أئمة صينيين في رحاب جامعة الأزهر بكين ترسل مئات الطلاب والمتدربين سنويا .. والمشيخة ترحب بالمزيد يمثل الأزهر الشريف أحد أهم المؤسسات الدينية الاسلامية، لما يلقاه من قبول واحترام في العالم أجمع.. ففي دولة الصين يتهافت المسلمون علي الأزهر بشكل كبير للنيل من بحر علومه والتتلمذ علي يد علمائه الذين تركوا بصمتهم في جميع البلدان، وتربط بين الأزهر والصين علاقات قوية وجيدة علي المستويين الرسمي والشعبي، ومن المنتظر أن تكون هناك زيارة قريبة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلي الصين، بدعوة تلقاها من حكومة بكين. حول هذه العلاقات، أكد السفير عبد الرحمن موسي، مستشار العلاقات الخارجية وشئون الوافدين بالأزهر، أنها قوية، وأن سفارة بكين في القاهرة علي تواصل دائم بالمشيخة حيث استقبل الإمام الأكبر -في مكتبه- السفير الصيني أكثر من مرة. وأوضح موسي، أن الأزهر الشريف يستقبل -في مصر- سنويا أعدادا كبيرة من الطلاب الصينيين المسلمين للدراسة في جامعة الأزهر، وأن معظم هؤلاء الطلاب يحصلون علي منح دراسية كاملة بالإضافة إلي الإقامة في مدينة البعوث الإسلامية، حيث يتوافر لهم المناخ الملائم والمناسب لكي يحصلوا علي دراساتهم بطريقة سهلة وميسرة، مؤكدا استعداد الأزهر التام لإعطاء الطلاب الصينيين منحا أكثر بكثير من الموجودة حاليا -أيا كان عدد الطلاب-. وبخلاف الطلاب الوافدين، أشار مستشار شيخ الأزهر، إلي أن الصين ترسل أعدادا كبيرة من الأئمة إلي مصر لتدريبهم في الأزهر الشريف، مشيرا إلي أن هؤلاء الأئمة عندما عادوا إلي بلادهم كان رد الفعل تجاههم إيجابي للغاية، حيث عبرت السفارة الصينيةبالقاهرة في خطابات رسمية عن سعادتها لما تلقاه الأئمة من دورات تدريبية لقيت قبولا شديد من طلبة العلم وجموع المسلمين في الصين، كما أكد الجانب الصيني نيته إرسال المزيد من الأئمة لتدريبهم بالأزهر، منها دورات تنعقد قريبا. وأضاف موسي، أن الإمام الأكبر لاحظ من خلال لقاءاته المتعددة مع المسئولين الصينيين الذين يزورون الأزهر، أن هناك تعليما جيدا للغة العربية في الصين وأن كثيرا من مسئولي السفارة بالقاهرة يتحدثون اللغة العربية بطلاقة، فأبدي فضيلة الإمام استعداده لإنشاء مركز لتعليم اللغة العربية في الصين وإرسال المتخصصين -علي نفقة الأزهر- من أجل المساهمة في زيادة المتعلمين للغة العربية وتمكينهم منها بشكل أكبر، لافتا إلي أنه سيتم وضع الخطوط العريضة لهذا المركز خلال زيارة الإمام الأكبر لدولة الصين. وأشار إلي أن هناك تجاوبا كبيرا من السفارة الصينية وحرصا علي زيارات الأزهر الدورية لبلادهم، وعلي تكثيف التعاون مع الأزهر، وأن الأزهر سعيد بذلك، وأنه من الممكن إنشاء كلية للدراسات الإسلامية في الصين -مستقبلا- والأزهر علي استعداد للتعاون في ذلك علي غرار الكليات الإسلامية المنتشرة في جنوب شرق آسيا الوثيقة الصلة بالأزهر في أندونيسيا وماليزيا وغيرهما، مضيفا: لدينا مبعوث من الأزهر في الصين حاليا، ونفكر في زيادة العدد بناء علي طلب السلطات هناك، كما نرسل سنويا في رمضان عددا من القراء والدعاة لإحياء ليالي شهر رمضان في الصين. من جانبه، قال د. أحمد زارع، المتحدث باسم جامعة الأزهر، إن العلاقات بين الأزهر والصين قديمة وأن الطلاب الصينيين المسلمين يدرسون في الجامعة منذ عشرات السنين، ويلقون كل التقدير والاحترام من فضيلة الإمام الأكبر وجميع العاملين، لأن الوافدين عامة بمثابة سفراء لمصر والإسلام والمسلمين والأزهر في كل مكان، مضيفا: ولأن الصين لها خصوصية خاصة يكون لأبنائها رعاية خاصة.