كتبت كثيرا عن أسباب تخلف، وتأخر، وجمود، الفكر الإسلامى، الذى يعتنقه غالبية المسلمين، والمسلمات، سواء فى مصر أو جزر القمر أو كاركوزيا، البلد الذى دار حوله، الفيلم الجميل ل توم هانكس THE TERMINAL ويبدو أن الطريق، لايزال طويلا، شائكا، تملؤه، الخفافيش السلفية الإرهابية، التى تطير لتقيم، فى كل مكان، على كوكب الأرض، فالهدف الأكبر، الذى من أجله، تنتشر الخفافيش وتتحمل الطيران الإرهابى، هو أسلمة كوكب الأرض.. ثم أسلمة الكواكب الأخرى، التى يُحتمل أن تكون بها حياة.. ثم أسلمة المجرة الفضائية كلها. تلك الخفافيش المرعبة شكلا، وصوتا، وعشقها للظلام، انتصرت، بفعل تضامن زعماء الخفافيش.. وفلوس الخفافيش.. واللعب فى الماء العكر للتعصب.. واستغلال نقاط الضعف، والأزمات، سواء فى مصر، أو جزر القمر، أو كاركوزيا. ويتيقن لى، مع مرور الوقت، أن تلك الخفافيش مثل غالبية الصحفيات، والصحفيين فى بلادنا، الذين يتجرأون مثلا على شتيمة، والتشويه المتعمد، ل بعض المبدعات، والمبدعين.. لأنهم ببساطة لايقرأون شيئا، وإنما هم كالببغاوات الحمقى، التى تنقل وتعيد، وتكرر، فى نبرة مزعجة مستهلكة، ما سمعته من الآخرين. كنت أقول، أننى مع مرور الوقت، أتأكد أكثر، وأقتنع أكثر أنه لا فائدة، من ذلك الفكر الإسلامى، المتخلف.. المتأخر.. الجامد.. الذى يعتنقه غالبية المسلمين والمسلمات. بالإضافة إلى كونه، متخلفا.. متأخرا، جامدا فهو أيضا مضحك، لكنه الضحك، الممتزج، بالخطر على مصير الوطن مستقبلا. لكن المستقبل يصنع الآن وليس فى وقت مجهول، غير مُسمى، ولذلك تركنا تلك الخفافيش على مدى ما يقرب من خمس وثلاثين سنة، تخرج من بؤرها المرعبة، لتعوض سنوات، الكبت، والحظر، والتحجيم ومنعها من الطيران. تلك كانت غلطة فادحة، دفعنا ومازلنا، ندفع ثمنها.. ولابد أن نعترف، بأننا المسئولون الأول، عن رجوع الخفافيش، وتضخم حجمها واستعادتها ل عرش الإرهاب المظلم. أنا لا أخلى مسئولية البلاد، التى من مصلحتها، تحول مصر، إلى ما هى عليه وأنها ساعدت، الخفافيش ومازالت تساعدها، بالفلوس، والدعاية عبر الإعلام، مرئيا ومقروءا ومسموعا. لكننى أعطى المسئولية الأولى للنساء، والرجال، الذين كانوا فى مواقع إعلامية مؤثرة، يمكنها مواجهة فكر الخفافيش من جذوره، وإبادته ثقافيا، بشكل منتظم وضار، وفضح سلفيته الرجعية، وشهوته للحكم والسيطرة.. وليس شهوته للإيمان بالله. هذا لم يحدث. بل شفنا التهاون والخوف.. ومسك الخفاش من المنتصف، ومنح مساحات هائلة، له، لكى يطير ويأكل.. ويلتهم.. ويرهب.. ويتكاثر.. حتى يصبح صوته، هو الصوت الوحيد المسموع المؤثر، فى النساء والرجال، والأطفال، أقول هذا الكلام، من المتابعة اليومية المستمرة، للمعارك التى يدخل فيها، المسلمون، والمسلمات، وكأنها معارك نهاية العالم. وربما تكون معارك نهاية العالم، فعلا - كما تريدها الخفافيش الإرهابية - وهنا أقصد العالم الليبرالى.. المتفتح.. المدنى.. المتقدم.. منزوع التعصب.. الخالى من الذكورية. ويوضح لنا، التاريخ أن الفكر الذكورى المضاد للنساء، كان دائما، متلازما.. متلاصقا.. وصديقا حميما لا يخون، للفكر الخفافيشى، الذى يستخدم ويوظف الأديان، للتستر على الكرابيج القادمة والاغتيالات، والمحظورات من كل شكل ولون.. حتى تصبح الحياة مثل الموت.. ويصبح لونها، لون الخفافيش. ما هى المعارك التى دخلها المسلمون والمسلمات، مثلا منذ بداية الألفية الثالثة التى لا تفيد بشىء. وآخر هذه المعارك القشرية، الاستعراضية، التى لا تؤخر ولا تقدم، خلافات الجاليات الإسلامية فى سويسرا، عن طول المآذن. هناك معارك أخرى، على التنويعة نفسها، من قشور الأشياء.. والانفعال العاطفى المتعصب.. والتخلف فى إدراك المعنى الجوهرى لكل الأديان، سماوية أو أرضية.. والإخفاق المخزى ل فهم مفهوم الله البعيد كل البعد، عما هم فيه. لست أدرى، إلى متى، هذا العبث والتعصب والتشبث بالقشور، والبقاء فى آخر الذيل، للبلاد العلمية، المتقدمة التى تحرجنا، كل يوم، باكتشاف علمى يفيد البشرية، بصرف النظر عن الدين أو الجنس، أو الطبقة أو العرق، أو العقيدة، أو المذهب أو الطائفة. إلى متى سأظل أكتب أن علاقة الإنسان ب ربه، علاقة شخصية، خاصة أن الإيمان هو فى القلب، وليس فى طول المآذن أو طول الأكمام أو طول الجلباب.. أو طول الإيشاربات أو طول العباءات أو طول الذقون.. يبدو أن هناك مشكلة مابين فكر الخفافيش ومسألة الطول. متى خرج الإيمان من القلب، وأصبح فى الشوارع، وقاعات المحاكم، ومظاهرات متعصبة.. وخناقات بين الناس.. لم يعد إيمانا بالله.. بل تحول إلى دين.. والدين أيديولوجية سياسية تطمح للحكم، وترهب وتقتل، وتكفر، وصولا إلى صنع القرارات، التى كلها ضد النساء والحياة، والبهجة والفرح والحب والإبداع، والضحك والرقص، والمرح، والغناء وحرية الأزياء، وحرية الفن، وحرية الاختيار.. وحرية الاعتقاد.. وحرية التحليق إلى ما بعد السماوات. من بستان قصائدى لاتسقطى الآن يا أوراق الخريف وتزيدى من عذابى أنتِ حبيبتى انتظرينى دون ملل حتى أشفى من النزيف.