تستحق نقابة المحامين جائزة مخصوصة.. تقديرا لجهودها السامية في حرق علم الجزائر الذي هو صناعة مصرية لايجوز حرقه أبدا.. وعندما ساند الزعيم جمال عبدالناصر ثورة الجزائر وأمدها بالسلاح والرجال والفلوس والدعم والمساندة.. وأنشأ لها خصيصا إذاعة صوت العرب تنطق باسم الثورة الشابة.. نجحت الثورة وظهر العلم والنشيد الوطني والذي هو بالمناسبة من ألحان موسيقار مصري!! فكيف إذن غابت تلك الحقائق عن نقابة المحامين.. وقد وقف أعضاؤها صفا أمام كاميرات التليفزيون وفلاشات الصحافة يحرقون العلم الذي بذلت مصر في سبيله الغالي والنفيس.. والخيبة أن النقابة لم تكتف وإنما طالبت بطرد السفير وقطع العلاقات .. مع أن النقيب نقيب المحامين هو الأمين العام لاتحاد المحامين العرب.. المنوط به بذل الجهد لرأب الصدع ومحاصرة الخلاف وتهدئة النفوس .. ولكن لا .. حرق العلم أسهل .. وكفي الله المحامون شر القتال..! نعم قامت الجماهير الهمجية بحرق علم مصر في الجزائر وفي السودان.. وقامت بالفظائع ضد جماهير مصر من مشجعي كرة القدم.. لكنها جماهير متعصبه مجنونة مصابة بالهوس التدميري .. فماذا عن نقابة المحامين العاقلة.. نقابة الرأي والموقف .. والتي قامت بأعصاب باردة بحرق علم دولة شقيقة .. وهي شقيقة بالفعل رغم ماحدث من جمهورها المتعصب في ساحات كرة القدم..! وبهدوء .. علينا أن نضع الأمور في سياقها الصحيح.. فلا نبالغ في ردود الأفعال ضد ممارسات الجماهير الجزائرية في ساحة كرة القدم.. وقد ارتكبت جماهير الجزائر بوعي أو بدون وعي .. بتحريض مباشر.. أو بشكل عفوي .. ارتكبت الفظائع والحماقات.. وساندتها أقلام جزائرية متعصبة ومتخلفة وعميلة لجهات صاحبة مصلحة .. لكني أعود للهدوء وأدعو للتروي في التعامل مع الأحداث.. علي أعتبار أننا أهل الحضارة والحداقة والمفهومية.. فهل نقاطع الجزائريين ونضعهم جميعا في نفس السلة .. ونتعامل معهم علي أساس أنهم أعداء لمصر.. الشقيقة الكبري؟! إن العديد من اللاعبين المصريين يؤكدون أنهم عندما يلعبون بالجزائر .. فإنهم يواجهون بالعنف والعصبية والغل الهائل من اللاعبين والجمهور.. لكن بعد المباراة خلاص.. يخاطبهم الشعب الجزائري بالحب والتقدير .. يسأل عن أحوال مصر وعن الأزهر والأهرامات والنيل والإسكندرية.. فهل نعادي الشعب الشقيق لمجرد وجود الآلاف من المتعصبين المهووسين بكرة القدم؟ وهل شاهدت الجمهور البورسعيدي المتعصب لفريقه ضد فرق الكبار.. هل تجرؤ علي التجول بالمدينة الباسلة .. عقب فوز فريقك الأحمر أو الأبيض علي فريقها الأخضر.. وهل تستطيع بالإسماعيلية الإفصاح عن هويتك الأهلوية.. وهم يعدون النادي الأهلي تحديدا عدوا تاريخيا لهم.. فهل نقاطع بورسعيد أو الإسماعيلية لمجرد تعصبهما الزائد عن المألوف لفريقيهما الكرويين .. فأين التعقل والحكمة وضبط النفس إذن..؟! المؤسف بالفعل هو سيطرة الفكر الانفعالي علي كتابات العديد من الزملاء.. وهناك من أعلن كفره بالقومية العربية.. وهناك من ينادي بالفرعونية.. وهناك من يسب الجزائر بحكومتها وشعبها العريق.. وبصراحة قد تغضب البعض.. فإنني أنحاز تماما إلي صفوف عالمي العربي وإلي إخوتي بالجزائر.. برغم كل ماحدث .. ولن أشطب علي التاريخ لمجرد مباراة لكرة القدم.. والدول العربية الشقيقة هي التي ساعدت وساندت ووقفت بجوارنا في الضراء وقفات صارمة وصريحة .. هم دول الأخوة .. هم منا وعلينا .. زيتنا في دقيقهم.. وسيقفون دائما في خندق الصديق .. بحكم الدم والقرب والمصاهرة والمصالح المشتركة والآلام والأمال ووحدة اللغة والتاريخ والمستقبل الواحد.. وقوي الاحتكار والهيمنة تتربص بنا وبهم .. فهل أشطب كل ذلك من أجل قلة حاقدة .. مهما ازدادت أعدادها فستظل قلة لا يعتد بها؟! من أجل هذا كله أشجب وأرفض وأدين ماقامت به نقابة المحامين بحرق علم الجزائر .. والذي هو صناعة مصرية..!