الشيخ محمد متولي الشعراوي استطاع الشيخ محمد متولي الشعراوي، بأسلوبه السهل البسيط أن يصل إلي قلوب الملايين في العالم العربي والإسلامي، حباه الله بالقبول، ووهبه القدرة على تبسيط حقائق الدين وأسرار القرآن، فأصبح أيقونة وظاهرة فريدة في مجال الدعوة الإسلامية، وامتد عطاؤه إلى أكثر من نصف قرن، وصار علامة مضيئة في تاريخ المفسرين لكتاب الله عز وجل. ولد محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911 بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وفي عام 1916 التحق الشيخ الشعراوي بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923، ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق، تزوج الشيخ الشعراوي في سن صغيرة بناء على رغبة والده، وأنجب ثلاثة أولاد وبنتين. التحق الشعراوي بكلية اللغة العربية، وتخرج عام 1940، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943، وبعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة بجامعة أم القرى. عين في القاهرة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون، ثم سافر إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس، بعدها عاد إلى القاهرة وعين مديرًا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلا للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر ثم عاد ثانية إلى المملكة العربية السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز. وفي نوفمبر 1976 اختار ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978، بدأ الشيخ محمد متولي الشعراوي تفسيره للقرآن على شاشات التليفزيون سنة 1980، وفي سنة 1987 اختير عضواً بمجمع اللغة العربية. منح الإمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لمناسبة بلوغه سن التقاعد في 15إبريل 1976 قبل تعيينه وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر، ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983 وعام 1988، ووسام في يوم الدعاة، حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية، كما اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة. ظل الشيخ الشعراوي يجاهد بفكره وعلمه وقلمه حتى آخر حياته، ولم يمنعه المرض من الاستمرار في أداء رسالته التي وهب لها كل حياته، حتى فاضت روحه إلى بارئها في 17 يونيو عام 1998.