطي في مختلف أنحاء البلاد، من بينهم 8 آلاف في باريس، فضلا عن 12 مدرعة لقوات الدرك، لم تستخدم منذ أعمال الشغب التي شهدتها ضواحي باريس في 2005، وذلك لتجنب تكرار أحداث الفوضي التي وقعت السبت الماضي.. وفي وقت سابق، قال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير إنه لا يتوقع أن يشارك سوي "بضعة آلاف" في تظاهرات باريس التي انضم إليها 8000 شخص في عطلة نهاية الأسبوع الماضي. لكنه تحدث عن وجود "أفراد يتسمون بالعنف الشديد" بينهم. وقال كاستانير إن "الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت ولادة وحش خرج عن سيطرة مبتكريه"، في إشارة إلي حركة "السترات الصفراء" التي بدأها فرنسيون من الطبقات المتواضعة تنديداً بسياسة الحكومة الضريبية والاجتماعية، لكن باتت ترفع فيها شتّي المطالب والاحتجاجات وآخر المنضمين إليها طلاب المدارس الثانوية. وتعهد بأن السلطات الفرنسية "لن تتهاون" مع الأشخاص الذين يحاولون التسبب بمزيد من الفوضي. وبدأ الحراك في 17 نوفمبر الماضي للاحتجاج علي ارتفاع اسعار الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة قبل أن يتفاقم ليتحول إلي حراك واسع ضد سياسات ماكرون.