علي الرغم من أن عمرها لا يتجاوز 17 عاما، إلا أنها نجحت في لفت أنظار عدد كبير من الأمريكيين من مدمني كرة السلة التي توازن في أهميتها أهمية كرة القدم في مصر، فهي مصرية مسلمة محجبة.. ومن لاعبات فريق «فورت هاميلتون» Fort Hamilton الأساسيات متجاوزة عقبة النظرة الغربية المتربصة للشرق أوسطيين عموما، إنها فرح شوكت التي تنسب تميزها وتفوقها في الولاياتالمتحدة إلي ما لقيته من رعاية في مصر. • كيف كانت بدايتك في أمريكا؟ فرح: والدي يعمل محاسبا منذ 7 سنوات في الولاياتالمتحدة، وفي إحدي زياراتنا السنوية له منذ 3 سنوات مع والدتي وأختي الصغيرة انضممت لإحدي المدارس الأمريكية علي سبيل التجربة، وعندما سمع والدي إشادة بمستواي الدراسي من قبل مسئولي المدرسة، قرر استكمالي الدراسة في نيويورك. • كيف فكرت في لعب كرة السلة تحديدا؟ فرح: بدأت ممارسة الباسكت منذ عمر 8 سنوات بنادي الصيد في مصر، وحصلت علي بطولات علي مستوي الناشئات منها بطولة القاهرة وثاني الجمهورية وسافرت من قبل إلي سويسرا مع نادي الصيد، وعندما وصلت إلي الولاياتالمتحدة كنت أرغب في مواصلة ممارسة لعبتي المفضلة، وبالفعل عرضت الأمر علي المدير الفني لفريق Fort Hamilton في نيويورك، وهو إيطالي الجنسية، وعندما شاهد مستواي أشاد به وضمني إلي الفريق. • هل كنت خائفة من التجربة؟ وهل واجهت اعتراضا من مسئولي المدرسة أو المدرب علي زيك كمحجبة؟ فرح: في البداية كنت مرعوبة من عدم تقبل المجتمع الأمريكي لي كمسلمة ومحجبة، خاصة أنني اتخذت قرارا بالعودة إلي مصر في حالة تعرضي لأي نظرة عنصرية، لكن سرعان ما تبدد خوفي بعد الترحاب الشديد الذي لقيته سواء داخل الفريق أو المدرسة، لدرجة أن المدرسين يسمحون لي بالغياب بشكل استثنائي في العيد، علي الرغم من أن ذلك ممنوع قانونا، فقد طلب مني المدرب في البداية عدم ارتداء البنطلون أثناء المباريات واستبداله بشورت لأن القوانين تمنع ذلك، وبعد أن شرحت له تعارض ذلك مع حجابي، سمح لي بارتداء الشورت وتحته «استرتش». • ما أبرز المواقف التي واجهتك أثناء أداء المباريات؟ فرح: في إحدي المباريات، شاهد الحكم زميلتي الأمريكية في الفريق ترتدي «البنطلون» فطلب منها الخروج من الملعب وتغييره ولم يتحدث معي بالرغم من أن زيي يشابه نفس الحالة تقريبا، وهو ما أعطاني انطباعا بأن من حولي من الأمريكان قادرون علي تفهم ديني ومساعدتي. • ماذا عن الجمهور الذي يشاهد المباريات.. وهل واجهت انتقادات أو هتافات عنصرية؟ اللاعبة: في بداية المباريات دائما ما تكون الجماهير مندهشة من الزي الذي أرتديه والحجاب ويوجهون بعض الانتقادات التي لا تصل إلي الهتافات العنصرية، ولكن بمجرد بدء المباراة يختلف الأمر ويبدأ التحول من النقد الذاتي لإعجاب بمستواي بل إن بعضهم كان يشجعني في الملعب. • هل يضم فريقك جنسيات أخري بخلاف الأمريكيات؟ اللاعبة: نعم فريقي مكون من جنسيات مختلفة في أصولهم، ولكنهم جميعا مولودون في أمريكا، معي لاعبة فلسطينية و3 لاعبات لبنانيات ولاعبة يونانية و5 لاعبات إسبانيات. • كيف استطعت الاندماج داخل الفريق؟ في ظل تعدد الجنسيات والثقافات؟ اللاعبة: يجمعنا التحدث باللغة الإنجليزية التي أجيدها وأشعر بالاندماج مع زميلاتي الحاليات أكثر من اندماجي مع زميلاتي المصريات، فهم يشعرونني دائما بحبهم واحترامهم، بل إنهم كثيرا ما يحيونني ب«السلام عليكم.. بالمكسر طبعا» ويحلفون أيضا أثناء حواراتهم معي ب«والله». • كيف تابعت الإنجاز الذي حققه منتخب مصر للآنسات تحت 19 سنة لكرة السلة بفوزه ببطولة أفريقيا وتأهله لكأس العالم؟ اللاعبة: كنت غير مصدقة لما حدث، وملأني شعور بالفرحة الشديدة فقد رفعت زميلاتي المصريات رؤوسنا عاليا بأمريكا وأثبتن جدارتهن. • ما شعورك لعدم مشاركتك مع المنتخب؟ اللاعبة: كنت أتمني أن أكون معهن وأساهم في تحقيق هذا الإنجاز لمصر، وبصراحة تملكني شعور بالغضب لأني حرمت من شرف تمثيل منتخب بلدي ليس لأن مستواي سيئ ولكن لأني محجبة، وأنا أرفض خلع الحجاب لتمثيل مصر، خاصة في ظل مشاركة صديقتي ريم هشام موسي التي تقيم في ولاية «تكساس» مع المنتخب في البطولة الأخيرة لكني مازلت علي اتصال بوائل الدياسطي المدير الفني للمنتخب علي أمل منح الاتحاد الأفريقي والدولي استثناء لمصر والدول العربية للعب بالحجاب مثلما حدث في كرة اليد وغيرها، كما أنني أستغل الفرصة لأناشد المسئولين عن اتحاد السلة التدخل لألحق بكأس العالم العام القادم. • لو عرض عليك الانضمام للمنتخب الأمريكي هل توافقين؟ اللاعبة: لو لم تتح لي الفرصة للعب في منتخب مصر بالحجاب وأتاح لي الأمريكان اللعب لمنتخبهم بالحجاب.. سأوافق وأمثل أمريكا! • ما الفرق بين كرة السلة في مصر وفي أمريكا؟ اللاعبة: بالرغم من أن أمريكا هي بلد كرة السلة، لكن من خلال التجربة أستطيع الجزم بأنه علي مستوي الناشئين والناشئات الفارق ليس كبيرا، لدينا مدربون جيدون، ومستويات مهارية عالية، لكن ينقصنا الاهتمام والدعم القوي من كل الجهات، ودائما أردد لزميلاتي ومدربي أن أي مستوي جيد أقدمه الفضل فيه يرجع إلي الفترة التي مارست الباسكت فيها في مصر. • ماذا عن أجواء رمضان في نيويورك؟ وهل تواجهون مشاكل أمنية؟ اللاعبة: رمضان في مصر طبعا أفضل بكثير من أمريكا ولكن لأني أسكن في نيويورك التي يقطنها الكثير من العرب نشعر برمضان ونحرص علي صيامه ،وهناك مسجدان في نيويورك، وأذهب بصحبة والدي لصلاة التراويح وإن كان هناك تواجد أمني كبير وملحوظ حول المسجدين لضمان عدم قيام المسلمين بأي تجمهر سياسي. • هل يتأثر أداؤك التدريبي بالصيام، وهل تفطرين أثناء المباريات؟ اللاعبة: أتدرب بعد الإفطار، وتكون معظم المباريات مساء وبالتالي لا يتأثر مستواي بالصيام. • هل تحلمين بالرجوع لمصر يوما ما؟ - اللاعبة: بالرغم من أنني أعيش حياة مختلفة في أمريكا، إلا أنني بداخلي شوق كبير وحنين للعودة لمصر وللأهل والناس الطيبين، وكثيرا ما أشتاق لمدربي في نادي الصيد، ولشخطه وتهزيئه أحيانا!! لأنه كان يعرف كيف يخرج طاقاتي جيدا!