هل أدان الإخوان الحادث الإرهابى الذى وقع أمام كنيسة القديسين أول أيام العام الجديد؟ الإجابة نعم.. هل شارك الإخوان فى تشييع شهداء الكنيسة؟ الإجابة لا.. هل الإخوان لهم يد فيما حدث؟ الإجابة نعم وألف مرة نعم.. بصمتهم مرة وبأفعالهم مرات.. الإخوان هم من احتضن الإرهاب والتطرف من بداياته وهم من رباه ووفر له البيئة ليترعرع فيها.. الإخوان هم من قاد الحرب على الجميع بعد أن أشعلوا فتيلها برفضهم لمبدأ المواطنة.. الإخوان هم من يرفض الآخر ولا يقبله ويفضل عليه ولاية الماليزى والإندونيسى. كل مرشدى الإخوان بداية من مؤسس التنظيم حسن البنا حتى المرشد الحالى محمد بديع يتبنون نفس الأفكار الهدامة ضد المجتمع من رفض للآخر وعدم قبول مبدأ المواطنة إلا من خلال دولة تقوم على مبدأ الإسلام الإخوانى الذى يعلى من شأن أعضاء التنظيم على سواهم من أفراد المجتمع.. ولأن منصب المرشد هو «رأس الحية» فى تنظيم الإخوان ولا يمكن أن يناقشه أو يرفض كلامه أى من أتباعه حسب مبدأ السمع والطاعة فالباقى مجرد ديكور ينفذ ما يراه المرشد ومكتب إرشاده وما أكثر ما فعلوه فى المجتمع. إذا كان هناك مذنبون وراء حادث الإسكندرية فعلى رأس هؤلاء جماعة الإخوان المحظورة التى لا تتوقف عن تصدير التطرف والعنف الفكرى والبدنى إلى الشارع هذا التطرف الذى ينضج ويطرح عنفا وقتلا ولا يتوقف مهما حاولت الجماعة ارتداء أقنعة التسامح والهدوء.. قد لا يكون الإخوان هم من نفذ التفجيرات لكنهم من زرع المتفجرات فى عقول أتباع التنظيم.. هم من روى المتطرفين بمياه من نار وأطعمهم قنابل ليفجروها ضد من يختلفون معهم. ثلاثة أشهر من المظاهرات بالإسكندرية كانت بمثابة متفجرات ضد الكنائس الإخوان هم من قاد المظاهرات فى الإسكندرية أولا للإفراج عمن أطلقوا عليهن «أسيرات الكنيسة» وهم من ألقى كرة النار وحركها إلى تنظيم القاعدة كى يتاجر ويهدد بها البلد كلها.. الإخوان إذن هم من أطلق أول شرارة اللهب فى الإسكندرية.. الإخوان هم من كانوا يقودون المظاهرات أسبوعيا لمده تزيد على ثلاثة أشهر من أمام مسجد القائد إبراهيم ليرفعوا رايات العنف والتطرف.. ليبدأوا فى تأجيج المشاعر وزيادة الاحتقان الطائفى.. مستغلين الصلاة والمسجد والدين لتحقيق مجد إخوانى قبيل الانتخابات البرلمانية التى خسروها. إذا كان الإخوان يتظاهرون برفض ما حدث فى الإسكندرية لماذا ساعدوا على حدوثه من البداية.. والبداية هنا ليست تاريخية فقط تمتد من تاريخ الجماعة بل أيضا بممارساتهم فى مجلس الشعب عندما رفضوا الموافقة على التعديلات الدستورية التى جرت عام 2007 و«قانون مباشرة الحقوق السياسية» وعدم الموافقة على «مبدأ المواطنة». المواطنة عند الإخوان تقسم المواطنين إلى ثلاث فئات «مسلم» و«ذمى» و«مستأمن».. المسلم الذى يؤمن بالإسلام عقيدة وشريعة ونظاما.. و«الذمى» الذى يقبل الإسلام شريعة ونظاما دون عقيدة.. و«المستأمن» وهو الوافد إلى الوطن والمقيم فيه مؤقتا.. حتى المسلم عند المحظورة هو المسلم الإخوانى فقط، أما عن تعريف من هو الذمى عندهم - فهو من يقبل شريعة الإخوان ونظام حكمهم. ربما لا يصدق أحد أن الإخوان رفضوا المواطنة محاولين نسف المادة ودفع المجتمع إلى حالة من اللبس بعد إضفاء الصيغة الدينية عليها متعللين بذريعة أن مبدأ المواطنة يعنى «وضع الولاء للوطن فى مواجهة الولاء للعقيدة» والقصد الذى لم تصرح به الجماعة هو الولاء الإخوانى هنا للمرشد فقط وليس للدولة أو للدين. هكذا كانت البداية من الجماعة التى أشعلت الإسكندرية وربما تتجه قريبا لعدد آخر من المحافظات بعد أن احتلت لفترة طويلة النقابات المهنية وبعد أن قامت باستعراض قوتها فى جامعة الأزهر بميليشياتها العسكرية بالتزامن مع حرب غزة وتصريحات المرشد السابق محمد مهدى عاكف بأنه يستطيع تجهيز جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل لإرسالهم إلى غزة ليحاربوا مع أهلها.. لا يهم الإخوان إلا إقامة دولتهم الدينية لتكون امتداداً جديداً لحركة حماس وحزب الله وإيران. هكذا يريدها الإخوان دولة إخوانية فقط ودولة بلحية وجلباب قصير دون النظر لباقى الطوائف وعلى هذا الأساس يعملون ويتحركون ويدفعون المجتمع إلى حرب طاحنة يتسربلون تحتها مدعين أنهم حماة الإسلام والمدافعون عنه ما يقوم به بديع وأتباعه من حرب داخلية ضد شباب الإخوان الذين شعروا أن الجماعة فى طريق آخر غير طريق المجتمع وأنها تسير فى اتجاه معاكس لن يؤدى إلى خير للمجتمع أوقع عليهم بديع ومن قبله عاكف العقاب من تحقيقات واسعة وفصل وتهديد ليس لذنب اقترفوه سوى أنهم يحاولون التفكير بعيدا عن مبدأ السمع والطاعة.. حاولوا فعل شىء مختلف لكن دولة الإخوان لا تقبل أصحاب العقول فكيف تقبل أبناء الديانات الأخرى.. الجماعة ترفض أى رأى يخالفها فى ديموقراطية جديدة يمكن أن نطلق عليها ديموقراطية وفرعون الإخوان هو مرشدها وصاحب كلمتها.. الرجل الذى يتبنى العمل فى الخفاء وبعيدا عن الأضواء.. محمد بديع أحد أتباع سيد قطب ومنهج العنف الذى يتبناه.. بديع صاحب فكرة الكمون انتظارا لمرحلة التمكين.. كتبنا وحذرنا وقلنا إن الجماعة الآن تمر بمرحلة «عسكرة» لعدد كبير من شبابها وما «ميليشيات الأزهر» ببعيد عما تضمره الجماعة. لم يرفض الإخوان الموافقة على تمديد قانون الطوارئ ولما يوافقوا على قانون الإرهاب الذى يجرى إعداده إلا لأنهم على علم أنهم أول من سيحاكم به.. ليس تجنيا عليهم إنما بسبب ما تقترفه أيديهم من آثام وجرائم.. تمويل خارجى.. تنظيم دولى.. عمل سرى.. منشورات تحرض على العنف.. متفجرات ومنشورات.. كل هذه هى أسلحة الإخوان ضد المجتمع لذلك من المنطقى أن يرفضوا أى قانون يعطل نشاطاتهم الهدامة.