عندما سقط معشوق المصريين محمد صلاح نجم المنتخب القومي، وفريق ليفربول الإنجليزي علي الأرض مصاباً في لعبة مشتركة مع لاعب فريق مانشستر سيتي انخلعت قلوب المصريين رعباً وقلقاً على نجم تتعلق به آمال وأحلام المصريين في كأس العالم بروسيا.. رفع كل المصريين أكف الضراعة إلى الله، مبتهلين ألا تكون الإصابة خطيرة، وأن يعود سريعاً إلى الملاعب لأنه أمل مصر في المونديال القادم.. لم تتوقف الأسئلة والاستفسارات إلا بعد الاطمئنان أن الإصابة بسيطة، وأنه سيعود خلال أيام.. والسؤال كيف تحول محمد صلاح ابن قرية نجريج بطنطا إلى أيقونة عالمية تتغنى به الجماهير في مصر وبريطانيا؟ الجواب أن الله منحه موهبةً نادرةً فحافظ عليها وصقلها.. وضع لنفسه هدفاً وسعى لتحقيقه بكل إصرارِ وتحدٍ، فكان النجاح حليفه في رحلة لم تكن مفروشة بالورود، بدأت من المقاولون العرب مروراً بعدد من الأندية العالمية، وانتهاءً بفريق ليفربول. استطاع صلاح أن يحفر اسمه بحروف من ذهب في قلوب الجميع سواء بلمساته الفنية داخل الملعب، أو ببصماته الإنسانيةالخيرية خارجه.. فبعد أن لعب معه الزهر وتغيرت الأحوال، وعرف طريق الأموال، أصبح باراً بأهله وبلده، حيث تبرع بمبلغ 8 ملايين جنيه لإنشاء معهد أزهري ووحدة حضانة ووحدة تنفس صناعي بالقرية، كما قام بالتبرع لإنشاء وحدة للغسيل الكلوى لأبناء القرية، وتبرع أيضاً بمبلغ 5 ملايين جنيه لصندوق تحيا مصر، ومثلها للملاجئ، ومرتبات شهرية لأهالي قريته، ومبلغ مالى كبير لجمعية اللاعبين القدماء. صلاح أصبح سفيراً فوق العادة لمصر في كل دول العالم، وجعل اسم مصر يتردد على كل لسان، كما أصبح خير مدافع عن الإسلام لدى أوروبا التي كانت دائما ما تناصب الإسلام والمصريين العداء، لدرجة أن بعض البريطانيين أعلنوا اعتزامهم الدخول في الإسلام حباً في صلاح، ورأينا أطفالاً بريطانيين يسجدون على الأرض كما يسجد صلاح عقب كل هدف يحرزه، تغنى به الإنجليز، وكي نعلم المكانة التي وصل إليها محمد صلاح فى بريطانيا أضع أمامكم تلك السطور التي خاطبه بها أحد البريطانيين أنقلها لكم نصياً: ألم تكتفِ بعد؟ أما آن لك أن تتوقف عما تفعله احتراماً لتاريخ مَن سبقوك؟ أما يكفيك أن تقضي على العنصرية ضد العرب؟ أتظن أن أقدامك علي الأرض تُزلزل قلوب المدافعين وحراس المرمى وحدهم؟ الأمر ليس هكذا يا فتى.. أنت تعصف بكيان دولة كاملة .. تغنوا باسمك فى موسمك الأول ولم تكتفِ.. حملوا أعلام الدولة المصرية فلم تتوقف.. رسموا ابتسامتك البريئة على جدران منازلهم فما ارتضيت.. والآن.. إلى أين أنت ذاهب بهم؟ ألا تعلم أنك أقوى إعصار عاطفى مر على أمة ليفربول؟ أتظن أنه من السهل أن تعبث بأرقامٍ نُقشت بالدماء على قلاع الأنفيلد الحصينة؟ قلتها لك وسأكررها عليك مرة أخرى.. أنت قررت أن تُعاقب بريطانيا على احتلالها لبلادك.. ونجحت فى أن تحتل دولةً كاملةً وحدك.. وليتك استعمرت أراضيهم.. أنت استعمرت قلوبهم وعقولهم وحناجرهم التي تهتف لك.. ولم تكتفِ.. وأعلم أنك لن تكتفي حتى ترى دموع أصحاب الأرقام التي تحطمها بعينيك.. فيا صاحب الابتسامة الطفولية.. يا صاحب الأخلاق الرفيعة.. إن خدعت الجميع فلن تستطيع أن تخدعني.. فلقد خبَّرتهم وأنذرتهم لكنهم تجاهلوني.. قلت لهم إن الإنجليز لم يتعاقدوا مع لاعب كرة قدم.. الإنجليز تعاقدوا مع خلوقٍ محترفٍ.. خلوق محترف اسمه محمد صلاح اقولها ويقولها معى كل المصريين: حفظ الله محمد صلاح من كل سوء.