الحديث عن أفريقيا هذا الأسبوع له مذاق خاص.. ليس فقط لأن مصر قد أحرزت بطولة القارة فى كرة القدم ثلاث مرات متوالية، وأسعدت الشعب بهذه النتيجة التى دفعت إلى تكريمهم من جانب الرئيس محمد حسنى مبارك واستقباله لهم مرتين فى يوم واحد.. ولكن لانعقاد مؤتمر القمة الرابع عشر فى أديس أبابا فى نفس يوم المباراة الأحد 31 يناير 2010 الذى رأسه الأخ العقيد معمر القذافى رئيس الجماهيرية العربية الليبية ورئيس الاتحاد الأفريقى تحت شعار «التحديات والآفاق من أجل التنمية» بمشاركة عدد كبير من الزعماء والملوك والرؤساء وحضور بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة، وأحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة العربية مندوبا عن عمرو موسى لتأخر طائرته القادمة من زيوريخ لظروف جوية. والظواهر التى صاحبت هذا المؤتمر تشير إلى تطور فى أسلوب العمل بعد تشكيل الاتحاد.. فقد أقيم معرض لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الذى عقد على هامش القمة.. والذى شاركت فيه مصر بجناح كبير تضمن كل المعلومات عن دور الاتصالات فى تحقيق التنمية، وعن الدور الذى قامت به مصر فى خدمة أفريقيا عبر دورات للأشقاء الأفارقة عقدت فى القرية الذكية بمصر. ودور مصر فى أفريقيا تاريخى منذ حرصت ثورة 23 يوليو بزعامة جمال عبدالناصر على مساندة حركات التحرر الوطنى الأفريقية وإقامة علاقات مع زعماء هذه الحركات الذين أصبحوا رؤساء لدولهم.. مثل قوامى نكروما زعيم غانا التى التقينا بفريقها لكرة القدم فى المباراة النهائية فى جو ودى ورياضى أصيل، وموجابى رئيس جمهورية زيمبابوى وجوشوا نكومو نائب رئيسها الذى زار مصر للعلاج عند الدكتور محمد غنيم فى مركزه بالمنصورة، والذى كتبت عنه منذ أسابيع.. وسيكوتورى رئيس غينيا، إلى جانب العلاقات الوطيدة التى كانت تربط جمال عبدالناصر بأحمد بن بيلا زعيم الجزائر أمد الله فى عمره.. انتهت هذه العلاقات إلى تشكيل منظمة الوحدة الأفريقية فى مؤتمر عقد فى أديس أبابا يوم 25 مايو 1963 حضرته 30 دولة مستقلة. والأمل أن يحقق هذا المؤتمر الرابع عشر الذى ينعقد فى ظروف صعبة.. والذى تتطلع فيه شعوب أفريقيا إلى مزيد من التعاون والتضامن مع شعوب قارات الجنوب، أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.. والذى ينعقد أيضا بعد تشكيل الاتحاد الأفريقى فى سرت بليبيا فى 9 سبتمبر .1999 الأمل أن يحقق نتائجه المطلوبة حتى لا يتكرر ما حدث فى المؤتمرات السابقة التى أصدرت قرارات لم تنفذ مثل مبادرة «نيباد» التى صدرت عام 2001 بهدف تقليص عدد الفقراء إلى النصف بحلول عام 2015 والنهوض بمستوى التعليم والمرأة والمرافق الأساسية.. وهو الأمر الذى لم يتحقق نتيجة عجز الميزانيات القومية، والديون الخارجية، وإحجام الدول الرأسمالية الغنية عن تقديم المساعدات المطلوبة منها سنويا.. والتى ربطت ذلك باحترام حقوق الإنسان، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة والقضاء على الفساد، وإنهاء الحروب الأهلية العرقية والطائفية. فى قمة 2003 تقرر تشكيل قوة انتشار عسكرى سريع مكون من 15 ألف جندى موزعين على 5 مواقع فى أنحاء القارة لاحتواء النزاعات، وفى عام 2004 أقرت القمة خطة عمل لتوفير فرص عمل جديدة وتنمية الريف والاهتمام بالزراعة وتعزيز التجارة البينية بين الدول الأفريقية وصدر إعلان سرت لتنفيذ برنامج تنمية الزراعة وتحقيق الأمن الغذائى، ثم إعلان أبوجا عام 2006 وخطة عمل أديس أبابا فى 2008،ئ؟ ومازال 188 مليون أفريقى يعيشون فى عشش ومساكن عشوائية و80% بلا كهرباء، و450 مليونا محرومين من مياه الشرب الصالحة والصرف الصحى فى 34 دولة، ويعانى 60% على الأقل من قواها العاملة من البطالة. ومراجعة القرارات التى صدرت عن مؤتمرات القمة العربية المختلفة تظهر أن كثيرا منها لم يتحقق وأن الأمر يحتاج إلى نضال من أجل تنفيذها حتى تتحقق الأهداف السياسية والاجتماعية والإنسانية التى أقرها زعماء القارة.. وليكن هذا المؤتمر الرابع عشر نقطة انطلاق إلى مسار جديد يحقق أهداف الشعوب. * رؤية قومية لأحداث نجع حمادى تلقيت خطابا من الكويت أرسله مختار منطقة اليرموك الأستاذ عبدالعزيز تنيان المشارى جاء فيه تعليقا على حادث نجع حمادى الذى كان موضع إدانة جميع المصريين أن الكاتب قد هاله وأفزعه وأحزنه ما حدث فى نجع حمادى من حادث طائفى مأساوى راح معه ضحايا وجرحى.. ولكن كما يقول فى رسالته: «أثلج صدرى رسالة الرئيس محمد حسنى مبارك إلى عقلاء الشعب فى عيد العلم ليكونوا فى مستوى المسئولية»، ويقترح بأن تقوم اللجنة المصرية للتضامن بتنظيم ندوة عن الروح الوطنية بين المصريين التى لا تفرق بين الأقباط والمسلمين. وأبدى الأستاذ المشارى استعداده للمشاركة فى هذه الندوة على نفقته الخاصة.. وهو أمر يظهر ويؤكد روح القومية العربية التى يجب أن نتشبث بها فى ظروفنا الصعبة الحاضرة. وشكرا لمختار منطقة اليرموك بالكويت الذى أظهر هذه الروح الطيبة.. وأؤكد له أن الوحدة الوطنية فى شعب مصر أقوى وأرسخ من أن تتأثر بأحداث عارضة.