السيسي وحمد .. قمة الأشقاء للمرة الثانية خلال ما يقرب من ثلاثة أشهر، التقي الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعاهل البحريني الملك حمد بن عيسي آل خليفة في قمة مصرية بحرينية جديدة، ولكن هذه المرة في عاصمة مملكة البحرينالمنامة، لتكون أولي محطات جولة الرئيس الآسيوية التي تشمل الصين وأوزبكستان.. الرئيس السيسي وصل إلي مطار البحرين الدولي عصر الخميس الماضي، وكان في استقباله ملك البحرين ورئيس وزرائه، وعقد الزعيمان جلسة مباحثات رسمية أعربا خلالها عن اعتزازهما بما يجمع البلدين من علاقات أخوية راسخة وتعاون وثيق، مؤكدين تطلعهما لدفع التعاون الثنائي نحو آفاق أرحب، كما تناولت المباحثات الأوضاع المستجدة في المنطقة، ومجمل الأحداث الإقليمية والدولية. المنامة تؤكد محورية الدور المصري في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي التأكيد علي مكافحة الإرهاب والتصدي الحازم للتدخل في شئون المنطقة رسخت قمة السيسي وحمد مجموعة من المرتكزات الرئيسية التي تقوم عليها العلاقة بين البلدين الشقيقين أهمها المصالح الحيوية المشتركة التي تربط مصر والبحرين والتي لا تقتصر علي العلاقات السياسية والتاريخية وانما تنطلق إلي المستقبل لبناء شراكة تكاملية تشمل المصالح الاقتصادية والأمنية فضلا عن العلاقات بين الشعبين الشقيقين، وهو ما عكسته الرغبة الحثيثة من قائدي البلدين في تفعيل مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون الثنائية، وشدد عليه العاهل البحريني الذي أكد ضرورة أن تكون لمصر الأولوية في الاستثمار والتجارة في مختلف القطاعات بالبحرين، مع أهمية تنسيق الإمكانيات مع جمهورية مصر العربية في العمل الدولي المشترك، وفي مواجهة التحديات المشتركة للأمة العربية في ظل محورية دور مصر وما تمثله من ركيزة مهمة للأمن والاستقرار علي الصعيدين الإقليمي والدولي. وأشاد الزعيمان بالتمارين العسكرية المشتركة والتي تؤكد الاحترافية والكفاءة العسكرية والجاهزية القتالية، وتهدف إلي تعزيز سبل تبادل الخبرات والمهارات العسكرية. المرتكز الثاني الذي أكدته القمة المصرية البحرينية هو تقارب الرؤي بين الزعيمين حول العديد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية وعلي رأسها مكافحة كافة أشكال الإرهاب وتمويله، وتأكيد بذل كل الجهود الرامية الي إحلال السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، مع الاتفاق التام علي أهمية وحدة الصف والتضامن بين الدول العربية الشقيقة بما يسهم في تعزيز قدرتها علي حماية مصالحها ومكتسباتها، والوقوف بحزم أمام التدخلات الإقليمية في الشئون الداخلية للدول العربية، وهي التدخلات التي تهدد الأمن القومي العربي،مع التشديد علي ضرورة حماية المياه والممرات الدولية، وخاصة مضيقي هرمز وباب المندب، خاصة أن البلدين يقومان بدورهما في هذا الشأن بالتعاون مع الشركاء والحلفاء. أما المرتكز الثالث للعلاقات الثنائية فهو كثافة اللقاءات والزيارات المتبادلة بين قادة ومسؤولي البلدين، إذ أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن سعادته بزيارة مملكة البحرين ولقائه مع أخيه العاهل البحريني الذي يأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين الشقيقين بما يسهم في تعزيز العلاقات البحرينية المصرية والارتقاء بها إلي مستويات متقدمة، في المقابل أشاد ملك البحرين بما تشهده مصر من نهضة تنموية رائدة في مختلف القطاعات تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، معرباً عن تقديره لمواقف مصر الثابتة والداعمة علي الدوام لمملكة البحرين، وإسهاماتها البارزة وعلي امتداد عقود طويلة في دعم مسيرة النهضة والتنمية في المملكة، ومؤكداً تضامن البحرين ووقوفها الي جانب مصر قيادةً وشعباً ومساندتها في جهودها لمواجهة الإرهاب والتطرف. كما جدد دعم بلاده وبكل قوة لمصر وللجهود الكبيرة التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحقيق التنمية والتقدم والازدهار للشعب المصري، وتثبيت الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب في المنطقة بأسرها، في ظل تأكيد بحريني علي أن مصر هي بيت العرب والعمق الاستراتيجي لهم. من جانبه يري الدكتور محمد مبارك جمعة الكاتب والمحلل السياسي أن لمصر وشعبها مكانة خاصة في قلب ملك البحرين، مشيرا إلي أن البحرين، لا تنسي للشقيقة الكبري مصر مواقفها الأخوية الداعمة للبحرين علي كل الأصعدة، ولا تنسي الدور الذي أدته السواعد المصرية إسهاماً منها في نمو البحرين وتطورها، وخصوصاً في التعليم، حيث كانت البحرين وما تزال، تعتز بالكفاءات المصرية التعليمية التي كان لها دور في بدايات التعليم في البحرين، وما وصلت إليه البحرين اليوم من مراحل متقدمة علي هذا الصعيد.