المهندس عمرو مجدي، .."جماعة تجبر الشباب المسلم على الانتحار، انشروا رسالتي، عفوك ورضاك يارب، بحبك يا امي"..هذه الكلمات هي آخر رسائل المهندس المصري عمرو مجدي، صاحب الثلاثين عامًا قبل موته بصورة غامضة في كندا، رسالة نشرها عبر حسابه على فيس بوك باللغتين العربية والانجليزية في يوم 15 سبتمبر الماضي، لتتلقي أسرته رسالة من الشرطة في كندا بعدها بساعات قليلة، "ابنكم قفز من فوق جبل في كندا فسقط ميتًا". السيدة هدى كمال والدة المهندس عمرو مجدي، تروي لأخبار الحوادث القصة الكاملة لمقتل ابنها في كندا، تقول بكل ثقة بعد أن حبست دموعها، "ابني اتقتل ما انتحرش"، أكدت لنا أن الشرطة الكندية لاتزال تجري تحقيقات في القضية، أما الخارجية المصرية فقد عملت على إعادة الجثمان من كندا إلى مصر فور علمها بالواقعة من الأسرة. والدة عمرو قالت لأخبار الحوادث أيضًا إن ابنها هاجر إلى كندا كأي شاب يحلم بتحقيق ذاته في الخارج، خاصة وأنه يعمل مهندسًا مدنيًا، وأنه وحيد وليس له أخوه ووالده متوفى منذ فترة. وأشارت إلى أنها تعيش وحدها في المنصورة، ولها بعض الأقارب هناك، وعلى تواصل مستمر مع نجلها منذ أول يوم في سفره وحتى قبل مقتله بيوم واحد، مضيفة أن نجلها استمر حوالي 6 أشهر في كندا يبحث عن عمل، وكانت كل مصروفاته من إقامة ومعيشة من جيبه الخاص، وكان يحاول إضافة إلى ذلك استكمال بعض الدراسات في الجامعات الكندية بحثًا عن التفوق والتميز وفرصة عمل تليق به في الخارج. وأوضحت الأم، أن ابنها انتقل من مدينة إلى أخرى بعدما وجد فرصة عمل في إحدى شركات المقاولات هناك، وذلك من خلاله تعرفه على مهندس مصري مقيم بها، وبالفعل تمكن من العمل في هذه الشركة، لكن بعد فترة من العمل بدأ نجلها ينقل لها مخاوفه من أصحاب الشركة وأنهم يضطهدونه لأنه مسلم، ويحاولون إجباره في الكثير من الأوقات على شرب الخمور والسهر في بعض الأماكن بدعوى عقد لقاءات خاصة بالعمل. وقالت الأم الثكلى، إن نجلها كان يحكي لها عن أشخاص في الشركة يحاولون دعوته للخروج من الإسلام، ويتحدثون عن الإسلام بصورة سيئة، وأنه كان متمسكًا بدينه، يذهب ليصلي في المسجد، ويرفض كل دعواتهم للخروج من الدين. ومع اقتراب مشهد النهاية اوضحت والدة عمرو، أنه في يوم 14 سبتمبر الماضي، كان آخر اتصال بينها و نجلها وقالت: "إن عمرو كلمني يوم 14 وكان هذا اليوم هو ثاني يوم إجازة، وعادته بيكون مزاجه رايق لأنه يذهب في يوم إجازته إلى إحدى المدن المجاورة لمسكنه ويلتقي ببعض أصدقائه، يذهبون معًا إلى المطاعم العربية، ويقضي إجازته بعيدًا عن أجواء العمل، إلا أن هذا اليوم قال لي يا امي أنا تعبان مش قادر استحمل الشغل، والمكان ده، حسيت بقلب الأم أن ابني تعبان ومضغوط نفسيًا، وأغلق معي الهاتف وأبلغني أنه سينام وسيحدثني غدًا". وتابعت: "فوجئت في اليوم التالي باتصال من عم ابني يقول إن عمرو مات، وأنه كان يتواصل معه عبر هاتفه، ولكن ردت عليه الشرطة الكندية وقالت له إن عمرو كان يسير في طريق به الكثير من الغابات، وترك سيارته عند إحدى النقاط العالية في المنطقة، وقفز من فوقها فسقط ميتا"، واستكملت أن الشرطة طالبت عمه بالتواصل معنا وإبلاغنا، وبالفعل تواصلوا معي عن طريق الهاتف، وقالوا لي الرواية، فقلت لهم ابني لا يمكن أن ينتحر، ابني مؤمن بالله، ابني اتقتل رميًا من فوق الجبل". وقالت إن الشرطة في كندا أبلغوها بفتح تحقيق في الواقعة وتواصلوا معها من خلال الهاتف والبريد الإلكتروني، وأرسلت لهم كل ما قاله لها نجلها، وأن هناك مجموعة كانت تحاول إجباره على الخروج من الدين، وأرسلت لهم الرسالة التي كتبها نجلها عبر حسابه على فيس بوك قبل وفاته بساعات قليلة، وأنها مستمرة في التواصل معاهم، ومؤخرًا أبلغوها أن هناك شاهد عيان قال إنه شاهد عمرو وهو يقفز من فوق منطقة عالية، وقالت إن هذا الشاهد ربما وراءه الكثير. وأوضحت الأم أنها أبلغت وزارة الخارجية المصرية، وطالبتهم بعودة جثمان ابنها ودفنه في مصر، وبالفعل تمكنت الخارجية من عودة الجثمان في مصر على نفقه الدولة، وتم دفن عمرو بمقابر الاسرة، وأن وزارة الخارجية أبلغوها بمتابعة القضية مع السلطات في كندا. واختتمت حديثها قائلة "ابني اتقتل وأكيد هما كانوا بيطلبوا منه يخرج من الدين، وأن ينفذ عمليات إرهابية تسيئ للإسلام، ولازم الكل يعرف أن هناك شباب كتير في خطر، وأن هناك جماعات في الخارج تحاول تجنيد الشباب وإجبارهم على السير في أفكارهم". الحكاية برمتها تخص وزارة الخارجية، والتي يجب أن تتواصل مع الشرطة الكندية للوقوف على حقيقة مقتل الشاب المصري.