مصر والسعودية درع وسيف الأمة.. ومبادرة الملك سلمان موقف نبيل الالتزام بالتعليمات يضمن نجاح الموسم.. وتنسيق كامل في الإعداد والتنظيم لأداء المناسك »البصمة» إجراء أمني طلبته المملكة وأسعار الطيران يحكمها التوقيت استنفار حكومي كامل في إطار الإعداد لموسم الحج لهذا العام وتنسيق علي أعلي المستويات لتيسير كافة الإجراءات لحجاج بيت الله الحرام.. »الأخبار» حاورت المستشار عمر مروان وزير شئون مجلس النواب ورئيس البعثة الرسمية المصرية للحج؛ والذي أكد أن الدولة تبذل جهودا كبيرة لضمان نجاح الموسم، وشدد علي أهمية الالتزام بالتعليمات الصادرة من البعثة لتيسير أداء الفريضة، محذرا الشركات السياحية من عقوبات رادعة في حالة ارتكاب أية مخالفات.. وإلي تفاصيل الحوار.. • بداية.. باختياركم رئيسا للبعثة الرسمية، كيف ترون دور الدولة استعدادا للموسم، وهل يليق بالحاج المصري؟ - أكرر شكري للرئيس عبد الفتاح السيسي علي تكليفي بهذه المهمة لأن أكون في شرف خدمة الحجاج المصريين رئيسا للبعثة الرسمية للحج. دور البعثة إشرافي ورقابي علي الوزارات والجهات المنوط بها خدمة ونقل الحجاج من مصر إلي المملكة العربية السعودية وأداء الشعائر ثم العودة بهم إلي مصر بسلام الله. لدينا 3 جهات رئيسية تنظم مسألة الحج، وزارة الداخلية تختص بحجاج القرعة، التضامن تختص بحجاج الجمعيات الأهلية وشركات السياحة والوزارة تختص برحلات الحج السياحية، الأمر لا يقتصر علي الوزارات الثلاث فقط، لدينا أكثر من 5 أو 6 وزارات أخري تخدم علي رحلة الحج مثل الصحة، الخارجية، الطيران، القوي العاملة والأوقاف والأمانة العامة لمجلس الوزراء.. أي نحو 10 وزارات تعمل علي تنظيم رحلة الحج. • وماذا عن الإجراءات وأبرز التحديات أمام عملكم؟ - إجراءات الحج تبدأ قبله بفترة وتنتهي بعده بفترة أيضا، هناك من يسافر للإعداد والتجهيز سواء في مكة أو المدينة للإقامة والمشاعر المقدسة وكذلك بعد أداء المناسك هناك من يطمئن علي عودة الحجاج المصريين ولا يعودون إلا بعودة آخر حاج مصري، لذلك كم الجهد الذي يبذل كبير جدا لتسهيل الحج للمصريين.. الحج لا شك فيه مشقة ودورنا تقليل هذه المشقة وتجنيب الحجاج أية مخاطر محتملة، ولذلك أوضحنا وقلنا إن لدينا تحديين كبيرين الأول ارتفاع درجات الحرارة في المملكة والثاني المساحة المحدودة المخصصة لمصر في منطقة »مني»، حيث يتم تحديد جزء لكل دولة فيها، وهذا الجزء إذا ذهب إليه الجميع مرة واحدة سيؤدي إلي مخاطر وبالتالي يجب أن ننتبه إلي هذا ونستخدم الرخص الدينية للتقليل من هذه المخاطر وخفض الزحام، ولهذا كان الاتفاق مع وزارة الأوقاف أن يركز الدعاة علي أهمية استخدام الرخص الدينية في مثل هذه المواقف. الدولة تؤدي دورا كبيرا جدا حتي تضمن السلامة وأداء رحلة بأقل مشقة ممكنة للحجاج. • كم يبلغ عدد الحجاج المصريين؟ - نحو 80 ألف حاج تقريبا موزعين كالتالي: 22 ألفا و500 حاج »قرعة»، 36 ألفا حجاج سياحة، 12 ألفا »تضامن»، أكثر من 7 آلاف و600 حاج من الوزارات والهيئات و1600 تأشيرة إشرافية للجهات المشرفة علي الحج، بالإضافة إلي التأشيرات التي تطلق عليها تأشيرات المجاملة وهذه خارج سيطرة البعثة الرسمية لأن كل صاحب تأشيرة منها يذهب وعليه أن يدبر لنفسه الإقامة والانتقالات لأنه لا يذهب ضمن البعثة الرسمية للدولة الخاصة بالجهات الثلاث فهي تأشيرات فردية. هل تتحكم الدولة المصرية في عدد الحجاج المسافرين لأداء الفريضة؟ - المملكة العربية السعودية هي التي تحدد حصة كل دولة علي حسب تعداد السكان المسلمين المقيمين فيها، فلا يمكن فتح المجال لكل من أراد الحج وإلا أصبح الأمر خارج السيطرة، هذه أمور تنظيمية يجب احترامها وتساعد الدولة المضيفة علي تأمين الحجاج وتيسير الحج وأداء المشاعر المقدسة لهم. كيف تري موقف الملك سلمان بإهداء أهالي الشهداء ألف تأشيرة حج؟ - علي المستوي الشخصي سعدت بهذه المبادرة فما بالك بأهالي الشهداء، وجموع المصريين لا شك أن يكون شعورهم بالفرحة تجاه هذا الموقف النبيل من خادم الحرمين الشريفين لأناس تستحق هذه الدعوة وهم أهالي الشهداء من الجيش والشرطة الذين ضحوا بأنفسهم حتي تأمن الدولة من شرور الإرهاب أو أي مخاطر قد تهددها، المملكة تشعر بنفس المشاعر وتقدر قيمة التضحية التي قدمها هؤلاء الشهداء، لأنها في نفس الموقف تواجه الإرهاب وتواجه حربا ضروسا وتعرف معني التضحية ومعني الشهادة، كل التقدير والشكر والمحبة لخادم الحرمين الشريفين وشعب المملكة العربية السعودية الذي نشعر تجاهه بمشاعر الأخوة الحقيقية تجاه المصريين. الأيام والمواقف أثبتت أن مصر والسعودية هي الدرع والسيف للأمة العربية والإسلامية وبالتالي يجب الحفاظ علي هذا التلاحم بين الدولتين الكبيرتين والمضي قدما نحو التطوير إلي الأفضل إن شاء الله. وماذا عن الدعاة والوعاظ المصاحبين للحجاج المصريين ضمن البعثة؟ - حقيقة سألت وزير الأوقاف: هل الدعاة بينهم سيدات فأجاب ب »لا» جميعهم من الرجال فطلبت منه وتمنيت أن تشهد البعثة القادمة واعظات وداعيات بجانب الدعاة والوعاظ لأن الحجاج رجال وسيدات، ولا شك أن وجودهن له دور كبير مع الحجاج السيدات في بعض المسائل التي قد تجد المرأة »الحاجة» حرجا في سؤال معين للواعظ الرجل. شكاوي كثيرة حول صعوبة الإجراءات والروتين بشأن إجراءات التطعيم وبصمة العين وأسعار تذاكر الطيران.. ما تعليقكم؟ - بشأن بصمة العين هذا إجراء طلبته المملكة العربية السعودية ولم تفرضه مصر، وهو إجراء أمني ولابد أن نحترم طلب المملكة لحماية أمنها، هذا العام نظمنا عمل البصمة وتقريبا كل محافظة كان بها مكتب، 22 محافظة والخمس محافظات كانت حدودية ولم يكن بها عدد حجاج كبير، ونظمنا في اجتماع للبعثة الرسمية عمل هذه المكاتب بحيث يتم تحديد المراكز لعمل البصمات، أو حسب التأشيرات حجاج التضامن ثم القرعة لضمان تنظيم تام بأقل مشقة ممكنة.. ولكن بصفة عامة كان في بداية التطبيق بعض الصعوبات في النظام الإلكتروني في المكتب وليس من الجانب المصري، وتم تلافيه بعد ذلك، وأصبحت أكثر سهولة ويسر بعد ذلك. وماذا عن التطعيم؟ - التطعيم في صالح المواطن، واشتراط وجود 10 أشخاص متجمعين لأخذ التطعيم، غرضه عدم إهدار باقي الطعم الموجود في زجاجة التطعيم ويجب أن نتحمل بعضنا، وهذه المشكلة لم تتردد كثيرا والجميع متفهم للأمر، ونأمل في المستقبل أن نجد حلولا لهذه المشكلة. وماذا بشأن ارتفاع تذاكر الطيران؟ - بالنسبة لتذاكر الطيران أسعارها تتفاوت وفقا لوقت الحجز، فكلما كان الحجز مبكرا كان السعر أقل، فالتفاوت في الأسعار يحكمة الوقت وهذا شيء معلوم ومطبق علي الحج وفي غير الموسم، وهذه المشكلة توجد تحديدا في حج السياحة وكذلك الأمر في الفردي »المجاملة» فالتأشيرات صدرت متأخرة وبالتالي الحجز يكون متأخرا، أما التضامن والقرعة فلا توجد مشكلة. هل يوجد تنسيق بينكم ود.غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي؟ - نعم.. كل الوزارات التي أشرت إليها ننسق معها، ولهم مندوبون يشاركون في اجتماعاتنا. كم عدد الاجتماعات التي عقدتها البعثة الرسمية للحج؟ - عقدنا 4 اجتماعات تنظيمية وحضرها ممثلو الوزارات لتطبيق النتائج، كلٌ فيما يخصه، علي سبيل المثال ممثل السياحة يأخذ التعليمات ويوجه الشركات وهكذا. ومن ضمن الأشياء التي صدرت لضبط التأشيرات الفردية، خاطبنا السياحة بأهمية أن يكون الحاج متعاقدا مع شركة تلتزم بإقامته وتنقلاته وأنه ليس ضمن البعثة الرسمية للحج، كونه شخصا مسافرا علي مسئوليته الشخصية ويتعاقد مع أي شركة لأداء المناسك والعودة. هل تشعر أنك مسئول عن ال80 ألف حاج؟ - مع قدر شعوري بالفخر العظيم أن أكون في خدمة 80 ألف حاج، بقدر ما أنا مهموم من هذه المسئولية، فأي مشاكل لا قدر الله لا شك أني سأكون أول من يوجد لحلها في قلب المشكلة وليس متواجدا عن بعد، هذه مسئولية وفخر كبير، أتمني أن يمضي موسم الحج هذا العام دون مشاكل كبيرة، لا شك أننا نتوقع عددا من المشاكل مثل عدم التزام البعض وأخطاء فردية وتزاحم، نأمل أن تكون السلبيات البسيطة وليست كبيرة، ولا أستطيع أن أقول يوجد موسم حج بلا مشاكل، ولكن أتمني أن يكون موسما بلا مشاكل كبيرة. وماذا عن المشاكل الفردية مثل فقد الجواز أو السرقة؟ - كل هذا له حلول ولا توجد مشكلة في ذلك ويتم إصدار وثائق حول هذه المشاكل. وماذا عن التأشيرات الفردية خارج البعثة الرسمية؟ - التأشيرات الفردية أكثر شيء يثير المشاكل، لأن العام الماضي أصحابها ذهبوا إلي المملكة ولم يكن لهم مسكن أو انتقال أو إعاشة، فقد ذهبوا إلي أماكن إقامة الحجاج المصريين وفرضوا أنفسهم عليهم وناموا في الطرقات وفي الاستقبال بالفنادق، نتيجة ذهابهم دون تحديد مكان للإقامة أو وسيلة انتقال ولذلك تسببوا في مشكلة كبيرة، هذا العام بحثنا تحجيم هذه المشكلة، باشتراط أن يكون المسافر متفقا مع شركة سياحية توفر له السكن والإقامة لأنه خارج البعثة الرسمية للدولة. وبناء علي هذا صدر كتاب من وكيل أول وزارة السياحة إلي كل شركات السياحة مضمونه: تنفذ التأشيرات بخطاب معتمد ممن له حق التوقيع والإدارة عن الشركة ومستوفيا الشروط والضوابط لموسم الحج وفي حالة عدم الالتزام ستتعرض الشركة لتوقيع العقوبات المقررة في هذا الشأن والتي تصل إلي حد الإلغاء.. يهمنا التركيز علي ذلك.. حج التأشيرات الفردية علي أصحابها التعاقد مع شركات موثوق بها لتدبير الإقامة والانتقال في المملكة حتي لا يتعرضوا لمشاكل ومتاعب مثل العام الماضي.. وحتي لا يتم تصدير أي مشاكل للبعثة الرسمية هناك.. فالغرف محجوزة بالعدد وأي زيادات لن نستطيع استيعابها سواء في الإقامة أو الانتقال ونحن ننبه علي هذا من الآن وأحذر من الآن والشركات المخالفة ستتعرض لعقوبات شديدة.. وبماذا تنصح حجاج البعثة الرسمية للاستفادة من مزايا المنظومة التي تم إعدادها ؟ - أولا الالتزام بتعليمات منظمي الحج المتواجدين معهم واحترام المواعيد وعدم التزاحم أو التشاحن، والرجوع في المسائل الدينية إلي الواعظ الرسمي الموجود معهم في أي فتوي دينية لتيسير أمور الحج.. ما هي فترة تواجدكم مع البعثة الرسمية في المملكة؟ - 13 يوما. هل أنت راض عن دور الدولة تجاه الحجاج المصريين؟ - سعيد بسؤالك عن دور الدولة، فكثيرون لا يخطر ببالهم الحجم والدور الكبير الذي تقوم به الدولة للإعداد وتنظيم الحج وتأمين الحجاج وتيسير العمل وأداء المناسك وحتي عودتهم سالمين لأرض الوطن وهذا تحد كبير، ويزيد الأمر صعوبة أن لدينا 80 ألف شخص يتحركون في مكان واحد وفي زمان واحد لأداء شعائر واحدة بجانب ملايين آخرين، أري أن الموضوع فيه قدر من المشقة ونأمل أن الجميع يتحمل ويتحلي بالصبر واتباع التعليمات الصادرة من القائمين علي البعثة الرسمية للحج.. الالتزام يوفر كثيرا جدا سواء في التسكين بالغرف أو وجبات الطعام. نصيحتك لمقدمي الخدمة من أعضاء البعثة الرسمية؟ - نصيحتي لمن يؤدون الخدمة للحجاج بالتحلي بالصبر و»طول البال» واحتساب ذلك عند الله سبحانه وتعالي، ويقدرون أنهم مسافرون أولا لخدمة الحجاج من رئيس البعثة إلي أصغر عامل، خدمة الحجاج أولا.. ونعلم أن في ذلك صعوبة فالصبر وتحمل المضايقات أمر مطلوب. أتمني لمصر كل الخير وأن يتقبل الله دعوات المصريين لهذا البلد العظيم ويلهم قيادته السياسية الصواب دائما لرفعة مصر والعرب والمسلمين، والدعاء لمصر ليس اشتغالا بالسياسة في الحج فهذا لا يدخل تحت مظلة السياسة.. دور الإعلام مهم جدا في تحسين صورة مصر ومعالجة الأمور السلبية، وتم تشكيل غرفة عمليات وأرقام هواتف في كل مكان لتلقي أية شكاوي.
