عندما تشير عقارب الساعة إلي التاسعة من مساء اليوم يكون عشاق الساحرة المستديرة علي موعد مع المتعة عندما يصطدم المارد الأحمر النادي الأهلي بفارس تونس العملاق الترجي في ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا الذي يستضيفه ملعب برج العرب بالإسكندرية بحضور 50 ألف مشجع كأرقام رسمية ويمكن أن يرتفع العدد إلي 60 ألفا في ظل محاولات مستمرة من مسئولي الأهلي مع الأمن لزيادة العدد في الاستاد الذي يتسع ل 75 ألف مشجع.. وينتظر الفريقان مباراة ثانية في العودة بتونس علي ستاد رادس يوم الجمعة المقبل 9 نوفمبر. الصدام العنيف المنتظر الليلة والذي أطلق عليه الكاف عبر موقعه الرسمي نهائي الرعب والفزع نظرا لقوة وعظمة الفريقين ويتمناه الأهلاوية نهائي السعادة، هو في كل الأحوال لقاء صعب علي الفريقين وعلي لاعبيهم وعلي جمهورهم ونحذر أصحاب القلوب الضعيفة من المتابعة لأن كل شيء وارد في صراع الكبار ولكل منهما دوافعه وأسلحته وأدواته التي سيستخدمها للفوز بالأميرة السمراء والتتويج القاري والتأهل لمونديال الأندية، بالفعل الفائز سيحظي بكل هذا سيتوج ملكا للقارة السمراء كرويا ويعانق المجد في مونديال الأندية عندما سيظهر ممثلا لقارته وسط أكابر العالم، كل هذه الغنائم والمكاسب غير المكافآت المادية المغرية والمنتظرة والمتشوقه لها خزائن الأندية المتنافسة، سنستعرض بالتفصيل استعدادات الأهلي والترجي للنهائي الإفريقي بكل التفاصيل المهمة علي كافة الأصعدة ومشوارهما من بدايته في البطولة حتي المباراة النهائية وأخر تعليمات كل معسكر وكل مدرب حتي انطلاق الاختبار النهائي.. الأهلي استعد جيدا للمباراة رغم بعض الظروف الصعبة التي واجهها مؤخرا وأبرزها بعض الغيابات من نجوم الفريق بالإضافة إلي تعادل بأداء سيئ في مباراته الأخيرة في البطولة العربية مع الوصل الإماراتي ورغم أن معظم الأهلاوية لم يتوقفوا كثيرا عند التعادل مع الوصل الإماراتي الذي حضر إلي الإسكندرية في ظروف صعبة بعد الإطاحة بمدربه إلا أن كاريترون المدير الفني الفرنسي للأهلي لم يسكت علي الأمر وأظهر »العين الحمرا« للاعبين ولم يشفع لهم أنه ادخر أبرز أوراقه الرابحة للنهائي الإفريقي مثل وليد أزارو هداف الأهلي ومعه أخطر خطير في مصر حاليا الحاوي وليد سليمان، واستمر كارتيرون في غضبه ولم تظهر ابتسامته إلا خلال المعسكر المغلق الأخير بعدما قرر اشعال دوافع لاعبيه وتجديدها من أجل النهائي الإفريقي وجاءت آخر محاضرات الخواجة نفسية جدا لعب خلالها علي الشحن المعنوي وتجديد الدوافع وقال خلالها للاعبيه: أعلم جيدا أنكم تظهرون معدنكم الصلب والأصيل في المنافسات الكبري وأنا أثق فيكم ونحن نحتاج هذا الآن، مازلنا لم نحقق شيئا والتأهل للمباراة النهائية ليس بإنجاز ولا يذكر التاريخ سوي البطل والإنجاز الحقيقي مازال علي بعد خطوة لكنها صعبة وتحتاج إلي العمل والاجتهاد من أجل التتويج والسفر للعب في مونديال الأندية، أعرف أنكم تمتلكون الطموح والعزيمة وثقتي بكم كبيرة وخلفكم جمهور عظيم متعطش للبطولة يؤازركم بكل قوة وينتظر منكم المزيد. احترام الترجي وعن مواجهة بطل تونس قال كارتيرون: بالتأكيد المباراة صعبة والترجي منافس قوي وكبير وله تاريخه ويمتلك مجموعة متميزة من اللاعبين والأفضل في إفريقيا لكننا قادرون علي الحسم، ورفض كارتيرون نغمة الكعب العالي وأن الأهلي يلعب أفضل في تونس وقال: من وجهة نظري وحسب رؤيتي النهائي 180 دقيقة مقسمة إلي جزئين ولم أشغل ذهني بكون المباراة الأولي علي ملعبنا والثانية في تونس علي ملعب رادس. انتظم الأهلي في معسكر مغلق بالإسكندرية قبل المباراة ب 48 ساعة لضمان أكبر قدر من التركيز للاعبين ولوضع خطة القبض علي