والله فكرة.. أن نضرب المربوط حتي يخاف السائب .. وأن نطلق الرصاص علي المتظاهرين حتي لاتقوم لهم قومة.. وربما لا نكتفي.. تعالوا نفتح الكباري في وجه حشودهم.. فنحقق ماعجز الاستعمار البريطاني عن تحقيقه قبل خمسة وستين عاما.. فندخل التاريخ من أوسع أبوابه.. علي اعتبار أننا أول برلمان في الدنيا يطبق حكمة جدتي: أنا والحكومة علي ابن عمي.. وأنا والحكومة علي الغريب..!! دعك من أن دور البرلمان في جميع أنحاء الدنيا هو الدفاع عن مطالب الشعب في مواجهة الحكومة.. فهذا كلام نظري .. ونحن لانؤمن بالأفكار المستوردة.. ومن حسن الحظ أن البرلمان عندنا يقف مع الحكومة علي الحلوة والمرة .. في السراء والضراء.. يدافع عنها.. يبرر أخطاءها.. ويزايد عليها لو لزم الأمر.. تماما كما حدث في الأسبوع الماضي.. عندما وقف ممثل الداخلية أمام البرلمان يشرح ويحكي تفاصيل ماحدث في الشارع.. مؤكدا احترام الحقوق والحريات.. موضحا أن الداخلية التزمت بضبط النفس ولم تستخدم العنف ضد المتظاهرين.. رغم مخالفتهم للقانون.. وتعديهم علي الحريات العامة.. وقد قبضت علي عدد منهم.. وأحالت الموضوع للنيابة العامة علي اعتبار أنها جهة التحقيق والاختصاص.. وقد فوجئ ممثل الداخلية بثورة بعض حضرات الموقرين.. وقد اعترضوا علي سلوك الداخلية المنضبط.. اتهموها بأنها تستخدم اللين والهوادة في التعامل مع المتظاهرين.. وأنها لم تظهر العين الحمراء بما فيه الكفاية.. وطالبوها بضرورة إطلاق الرصاص عليهم.. وبلا رحمة..!! هي ظاهرة جديدة إذن .. ولا أعرف لماذا إطلاق الرصاص علي المتظاهرين في الشارع وفي الطريق العام.. وإذا كانت الحكومة تعرف أسماء قيادات المظاهرة.. فلماذا وحتي يستريح حضرات النواب وتهدأ نفوسهم.. لماذا لاتبادر الداخلية بقتل زعماء المعارضة في بيوتهم.. ولا من شاف ولا من دري!! دعك من منظمات حقوق الإنسان في الداخل والخارج.. وبياناتها النارية التي تدين سلوك نواب «الشعب» الذين يطالبون بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين.. فقد تعودنا التعامل مع هذه التقارير.. ثم إنها تقارير مؤقتة سرعان ما تهدأ وتعود الأمور لسابق عهدها.. ثم إنك لاتنكر غضب رجال البرلمان من أصحاب الدم الحامي.. بدليل ثورتهم ضد الداخلية التي تتعامل «بالحنية» مع المتظاهرين طبقا لتعبير حضرة الموقر المنفعل والذي لحس كلامه عندما هاجمته وسائل الإعلام المختلفة!! لا أعرف والله لماذا لاينفعل النواب بنفس الطريقة ضد الحكومة.. التي يشهد رصيفها اعتصامات الغضب بسبب ضعف الرواتب وشظف العيش.. وهي الاعتصامات التي وصفها رئيس مجلس الشعب العاقل بالاعتصامات الإيجابية.. لكن لا.. النواب مشغولون بالمهمة الرئيسية لهم.. أقصد بالدفاع عن الحكومة ضد مطالب الشعب..!! طبعا من قبيل الكلام الفارغ.. أن نربط بين راتب نائب البرلمان وبين متوسط الدخل العام في الدولة.. فإذا ارتفع متوسط الدخل ارتفعت رواتب نواب البرلمان.. والعكس صحيح.. علي أساس أن يسعي العضو الموقر لزيادة رواتب المواطنين قبل أن يسعي هو شخصيا لزيادة راتبه.. ولكي يجاهد أولو الأمر.. من أجل أن يتقاضي العاملون بالدولة رواتب إنسانية لتتوقف ظاهرة الاعتصامات التي انتشرت كثيرا.. بما يعكس حالة عدم الرضا التي يعيشها المواطنون..! وما رأيكم مثلا في مسألة الربط بين راتب النائب.. وبين مسألة التزويغ.. ولا بأس من أن يتقاضي العضو المواظب علي الحضور والمناقشات مكافأة أكبر من زميله غاوي التزويغ..المؤمن بحكمة السكوت الذي هو من ذهب عيار 24 قيراط.. والذي لايتكلم أبدا.. ولا يطالب سوي بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين..! أعرف نائبا من إياهم.. لايتكلم أبدا في المجلس.. لاتسمع له حسا.. حتي أنهم أسموه أبوالهول.. لكنه في شغل الأذية وسلق القوانين لهلوبة.. اسمه دائما في كشف الموافقين.. تجده في الهايفة ويتصدر.. لكنه في الأسابيع الأخيرة من عمر المجلس.. ينتفض فجأة.. ويتكلم كثيرا في الجلسات التي يذيعها التليفزيون للناس في البيوت.. حاجة كده لزوم الدعاية المبكرة.. والمثير والغريب.. أن الكاميرات نقلت تصفيق سيادته علي اقتراح ضرب المتظاهرين بالرصاص .. صحيح نواب آخر زمن..!!