سكوت ادكنز لا يتوقف صناع السينما عن ابتداع طرق جديدة لجذب الجمهور لأفلامهم، وأحدثها ظاهرة الاستعانة بنجوم عالميين كضيوف شرف في الأفلام المصرية، فبعد حالة الركود التي طالت صناعة السينما في الفترة الماضية، بدأ صناعها في البحث عن سبل جديدة تعيد الجذب والإبهار لأعمالهم، ولم يصبوا اهتمامهم علي السيناريو أو غيره من العوامل المعروفة، بل اختاروا عنصرا جديدا وراهنوا عليه بقوة، وهو وجود نجم عالمي محبوب في العمل الفني، وعلي الرغم من عدم وجود جدوي حقيقية لمشاركتهم، أو تأثير فعلي علي الأحداث، إلا إنها خطة محكمة ومضمونة، أثبتت نجاحها في فيلم »حرب كرموز» الذي تصدر إيرادات موسم عيد الفطر السينمائي، وكان أحد أبرز عوامل الجذب والنجاح في الفيلم هو مشاركة نجم الأكشن العالمي »سكوت آدكنز» بطل سلسلة أفلام »بويكا» في العمل، والذي جاء بديلا لفان دام بعد فشل المفاوضات معه بسبب ارتفاع أجره، وفتحت تلك التجربة أبواب السينما المصرية علي مصراعيها لمشاركة نجوم عالميين كعنصر جذب جديد للجمهور. فبعد النجاح الذي حققه »آدكنز» للمنتج محمد السبكي، قرر السبكي أن تكون النجمة الإيطالية الشهيرة مونيكا بليوتشي أحد نجوم فيلمه المقبل، والذي لم يكشف أيا من تفاصيله حتي الآن، إلا أن وجود نجمة محبوبة ك»بليوتشي» هو عنصر جذب قوي ودعاية هائلة للعمل قبل انطلاقه. ولم يكن الاتجاه للعالمية فقط النهج الجديد للسبكي، إذ أن مخرج فيلم »حرب كرموز» بيتر ميمي، أعلن عن مشاركة نجم عالمي في فيلمه الجديد »حملة فرعون»، ومن المتوقع أن يكون واحدا من 15 نجما عالميا نشر »ميمي» صورة تجمعهم، ومنهم أنطونيو بانديراس، وسيلفستر ستالون، ودولف لاندجرين، وأرنولد شوارزنيجر وآخرون، وفيلم »حملة فرعون» هو أضخم إنتاج معلن عنه لعام 2019، ومستوحي من قصة »الساموراي السبعة» ويعتمد أيضا علي الأكشن. كما يتجه النجم محمد رمضان للاستعانة بنجم عالمي ليشاركه بطولة فيلمه بعد القادم »بطل العالم»، إذ يستعد لتقديم فيلم »الديزل» من بطولته في عيد الأضحي المقبل، ليتعاون في الفيلم اللاحق له مع نجم عالمي لم يتم تحديد هويته حتي الآن. وتعد مشاركة النجوم العالميين في أفلام مصرية حدثا فريدا من نوعه، لم يسبق أن قدمته السينما المصرية، إلا أن وجود الأجانب بشكل عام في تلك الصناعة لم يكن أمرا جديدا، إذ سبق أن شارك العديد من النجوم الأجانب في أفلام منها: »الفنانة الصينية »كامالا» في شخصية »لي» في فيلم »فول الصين العظيم»، وكذلك الفنانة الكورية »ساكي تسوكاموتو» ضمن أبطال فيلم »ياباني أصلي» مع أحمد عيد، والفنان الإيطالي »كوزيمو فوسكو» الذي لعب دور زعيم المافيا فيلم »حرب إيطاليا» مع أحمد السقا ونيللي كريم، و»ديفيد ونيرت» في دور الرئيس الأمريكي في فيلم »معلش إحنا بنتبهدل»، وكذلك نجمة الأوسكار الشهيرة »كيت بلانشيت» التي شاركت في فيلم »كابوريا» ككومبارس مع الفنان أحمد زكي، وكان أيضا من إنتاج محمد السبكي. ولا نعلم إن كان الأمر سيصبح تيمة في الأفلام المصرية خلال الفترة المقبلة، أم مجرد تقليعة جديدة وستذهب لحالها بمجرد ثبوت عدم جدواها علي المدي البعيد. ومن جانبه يقول الناقد الفني طارق الشناوي: ليس هناك مشكلة في الاستعانة بنجوم عالميين طالما أن صناع الأفلام قادرون علي إحضار نجم عالمي، لكن أتمني أن يتم الإنفاق بشكل جيد علي الديكور والتجهيزات وبقية عناصر العمل الفني، فمن المفترض ألا تزيد أجور النجوم عن 10٪ من ميزانية العمل، أو 25٪ بحد أقصي، وتنفق بقية الميزانية علي الديكورات والعناصر الأخري، فإذا كان صناع العمل الفني قادرين علي تقديم عمل بتلك المواصفات وإحضار نجم عالمي أيضا، لا بأس بذلك. وأضاف: من المؤكد أن معادلة »حرب كرموز» نجحت بالنسبة للسبكي علي المستوي الإنتاجي، وإلا لم يكن ليكررها، لكن يظل تقدم السينما المصرية مرهونا بتوجيه الميزانية بشكل سليم للفيلم نفسه وليس بوجود نجم عالمي، فالأمر من حيث المبدأ لا يمكنني انتقاده، لكنه لن يثري التجارب الفنية بشكل كبير، فإذا نزعنا »سكوت أدكنز» من »حرب كرموز» لم يكن ليخصم شيئا من جماهيرية الفيلم. وعن حداثة التجربة علي السينما المصرية قال: لا أتذكر إننا استعنا بنجوم عالميين في فيلم مصري في السابق، بالطبع كان هناك الكثير من الأجانب لكن وجودهم في الأعمال الفنية مختلف تماما عن مشاركة نجم أو نجمة عالمية، ف»كيت بلانشيت» عندما شاركت في فيلم »كابوريا» لم تكن نجمة عالمية، مجرد فتاة عادية تقضي إجازتها في أحد فنادق الدرجة الثالثة، عرض عليها المشاركة في تصوير فيلم مقابل »5 جنيهات وسندويتش طعمية»، فشاركت، لكن السينما المصرية لم تستعن بنجوم عالميين من قبل. وعن الدور الذي قد يحدثه وجود نجوم عالميين في انطلاق السينما المصرية خارج الحدود قال: لن يؤثر ذلك بشكل كبير علي صناعة السينما، فنحن نستعين عادة بنجم الأكشن في إطار محلي بحت، لأن سينما الأكشن خارج مصر قوتها في التكنيك وليس في النجوم، ونحن لا نملك التقنيات العالمية التي تحقق ذلك.