فى حوار ساخن مع طلبة جامعة جنوب الوادى بالأقصر، هاجم جمال مبارك الأمين العام المساعد وأمين السياسات بالحزب الوطنى من يدعون أن مصر دورها تراجع فى المنطقة والعالم، بقوله إن هؤلاء تفكيرهم توقف عند فترة الستينيات، وأضاف خلال رده على أسئلة الطلبة التى وصفها بالمهمة بأنه لا يمكن أن أتعامل مع العالم بنفس أسلوب الستينيات حتى لو كانت هناك أزمات مستمرة من هذه الحقبة، وأكمل بدأب واهتمام أن هؤلاء جابوا الخراب لغزة، ومصر هى التى نجحت وأوقفت الحرب هناك، ولو كنا سرنا وراءهم لاستمرت الحرب حتى الآن! وقال أمين السياسات: إننا نخشى أن تتحول القضية الفلسطينية إلى نسخة مكررة من الأزمة اللبنانية بعد أن أصبحت ساحة لتصفية الحسابات الأقليمية وكل طرف لا يهمه سوى تنفيذ أجندته، حيث تدخلت أطراف لتعطيل توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية وبالتالى إعمار غزة، وأضاف أن كل ما يدعونه كلام إنشا.. لكن مصر تتحمل مسئوليتها وهذا قدرها فلقد استقبلنا الجرحى الفلسطينيين خلال الحرب على الحدود والغارات على أشدها. وأضاف: إن هناك دولا لم تتدخل فى أية قضية عربية منذ الستينيات وحتى الآن إلا بالكلام، لا تفعل شيئا إلا أن تعطينا محاضرات فى القنوات إياها!.. ويتفلسفون على قرارات تاريخية غيرت من شكل مصر مثل قرار الزعيم الراحل السادات بالحرب ثم وقفها فالأهم من القرار رغم صعوبته هو التوقيت، وأوضح للشباب أن حرب أكتوبر لم تكن لتحرير كل أرض سيناء كما هو معروف بل لاتخاذ موقف قوة نبدأ منه التفاوض، وراجعوا خطاب السادات فى الكنيست لتردوا على المتفلسفين، خاصة أن العالم العربى الآن أضعف مما كان عليه وقت نصر أكتوبر والمستوطنات تضاعفت، ولو كنا استمعنا لهم لكانت أرضنا محتلة حتى الآن أو تورطنا فى حرب غير محسوبة العواقب ووقتها سيقولون لنا مصر الأخت الكبرى عليها اتخاذ القرار الصحيح! وقال جمال للشاب إن هذه الأصوات تحاول إحباطكم فلا تستسلموا لها وعلينا التواصل معكم لتوضيح الأمور بشكل مباشر وغير مباشر، ومصر لها دور كبير فى المنطقة والعالم ولن نتوقف عن الانفتاح على العالم لأن هذه مصلحتنا، وأضاف: ما أكثر المتاجرة بالشعارات والشهداء والتشنجات، فحتى فى وقت المقاطعة العربية لمصر نجحنا فى إقناع واشنطن بالتواصل مع الفلسطينيين رغم أنهم كانوا يعتبرون منظمة التحرير الفلسطينية إرهابية، ومن الذى أعاد المنظمة للأراضى الفلسطينية؟!.. إن هؤلاء يشعلون الخلافات بين الفلسطينيين من أجل مصالحهم ولا تهمهم القضية أساسا لا حربا ولا إعمارا! ووجه جمال مبارك كلامه للشباب قائلا: كم المعلومات المطروحة لكم غير مسبوقة فاستفيدوا منها، ورفض الاتهام بأن المعارضة محاصرة قائلا: إن المعارضة تتمتع بمساحة غير مسبوقة هى الأخرى بدون حواجز ولا حجج، فتظهر على التليفزيون المصرى وبالطبع هذا غير كاف فهناك فضائيات أخرى واسعة يجب التواجد فيها.. فيما دعا الشباب وطلبة جامعة جنوب الوادى بالذات للتصدى للسموم التى تبثها القوى المعادية.. ولا تنجروا وراء الشعارات، فكيف يدرك جارى مصلحتى أكثر منى؟ لكن للأسف البعض ينجر وراءهم عن جهل أو تعمد والأخطر هو المتعمد.. وشدد: عاجبهم أو مش عاجبهم مصر دورها محورى!.. حاولوا تعيشوا صلب القضية وواجهوا الأمور على حقيقتها خاصة أنه لو كان الرأى العام غير واعِ فسيكون من الصعب مواجهة هذه الأمور. وعن التوترات المصرية الإيرانية أكد أمين السياسات أن هناك خلافا جوهريا بين مصر وإيران فى رسم مستقبل المنطقة والسلام لكننا لسنا مع ضربها فالأفضل الحل السلمى، وبالنسبة للعلاقات المصرية الأمريكية قال: لو كانت تسير القاهرة فى فلك واشنطن كما يدعى البعض لما كانت هناك خلافات بين الدولتين طيلة السنوات الماضية، خاصة مع إصرار مصر على السلام فى وقت كانت الإدارة الأمريكية السابقة تتجاهله، وحسبوا أننا نفعل ذلك هروبا من قضايا داخلية، وأشار إلى أن المعونة الأمريكية لا تمثل شيئا فى الاقتصاد المصرى.. ساعدتنا فيما سبق لكنها لم تتحرك منذ 15 عاما بل تتضاءل فلا تتجاوز المليار جنيه رغم أن ميزانيتنا 400 مليار جنيه، فالمعونة ليست سيفا على راقبنا كما يدعون فلهم مصلحة ولنا مصلحة. فيما كشف أمين السياسيات عن أن المؤتمر السنوي للحزب سيعلن تفاصيل التطورات الجديدة في برنامج الملكية الشعبية، والذي سيحال للدورة البرلمانية القادمة، وقال: وفرنا 5,3 مليون فرصة عمل خلال الأربع سنوات الماضية لكن المشكلة أن هناك شبابا مثلكم لا يشعرون بذلك، وإن لم تحدث عدالة في توزيع الاستثمارات ستستمر المشكلة، إلا أننا كلنا أمل بأن السنوات القادمة أفضل للشباب.. وأضاف: إن المؤتمر سيحل العديد من مشاكل القطاع الزراعي، بالزراعة والصناعة نفتح باب الرزق لكننا أيضا نهتم بالخدمات، ودعا جمال الشباب ليختلفوا معه ويحاوروه حتي تظهر الحقيقة وتؤكد علي الثقة في مصر رغم الدعوة المتكررة للانفتاح علي العالم ولا خوف علي تأثر هويتنا ولقد احتلنا الإنجليز أكثر من 70 عاما ولم يؤثروا فينا فلدينا ثقافة ميراث ثقافي قوي فإن لم نواكب التغيرات السريعة سنتخلف!