مواجهات بين متظاهرين ورجال الشرطة في باريس »صورة من رويترز« شهدت العاصمة الفرنسية باريس أمس مظاهرة حاشدة ل»السترات الصفراء» في اطار الاحتجاجات التي دخلت اسبوعها الثالث امس احتجاجاعلي رفع أسعار الوقود وتكاليف المعيشة في البلاد، في واحده من أكبر وأطول التحديات التي واجهت الرئيس إيمانويل ماكرون منذ توليه المنصب قبل 18 شهرا. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي علي محتجي »السترات الصفراء» الذين حاولوا كسر الطوق الأمني في شارع الشانزليزيه الشهير بالعاصمة مما أسفر عن إصابة 10 أشخاص. وقالت الشرطة إنها اعتقلت أكثر من 100 شخص وسط مخاوف من تسلل مجموعات تنتمي لأقصي اليمين وأقصي اليسار إلي حركة »السترات الصفراء» وهي تمرد شعبي علي رفع أسعار الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة. وتجمع مئات من محتجي السترات الصفراء تحت قوس النصر في أول شارع الشانزليزيه وغنوا النشيد الوطني الفرنسي وهتفوا باستقالة ماكرون. وقامت إدارة النقل في مدينة باريس بإغلاق 7 محطات لمترو الأنفاق تحسبا للاحتجاجات العنيفة. وأغلق محتجو السترات الصفراء طرقا خلال المظاهرات التي بدأت قبل أكثر من أسبوعين في مختلف أنحاء فرنسا. وقبل تحول الاحتجاجات لمواجهات عنيفة، انتشر نحو 6 آلاف من رجال الشرطة في باريس لضمان الأمن خلال المظاهرات. وأعلن وزير الداخلية كريستوف كاستانير أن شرطة باريس ستنشئ »منطقة تحت الإشراف» وسط باريس وستضع داخلها كاميرات المراقبة وستقوم بأعمال تفتيش المحتجين. وقام عمال أمس الأول بوضع حواجز معدنية ولوحات خشبية أمام الواجهات الزجاجية للمطاعم والمتاجر الموجودة في أشهر شوارع باريس. وتواجه إدارة ماكرون موجة من الغضب الشعبي بدأ علي أثر زيادة الرسوم علي الوقود، لكنها اتسعت لتشمل مطالب تتعلق بارتفاع تكاليف المعيشة بشكل عام. وسعي ماكرون لإخماد الغضب واعدا بإجراء محادثات علي مدي ثلاثة أشهر حول الطريقة المثلي لتحويل فرنسا إلي اقتصاد قليل استخدام الكربون بدون معاقبة الفقراء.كما تعهد إبطاء معدل الزيادة في الضرائب علي الوقود إذا ارتفعت أسعار النفط العالمية بشكل سريع للغاية، لكن فقط بعد اقرار زيادة الضرائب المقررة في يناير المقبل. لكن التصريحات التي أطلقها خلال الأسبوع الماضي أثارت غضب المحتجين ولم تقنعهم.