الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته إلى الأمة بمناسبة ذكرى تحرير سيناء أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن ما حققته مصر خلال السنوات القليلة الماضية علي طريق بسط الأمن وترسيخ الاستقرار، إنجاز يشهد به العالم، وأشار إلي أن الحفاظ علي أمن وطن كبير بحجم مصر في منطقة صعبة وعالم مضطرب وسط أمثلة عديدة من حولنا لغياب الأمن والانقسام الطائفي والسياسي وإراقة الدماء وانهيار الدولة، - بلا شك - أمر يستوجب منا التوقف أمامه باعتباره شاهدا علي تفرد وصلابة هذا الشعب وقدرة قواته المسلحة ومؤسسات دولته.، واضاف الرئيس ان تجربة استعادة سيناء بالحرب والسلام أثبتت أن المصري لا ينسي ثأرا ولا يرضخ لهزيمة ولا يقبل استسلاما، وأثبتت كذلك أن الأمة المصرية قادرة دوما علي الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها علي الآخرين. جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الرئيس امس للشعب المصري بمناسبة عيد تحرير سيناء، والتي جاء نصها : شعب مصر العظيم.. تحل علينا اليوم الذكري السادسة والثلاثون لتحرير سيناء، التي قاتل المصريون من أجلها ودفعوا أثماناً غالية من دمائهم الطاهرة، ليستردوها جزءاً غالياً وعزيزاً من أرض الوطن، الذي أقسمنا علي حمايته وصون ترابه وحدوده، مهما كان الثمن، ومهما كانت التضحيات. أتحدث إليكم اليوم لننظر ونتأمل، في دلالات تجاربنا التاريخية، والدروس التي تعلمناها.. فقد علمتنا تجربة استعادة سيناء، بالحرب والسلام، أن المصري لا ينسي ثأراً، ولا يرضخ لهزيمة، ولا يقبل استسلاماً.. علمتنا تجربة استعادة سيناء، أن الأمة المصرية، قادرة دوماً، علي الانتفاض من أجل حقوقها، وفرض احترامها علي الآخرين.. تعلمنا من الحروب المتلاحقة، ومفاوضات السلام الصعبة، أن الحق المسنود بالقوة، تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه، وقادر علي حمايتها، حرباً وسلاماً. إن تحرير سيناء حتي آخر شبر، ثمرة لكفاح الشعب المصري، حققه بالمعاناة والعرق والدم، بالعمل والتضحية والصبر.. وكان في طليعة الشعب ومقدمته، أبناؤه البواسل من القوات المسلحة، التي صانت الأمانة، وكانت علي قدر المسئولية التاريخية العظيمة، فأثبتت مجدداً أنها نبتٌ طاهر لهذا الشعب الصامد الأصيل. واليوم، بعد 36 عاماً من تحرير سيناء، ننظر أين نحن الآن، ماذا حققنا وكيف يمضي طريقنا نحوالمستقبل. لا يخفي عليكم، أن الأطماع في سيناء لم تنته.. وأن التهديدات وإن تغيرت طبيعتها فإن خطورتها لم تقل.. فها نحن نواجه منذ سنوات، هجمات شرسة من تنظيمات إرهابية، مدعومة وممولة من دول وجهات منظمة.. شبكة كبيرة من التنظيمات الإرهابية استطاعت في السنوات الأخيرة، استغلال حالة الفوضي السياسية التي ضربت المنطقة، لتحتل أراضي واسعة في دول شقيقة، وزين لها الوهم أنها قادرة علي فعل مثل ذلك في أرضنا الغالية. وأقول لكم بالصراحة والصدق، أنه من حق الشعب المصري، أنْ يفخر بأبنائه الأوفياء في القوات المسلحة والشرطة، الذين أثبتوا كفاءتهم القتالية، ومستواهم العسكري الراقي، استناداً إلي عقيدة وطنية مصرية خالصة، فَمَضوا في هذه الحرب غير النظامية، يحققون النجاحات واحداً تلوالآخر، ويقومون بشكل يومي بمحاصرة الإرهاب وتضييق الخناق عليه، فاستحقوا فخر الشعب المصري وتحيته، التي نتوجه بها اليوم من القلب لأبطال القوات المسلحة والشرطة. إن ما حققته مصر خلال السنوات القليلة الماضية، علي طريق بسط الأمن وترسيخ الاستقرار، لهو إنجاز يشهد به العالم لنا.. إن الحفاظ علي أمن وطن كبير بحجم مصر، في منطقة صعبة وعالم مضطرب، وسط أمثلة عديدة من حولنا لغياب الأمن والانقسام الطائفي والسياسي، وإراقة الدماء وانهيار الدولة، لهو بلا شك أمر يستوجب منا التوقف أمامه، باعتباره شاهداً علي تفرد وصلابة هذا الشعب وقدرة قواته المسلحة ومؤسسات دولته.. وإننا نجدد العهد في ذكري تحرير سيناء، علي مواصلة العمل من أجل صون كرامة هذا الوطن، في سيناء وفي جميع أنحاء مصر، حافظين لكل ذرة رمل من ترابه المقدس. شعب مصر العظيم.. إن مصر تبنت خيار السلام، باعتباره توجهاً استراتيجياً، وتبنت خيار التنمية الشاملة المستدامة، باعتباره الطريق نحوالمستقبل اللائق بشعب مصر.. إن مستقبل الأوطان لا تصنعه الشعارات والمزايدات، ومقدرات الشعوب لا يمكن أن تُترَك عُرضَة للأوهام والسياسات غير المحسوبة.. ونحن في مصر عقدنا العزم ومضينا في طريق البناء والتنمية، طريق التعمير والسلام.. وبينما نستمر في مواجهتنا الشاملة للإرهاب، نسير في الوقت ذاته علي طريق تنمية سيناء وزرع الخير في كافة أرجائها، واثقين أن شعب مصر العظيم لن يتأخر عن المساهمة بأقصي ما يستطيع، من أجل تحقيق هذه التنمية في أسرع وقت ممكن.. فالمساهمة في الحرب علي الإرهاب، ليست بالسلاح والقتال فقط، وإنما بالبناء والتنمية وتشييد المشروعات، وتوفير فرص العمل وتحقيق الآمال في مستقبل مشرق. شعب مصر الأبي الكريم.. ستبقي ذكري تحرير سيناء، عيداً لكل المصريين.. تخليداً لقوة إرادتهم وصلابتهم.. لكفاءة قواتهم المسلحة وقدرتها القتالية المتميزة.. لبراعة الدبلوماسية المصرية ووطنية قيادات مصر وزعاماتها التاريخية.. فقد سطروا جميعاً ملحمة وطنية خالدة، في تحقيق السلام القائم علي الحق والعدل، وحِفظ تراب هذا الوطن وحماية حدوده.. وستبقي ذكري شهدائنا الأبرار، وبطولاتهم وتضحياتهم الغالية، خالدة في وجدان مصر، ودافعاً لنا لمزيد من العمل والتقدم، لصنع المستقبل الذي يتطلع إليه شعبنا العظيم. كل عام وأنتم بخير، ومصر الأبية في رفعة وسلام وتقدم، تحيا مصر .. تحيا مصر.. تحيا مصر،