الترجي في برج العرب وتجهيز خلطة وتوليفة النهائي الإفريقي من اللاعبين ولعلاج الأخطاء، وحرص الفرنسي علي دراسة ومذاكرة المنافس جيدا وشاهد مجموعة كبيرة من مبارياته سواء في الدوري التونسي ومشواره في دوري الأبطال ووضع يده علي نقاط القوة والضعف للمنافس وحفظ لاعبيه واجباتهم جيدا وحرص علي المراجعة والتكرار... ورغم إحاطة المران بالسرية إلا أن المتابع الجيد يدرك ببساطة.. أن كاريترون أعد الأسلحة الحمراء لمهاجمة الترجي بقوة في برج العرب وإرباكه من خلال أوراقه الرابحة وليد أزارو ووليد سليمان وصلاح محسن ومروان محسن وشدد علي المهاجمين وخاصة أزارو استغلال أنصاف الفرص لإحراز الأهداف والتعاون مع الجميع. درس خصوصي شهد المعسكر أكثر من درس خصوصي للمهاجمين وطرق تعاملهم مع الكرات العرضية واستغلال المساحات التي يتركها دفاع المنافس أقل خطوطه مقارنة بقوة الدفاع والوسط، وشهدت التدريبات والاستعدادات الهجومية تعليمات بالتسديد علي المرمي من مختلف الاتجاهات لاستغلال ضعف حارس المرمي والذي يمثل واحدة من سلبيات الترجي ونقاط ضعفه، ولم تأت استعدادات الخواجة هجومية فقط بل حرص علي تنظيم دفاعاته ووسطه جيدا والتنسيق فيما بينهم في الهجوم والدفاع وحذر وسطه والدفاع من غزوات هجوم الترجي الخطير حيث يمتلك الفريق التونسي ثلاثيا هجوميا خطيرا هم طه ياسين الخنيسي وأنيس البدري ويوسف البلايلي ويتميز الثلاثي الهجومي بالتسديدات القوية واستغلال الضربات الثابتة والتمركز الجيد داخل منطقة الجزاء واستغلال المساحات وينضم معهم ثلاثي الوسط الإفريقي الشرس فرانك كوم والشعلالي وفوسيني كوليبالي بالإضافة إلي قوة وسرعة الدربالي الجناح الطائر. هشام محمد أبرز غيابات الأهلي ولا يخفي علي أحد الإصابات المهمة والغيابات بسبب خسارة الأهلي لعلي معلول جناحه الأيسر الدولي التونسي وفقده مبكرا لمجهودات النيجيري «اجاي» بالإضافة إلي قلق يتمثل في إصابة الشناوي الحارس الأساسي وخروجه مصابا من مباراة الوصل ورغم أن الجهاز الفني أعلن جاهزيته إلا أن كل الاحتمالات واردة ويتم تجهيز شريف إكرامي لأي احتمالات، ونفس الحال ينطبق علي أحمد فتحي قلب الأسد الذي تعرض لمتاعب في العضلة الأمامية حرمته من التدريبات خلال آخر يومين واستمرت محاولات لحاقه بالمباراة حتي اللحظات الأخيرة، وفيما يخص سعد سمير فهو عائد من فترة غياب كبيرة.. ويعد هشام محمد أحدث غيابات الأهلي بعد تعرضه للإصابة أمس. طموح الشعباني وصل الترجي إلي القاهرة بطائرة خاصة واصطحب مديره الفني معين الشعباني معه 23 لاعبا لمواجهة الأهلي وهم : معز بن شريفية ورامي الجريدي وعلي الجمل وسامح الدربالي وإيهاب المباركي وأيمن بن محمد وخليل شمام وحسين الربيع وعلي المشاني وشمس الدين الذوادي ومحمد علي اليعقوبي وأيمن محمود وفوسيني كوليبالي وفرانك كوم وغيلان الشعلالي ومحمد أمين المسكيني وسعد بقير ويوسف البلايلي وأنيس البدري وبلال الماجري وآدم الرجايبي وطه ياسين الخنيسي وهيثم الجويني.. معين الشعباني المدير الفني الحالي للترجي تسلم المهمة في توقيت صعب ومنذ أسابيع فقط بعد رحيل خالد بن يحيي المدير الفني السابق بسبب تراجع نتائجه في الدوري المحلي وخسارته من الصفاقسي بثنائية، وتولي الشعباني مساعد بن يحيي المهمة ونجح في عبور أول أغسطس الكونغولي في قبل نهائي دوري الأبطال وأبقت عليه الإدارة بعد عبوره للنهائي وجددت الثقة فيه، ولا يخفي علي أحد أن الشعباني يسعي للخروج الآمن من برج العرب واستدراج الأهلي إلي ستاد رادس علي أرضه وبين جماهيره وطبعا سيلعب علي الهجوم المرتد الذي يجيده علي أمل خطف الفوز في الإسكندرية وتفكيره الأساسي في إيقاف طوفان الأهلي وجماهيره في برج العرب.