"تستضيف نقابة الصحفيين في السابعة مساء الأربعاء المقبل الموافق 7 نوفمبر الروائي محمد القصبي لمناقشة روايته "السيدة " ، والتي صدرت مؤخرا عن الهيئة العامة للكتاب ، يشارك في المناقشة النقاد أ.د شريف الجيار أستاذ الأدب بجامعة بني سويف ، أ.د أ.د عزوز علي اسماعيل أستاذ الأدب والنقد والبلاغة في المعهد العالي للغات والترجمة الفورية وجامعتي بدر والبريطانية ،أ.د رشا غانم أستاذة النقد الأدبي بالجامعة الأمريكية.يدير الندوة الفنان التشكيلي والكاتب الصحفي أحمد عبد النعيم.يستهل الكاتب روايته بمشهد من شبه القارة الهندية ..تحديدا العاصمة الباكستانيةاسلام أباد عقب الغزو السوفييتي لأفغانستان في مطلع الثمانينيات ..بطل المشهد الصحفي منتصر السيناوي ..أحد الشخصيات المحورية في الرواية حيث يحكي : - كائن أنت .. لا يكون !!أستدعى كلماته من قرار زمنى الضبابي .. أكابد لألملم من بين الحروف وجهه النحيل المكفنة تقاسيمه البالية بكتل من الشعر الأبيض .. إلى ركنه المعتم باستقبال فندق إسلام أباد انتركونتنننتال قادنى مرافقى الباكستانى .. يشعل فى خطوى شهوة الفضول حين رآنى متردداً :-شيخنا هذا الأشهر فى آسيا .. حاصل على بكالوريوس فى الكيمياء .. ثم اتجه إلى التعليم الدينى ليحظى بإعجاب كبار علمائنا .قلت ساخراً وأنا أتبعه فى تكاسل :-ويمارس أخيراً الدجل !- شيخنا صاحب رسالة-كالأنبياء ؟!-الأنبياء يهدون البشر .. أما شيخنا فيقرأ ما هو مسطر بشأنهم فى اللوح المحفوظ . ورجال الدين.. ألم يهدروا دمه بعد؟!-مقرب من الحكومة ..-معلم سياحى .. ينبغى حمايته !-تنبأ بسقوط نيكسون حين زار إسلام أباد .. قال له عرافنا وهو يشير إلى صحيفة ملقاة على الطاولة : مقتلك هنا بعد عام أو عامين .. امتقع وجه الرئيس .. طلب من الشيخ المزيد فلم يزد ..!!فعلها العراف معى .. نفث فى خلاياىّ عبارته المقتضبة .. وأوصد دون ثورة فضولى أبواب المجهول .. أبيت الاستسلام لصرامة صمته .. ألححت فى توسل أن يفصح .تلين نظرة عينيه .. لكنه استبدل سيف صمته بخنجر تمتمته الغامضة :-غاضباً .. قلقاً .. تنفق على الحواف عمرك !ويرتبط مشهد النهاية جينيا بمشهد البداية ..المشهد موطنه الجغرافي القاهرة والزمني التسعينيات ..يستقل منتصر السيناوي سيارته في أحد الشوارع الرئيسية المزدحمة ..مشاعر الداخل تجاه الحبيبة ..الوطن .. تنطفيء يأسا تحت وطأة أمطار حمضية تقذفه بها سماوات مجهولة ..إلا من شعور واحد ..اللهفة للوصول إلى ابنه الذي يترقبه أمام المدرسة التي ألحقه بها عقب عودتهما من الخليج مطرودا مع انتهاء يومه الدراسي ليعود به إلى البيت ..ليفاجأ بأن حالة من الشلل أصابت الشارع ..وإمرأة تدق زجاج النافذة بكفها ..تدعوه لأن يفتح لها :- كفك يا بيه .. بجنيه واحد أكشف لك عن المستخبى واللى رايح واللى جاىابتسامة غريبة من الوجه الشاحب .. شرك غواية لأن أسلم لها كفى..بل إنها .. إنها ابتسامة عجوز باكستان الساخرة التى لطمنى بها حين رفضت فى عناد قراءاته للوحى المحفوظ .. أو لم ينضب مخزون لوحى المحفوظ من المآسى بعد ؟- افتح لى الباب يابيه .. هقعد جنبك .. ماتخفش .. الإشارة مش هتفتح النهارده .. أصل فيه تشريفة ..تشريفة الهانم حرم الريس.. كفك يا بيه .. بجنيه واحد بس ..!!ومابين مشهد المستهل في فندق باكستان ومشهد الختام في شوارع القاهرة انتظارا يائسا لأن تمر تشريفة الهانم حرم الرئيس تتساقط بداخله أوراق شجرة الأمل تحت وطأة أعاصير الدجل السياسي والطائفي والصحفي التي تعصف بالوطن .يقول القصبي أنه أنجز روايته عام 2002..وحالت بعض اﻷسباب دون صدورها في ذلك الوقت...وتتعرض الرواية لقصة حب ربطت بين صحفي مصري خﻻل عمله في دولة خليجية وخبيرة امم متحدة تنتمي ﻷسرة ثرية شيعية ولها مكانتها اﻻجتماعية ..ومن خﻻل تلك العﻻقة تخوض الرواية في اﻷوضاع السياسية التي عصفت بالمنطقة العربية عبر حقبة التسعينيات ..والعﻻقات الشائكة بين عدد من الصحفيين المصريين الذين يعملون في تلك الدولة والتنازلات التي قدمها بعضهم بما يمس ليس فقط أخﻻقيات المهنة وانما ايضا ثوابت اﻻنتماء الوطنى.