الإعتداء علي الأطفال أصبح سمة داخل مدارسنا دراسة: 50 % من العنف داخل الفصول.. والمرحلة الابتدائية الأكثر تضرراً طلاب : المدرسون يتعاملون بعنف شديد.. ومروان : كرهت المدرسة بسبب مدرس مدرسون : نحن بشر نخطئ ونصيب.. ونتعامل مع جيل قدوته »عبده موتة» حال معظم المدارس في مصر الآن جروح وإصابات بالكسر.. اعتداءات بدنيه.. إهانات نابية وألفاظ غريبة، ..المعلمون تحولوا من الرمز والقدوة للطلاب الي اداة بطش وقهر، واصبحت »السبوبة» هي الشعار الرسمي بين الطالب والمعلم من خلال الدروس الخصوصية.. ظاهرة جديدة تهدد العلاقة بين ركني العملية التعليمية..وفق القوانين فانه يمنع الاعتداء اللفظي والمعنوي علي الطلاب وهناك اطر تحدد العلاقة بين المعلم والطالب وأساليب تربويه للتقويم، إلا انه خلال الفترة الماضية شهدت الكثير من المدارس حالات كثيرة من العنف ضد الطلاب من قبل مدرسين في شتي المحافظات بعضها وصل لمحاضر مسجلين ضد المعلمين.. أسئلة كثيرة طرحتها كثرة هذه الاعتداءات أبرزها هل فقد المعلم أسلحته التربوية في العقاب ليكون العنف بالنسبة إليه الحل؟!. »الأخبار» ناقشت الخبراء لتحليل هذه الظاهرة وإيجاد حلول لها، وقامت بجولة علي المدارس ورصدت أراء الطلاب وابرز المضايقات التي تعرضوا لها، واستعرضت آراء المعلمين الذين أكدوا أنهم ضحايا وان حالات العنف ضد الطلاب قليله مقارنه بالتعديات والإهانات التي يمر بها المدرسون من قبل أولياء الأمور والطلاب ذاتهم وذلك بسبب غياب القدوة والانهيار الأخلاقي. »الألفاظ النابية» »أنا كرهت ماده الرياضة بسبب المدرس» هكذا بدأ مروان محمد، طالب بالمرحلة الإعدادية، حديثه بنبره مليئة بالحزن والغضب.. ويوضح أن سبب كرهه لهذه المادة انه في احدي المرات عندما طلب من المدرس أن يعيد شرح إحدي المسائل وبخه وعنفه بألفاظ نابية مما جعله يشعر بالخوف بان يقوم بالسؤال في حال عدم فهمه مرة أخري. ويضيف مروان أن الأمر لم يعد يقتصر علي استخدام المعلمين للألفاظ النابية فقط بل انه في كثير من الأحيان يقوم المعلمون بالضرب علي الوجه مما يؤدي لإصابة الطلاب بحاله من الخوف الشديد ولجوء الكثير منهم للهروب من المدرسة. ويقول احمد حسين، طالب بالصف الأول الإعدادي، إن كثيرا من المدرسين يتعاملون بعنف شديد مع الطلاب دون مراعاة لحالتهم النفسية مما أدي إلي كره الطلاب للمدرسة. وأكدت دراسة أعدها المجلس القومي للأمومة والطفولة أن 50 % من حالات العنف التي يتعرض لها الأطفال تكون داخل المدارس وانه خلال ال 4 أشهر الأولي من الفصل الدراسي الأول لعام 2015 تعرض 60 طفلا بالمدارس المصرية لانتهاكات وعنف بينما شهد عام 2013 تعرض 136 طفلا لحالات عنف. وأوضحت الدراسة أن 67 بالمائة من حالات العنف المدرسي كانت من نصيب طلاب المرحلة الابتدائية يليها المرحلة الإعدادية التي احتلت نسبة 23 % من حالات العنف بينما كان الحال أفضل في المرحلة الثانوية التي سجلت نسبة 7% فقط،وكانت مرحلة الرياض الأطفال الأفضل حظا حيث سجلت نسبة لا تتعدي ال 3 % من حالات العنف. جناة أم مجني عليهم؟ يؤكد محمد زكي، مدرس لغة عربية، أن الاتهامات التي تلاحق المعلمين جميعها كاذبة وان المدرسين هم المجني عليهم والدليل علي ذلك الاعتداءات التي يشهدها المعلمون في شتي المحافظات وآخرها نشر احد المواقع الشهيرة عن تعدي طالب بسوهاج علي مدرسه وقيامه بتمزيق ملابسه، مضيفا اننا بشر قد نخطئ ونصيب . »يا فندم إحنا مظلومين ماديا ومعنويا قبل ما تتهمونا بالعنف شوفوا إحنا بنشتغل ازاي احنا بنتعامل مع جيل قدوته عبده موته ومطلوب مننا اننا نكون علي أعلي أخلاق ونحقق نتايج ايجابية» هكذا بدأ عادل محمد، مدرس رياضيات، حديثه بنبره حانقة.. ويضيف ان المعلم ليس إنسانا خارقا إنما هو بشر يتأثر بالاستفزازات ولا يطلب منه ان يتعرض لاستفزاز دائم من طالب غاب عنه القدوة ويتعرض منه للاهانة المستمرة وحتي عندما يقوم باستدعاء ولي أمره لا يكون عونا له لتقويمه فيقف مكتوف الأيدي في النهاية وألا يحترم ما بقي من كرامته كونه معلما. الانهيار الأخلاقي يؤكد كمال مغيث، باحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن عدم وجود معايير للجودة والإتقان بالإضافة إلي اكتظاظ الفصول بالطلاب ناهيك عن ان المعلمين تشعر أن مهنتهم أصبحت بلا قيمه والدليل علي ذلك ضعف مرتباتهم ومعاناتهم الحياتية المستمرة كل هذه عوامل كفيله بان يكون العنف هو السمة الرئيسية للعملية التعليمية بين شقيها الطالب والمعلم. ويري الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية أن الحل يكون بضبط العملية التعليمية أولا بالإضافة إلي إعادة ثقة المعلم بنفسه وتدريبه وفق احدث النظم التربوية وأيضا أن يُشعر المعلم الطلاب بالحب والثقة والاهم من هذا كله هو أن نهتم بإعادة النشاط المدرسي للمدرسة حتي نتمكن من صناعه جيل صحي ثقافيا وبيئيا. يوضح د.محمد السكران، أستاذ التربية بجامعه الفيوم، أن العنف في المدارس هو انعكاس طبيعي للعنف المجتمعي الذي بات يسود العديد من المؤسسات والهيئات وليس العملية التعليمية فقط. وتؤكد د.سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعه عين شمس، أن الاعتقاد بان الضرب أو العنف قد يكون عاملا مساعدا لتقويم الطلاب خطأ جسيم لأنه في الحقيقة يتسبب في كره الطالب للمدرسة بالإضافة إلي تغير سلوكياته إلي العدوانية ويدخله لمرحلة العناد والتحدي ناهيك عن انه قد يجعله كثير الهروب من المدرسة بل ويجعله يكذب لينجو من العقاب.