حمدين صباحي مستهدف.. هناك من يتتبعه.. وربما من يراقبه ويسعي لإقصائه(!!) هذه هي الصورة الذهنية، التي تبدو للمتتبع تصريحات حمدين صباحي وكيل المؤسسين «السابق» لحزب الكرامة.. لا تفارقه نظرية المؤامرة، كأغلب أبناء جيله من أعضاء «اتحاد الطلبة» الناصريين. لكن في الحقيقة، نسي حمدين في خضم معاركه «اللاهثة» التي تدور في رأسه دون سواه، أن يؤمن من خلفه من يدعمونه(!!).. ظن أنه نائب لوسط البلد ووضع خلف ظهره آلافاً من أبناء البرلس والحامول، الذين يسمعون من حين لآخر أن هناك نائبا يمثلهم بالبرلمان اسمه حمدين(؟!) ظل صباحي «أسيرا للماضي، منذ أيام دراسته الجامعية، ظل أسيرا لفكر العشرينيات من عمره، إذ كان الخطاب الذي يقدمه يلقي هوي العديد من المحيطين، قبل أن يدرك أغلبهم - في استعادة للوعي - أنه لايقدم حلولا تذكر، أو خطوات جدية للتنمية. هكذا أدرك أبناء البرلس البسطاء، مقررين أن يعطوا ظهرهم هم الآخرين لنائبهم السابق، الذي اكتفي بنفسه.. فمنذ أن بدأ في خوض الانتخابات عن الدائرة، وهي باتت تعرف باسم دائرة «الدم والنار».. تنازعتها الصراعات، وسادت بها العصبيات.. وفي كل دورة مزيد من الجرحي والقتلي(!!) وفاة ثلاث سيدات لا ذنب لهم سقطن بسبب أنصاره قبل أيام.. وفي برلمان 2005 سقط أيضا أحد الصيادين ويدعي محمد الزفتاوي ضحية لثورة حمدين صباحي وأنصاره (!!) ومنذ دخوله العمل السياسي، وهو يعتمد علي مجموعة من أنصاره وأبعد الجميع عنه لأنه ترك أذنيه لهؤلاء الأنصار دون غيرهم واستحوذوا عليه واستفادوا منه مما أغضب جميع أهالي الدائرة ووصفوهم ببطانة السوء الذين عزلوا حمدين عن الجماهير. وبدت ظاهرة حمدين الصوتية أكثر وضوحا في تبصير المواقف البطولية وركوب موجة الأحداث بزعامة للفوز بتعاطف أبناء دائرة تسودها الأمية.. ويتحكم فيها صاحب الخطاب الثوري والتكلم والعيش في جلباب الماضي وهجومه علي الرئيس الراحل السادات الذي اعتبره أنصاره حدثا قوميا حتي إنهم لقبوه برئيس جمهورية الصيادين!! لكن الرجل لم يكن يعبأ بأزمات القطاع الذي سانده أكثر من الظهور بمظهر قائد «الثورة» لذلك لم يكن مستغربا أن يحرض الأهالي خلال الصيف قبل الماضي للخروج لقطع الطريق الدائري.. وكادت أن تحدث كارثة وإذ تولي «الزعيم» تهييج الجماهير لزيادة شعبيته. لذلك عندما حدثت احتجاجات أخري للصيادون في يوليو الماضي بسبب افتتاح ميناء البرلس ورفض الصيادون ترك البوغاز لم يذهب «رئيس جمهوريتهم السابق» ولم يجدوا أمامهم سوي عصام السعدي نائب الدائرة علي مقعد «العمال» آنذاك الذي غير صفته الانتخابية إلي «فئات» واقتنص المقعد من حمدين. لذلك كان من السهل أن يفقد حمدين موقعه أمام السعدي بعد أن تكاثرت الأزمات علي أبناء الدائرة ولم يجدوا غير السعدي أمامهم. وحصل السعدي علي 38369 صوتا مقابل 11 ألف صوت فقط لحمدين، بينما كان المرشحون الثلاثة الآخرون فؤاد رفاعي وعبدالحكيم عبدالحميد وأحمد الجزايرلي متكتلين هم الآخرون ضده للتخلص من رجل أصبح عبئا علي الدائرة أكثر ما يقدم لها.