رغم أزماتها فى المحافظات الأخرى إلا أن الصحافة الإقليمية لعبت فى دمياط دورا مهما فى مجتمعها ، و الذى كان لا يعرف سوى صحيفتين على مدار سنوات طويلة، الأولى فى الدلتا وهى أخبار دمياط انطلقت من المحافظة منذ 60 عاما، وهى جريدة اجتماعية فقط كتجربة أولى لا تعرف سوى نقل الأحوال الاجتماعية لأبناء المدينة، ومازالت مستمرة بذلك الطابع الذى يعد سمة مميزة لها بنشر التهانى والعزاءات وبعض من كتاب المقالات الصحفية من أوائل المتعلمين فى المحافظة، وتلك الصحيفة تعمل بنظام الاشتراكات فقط ولا مجال لبيعها وتداولها فى الأسواق لأنها تعتمد فى الغالب على تلك الاشتراكات. أما الصحيفة الثانية فصدرت فى أواخر الثمانينيات عن الغرفة التجارية تحت اسم أبناء دمياط، وتلك الصحيفة لا تهتم إلا بشئون وأحوال الغرفة وأعضاء مجلس الإدارة والتجار، وتفرض نفسها على التجار وأصحاب السجلات التجارية باشتراكات سنوية، ولا تجد سبيلا إلى القارئ والمثقف الدمياطى خاصة أنها لا تتناول أى قضايا عامة تهم المجتمع. ومع بداية 2000 صدرت عدة صحف خاصة بتراخيص أجنبية سواء لندن أو قبرص، وكانت هناك أبرز تجربة هى صحيفة صوت الشعب التى أثبتت تواجدها فى الشارع الدمياطى. ثم بعدها صدرت دمياط اليوم ، والتى استمرت لفترة وسرعان ما تراجعت بسبب ندرة التمويل وعدم قناعة المجتمع بأهمية الصحف الإقليمية، وبعد فترة عاودت الصدور مؤخرا معتمدة فى مادتها الصحفية على الكثير من الحوادث فى معظم صفحاتها سواء كانت حوادث من الواقع الدمياطى أو المحافظات الأخرى، وفى الغالب هناك شريحة تقبل على حوادث الإثارة فحققت نسبة من المبيعات لدى العوام من الناس وليس المثقفين وقوى المعارضة فى المجتمع الدمياطى.. ثم ظهرت تجربة أخرى وهى صحيفة أيامنا بتمويل من بعض رجال الأعمال بهدف الدفاع عن مصالحهم وتجارتهم علاوة على مقالات شهرية لا تستهدف إلا ما يخدم مصالحهم وتبييض سمعتهم أمام الرأى العام الدمياطى واصطدمت تلك الصحيفة مع زميلتها دمياط اليوم، فكانت الأزمة على أوسع أبوابها التى أسفرت عن إغلاق كلتيهما حتى تم تصحيح الأوضاع واستكمال جميع المستندات اللازمة للرقابة على الصحف وعاودتا الصدور مرة أخرى. ثم توالى صدور صحف جديدة نتيجة انشقاق بعض العاملين فى تلك الصحف أسفرت عن صدور صحيفة جديدة حديث الناس خاصة فى أيام ومواسم الانتخابات العامة تتناول فى قليل من صفحاتها أحوال المجتمع الدمياطى ولم تسلم تلك الصحيفة أيضا من صراع رؤساء الصحف بالشكاوى والاتهامات المتبادلة التى أسفرت عن إغلاقها لفترة حتى وفقت أوضاعها وعاودت الصدور. وأحدث الصحف الدمياطية منبر الجزيرة التى صدرت لعددين متباعدين معتمدة على الموسم الانتخابى لمجلسى الشورى والشعب بفرد مساحات كبيرة لطرح برامج وأهداف الكثير من المشتاقين للانتخابات البرلمانية حتى أصبح متوقفا صدورها لحين الإيقاع بصيد أحد رجال الأعمال فى المحافظة ومحاولات التقليل من شأن الآخرين من المرشحين الذين يندفعون بقوة إليهم لسد ذلك الباب إما بالإعلان عن شركاتهم وتجارتهم أو القيام بحديث مضاد لإفساد ما سبق من تقليل لدوره ومكانته فى الأعداد السابقة.