■ فنار بورسعيد أختفي وسط غابة من البلوكات الاسمنتية • فنار بورسعيد القديم يعتبر ثاني اهم المعالم التاريخية ببورسعيد بعد المبني العالمي لهيئة قناة السويس ويتجاوز عمر الفنار حوالي قرن من الزمان،وظل يعمل علي مدي أكثر من 70 عاما بلا توقف في إرشاد السفن القادمة للميناء والعابرة للقناة،حتي تكالب عليه أصحاب المصالح واستطاعوا الحصول علي قرار موجه من أمين الحزب الوطني السابق بالمحافظة في تسعينيات القرن الماضي، بإقامة أبراج سكنية بارتفاعات شاهقة في الشارع المطل علي القناة مباشرة ليختفي الفنار وسط غابة من البلوكات الاسمنتية ويحال إلي المعاش،ولم تتوقف الكارثة عند ذلك الحد،فقد دخل الفنار في طي النسيان وتحول إلي خيال مآتة رغم إدراجه ضمن المباني الأثرية،ولم يتم توظيفه كمزار سياحي واستغلال قاعته العلوية لتكون بانوراما لمشاهد اكثر من رائعة لالتقاء البحر المتوسط بقناة السويس وحركة السفن بالقناة،،يأتي ذلك برغم الوعود الكثيرة بتنفيذ هذا المشروع،وكما يشير أيمن جبر رئيس جمعية الحفاظ علي التراث ببورسعيد،فقد كان شارع فلسطين المطل علي قناة السويس مباشرة تحفة معمارية لا مثيل لها،وتوجد فيه عدة مبان بنيت بطرز اوربية مختلفة اقامتها الجاليات الأجنبية التي كانت تقيم بالمدينة منذ نشأتها،واحتفظ الشارع بجمال مبانيه حتي نهاية القرن الماضي وتم دق اول مسمار في نعشه بإقامة ممشي حجب الرؤية لمشاهدة صفحة مياه القناة والتي صورتها السينما المصرية في عدة افلام،وجاء القرار الغريب بالسماح ببناء ابراج علي الشارع فشوهت منظره، لأنها لا تتناسب مع الشارع الضيق،واختفي فنار بورسعيد التحفة المعمارية بعد ان كان يدل علي المدينة بشموخه من علي مسافات بعيدة في عمق البحر المتوسط،،يوضح أن هناك مشروعا للحفاظ علي ماتبقي من المباني الأثرية بالشارع ومن بينها الفنار وتعظيم استغلال هذه الآثار في الترويج للسياحة بالمدينة . كما يلفت عادل اللمعي رئيس غرفة الملاحة ببورسعيد إلي أن فنار بورسعيد القديم كان مثار إعجاب كل ربابنة السفن العابرة للقناة بروعة منظره،ويقول : كم حكي لنا هؤلاء البحارة عن روعة مدخل بورسعيد والسير في الشارع المطل علي القناة والاستمتاع بمشهد مبانيه ومن بينها الفنار،وفي دول العالم التي تسعي لجذب السياحة تشكل مثل هذه المباني خطا أحمر،ولا يتم المساس بها أو تنفيذ مشروعات تؤثر عليها ولكن بكل غرابة تم اهدار هذا الأثر، ولا أعرف لماذا لم يتم تفعيل الدراسات التي طالبت باستغلال الفنار كمزار سياحي،مثله مثل برج ايفل، لو تم تجهيزهكما يجب،،يدعو اللمعي إلي أن يتم مع بدء تنفيذ مشروعات سياحية عالمية وفندقية ببورسعيد، تطوير الفنار ووضعه ضمن الخريطة السياحية ببورسعيد .