في سابقة مهمة، أصدرت محكمة القضاء الإدارى حكما قضائيا برفض الدعوى التى أقامها ثلاثة أقباط طالبوا فيها بإعدام النسخة الأصلية لفيلم «بحب السيما» وجميع النسخ بالأسواق من شرائط الفيديو وسى دى وإلزام كل من وزير الثقافة وشيخ الأزهر والبابا شنودة والقس إكرام لمعى راعى الكنيسة الإنجيلية وممثلى الفيلم ليلى علوى ومحمود حميدة ومنة شلبى ومنتجة الفيلم إسعاد يونس بالاعتذار الرسمى فى جميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة لجميع الأقباط عن الإساءة التى سببها الفيلم. الأقباط الثلاثة الذين أقاموا الدعوى أكدوا فيها أن فيلم «بحب السيما» يثير الفتنة الطائفية ويعكر السلام الاجتماعى ويزدرى طائفة الأقباط الأرثوذكس ولم تكن له رسالة هادفة وقالت المحكمة فى أسباب حكمها بأن الدستور كفل مبدأ حرية التعبير عن الرأى بمدلوله العام وفى مجالاته المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأن الفيلم تعرض لتفصيلات الحياة اليومية لأسرة مصرية ديانتها المسيحية تقيم فى «حى شبرا» فى منتصف الستينيات على خلفية من خلال الأحداث السياسية والاجتماعية التى شهدتها البلاد. الاعتراض على بعض المشاهد - كما قال الحكم- داخل الكنيسة بين شقيقة البطلة وخطيبها وإهانة رجل الدين وترديد بعض الألفاظ داخل الكنيسة وبعض الأقوال التى وردت على لسان الأب والابن والألفاظ التى صدرت عن والدة البطلة، فالمحكمة فى ظل هذه الاعتراضات تؤكد أنه يتعين على مقيمى الدعوى القضائية وغيرهم من رجال الدين النظر إلى الشريط السينمائى بمقياس العمل الفنى وليس بمقياس أساسه مضاهاة طقوس أداء العبادة داخل الكنائس والقدسية المفترضة لأسرارها. ولا خلاف على أن الاعتداء على رجل الكنيسة أثناء أداء مراسم الزواج مظهر سلبى وشاذ ولكن يحمل الفيلم بشأن هذه الواقعة مضمونا يلحظه كثير من المشاهدين تمثل فى الدور الإيجابى لرجل الدين المسيحى الذى حرص على القيام بدوره الدينى والاجتماعى بإتمام الزواج المقدس داخل الكنيسة والتوفيق بين المتنازعين وهو دور الكنيسة المصرية على القيام به. وقالت المحكمة أنه لا خلاف على أن تزمت بطل الفيلم حالة واقعية وموجودة فى كل الأديان وهى تنصرف إلى المغالاة فى التدين بما يتنافى مع العقائد السماوية السمحة ومنها الديانة المسيحية، ووجود هذه الحالات فى مجتمع ما يستدعى لزوم طرحها فى الأعمال الفنية. وانتهى الحكم مؤكدا أن طرح الفيلم أمور تتعلق بالمسيحيين لا يمثل خروجا على النظام العام أو الأمن العام باعتبارهم جزءا من الشعب المصرى الواحد شارك بعضهم بإبداعه الفنى والأدبى فى استبيان العلاقات الاجتماعية للمصريين.؟