يطل حميد الشاعري علي جمهوره أو من تبقي من جمهوره بألبوم جديد يشاركه فيه الغناء مجموعة أصوات تبحث عن فرصة تكتب من خلالها شهادة ميلادها الفنية. حميد هو الراعي الرسمي والوحيد لهذه الأصوات، فهم الحصيلة التي استقر عليها من مسابقة أقامها لدعم الوسط الغنائي بأصوات لها شخصيتها، ويمكن تميزها بين كرنفال النشاز العام. - الفكرة مستهلكة الفارق كبير جدا بين أن تقدم أصواتا جديدة تؤمن بأنها قادرة علي أن تضيف، وأن تستغل هذه الأصوات في الإبقاء علي حظوظك كواحد من المؤثرين والمشاهير الذين لايغيب وهجهم إلا بالرحيل. يبدو لي حميد مثل الآلة التي انتهي عمرها الافتراضي، وتسير بالاندفاع الذاتي، وهو لايدرك ذلك لأنه مأخوذ بقوة اسمه في الثمانينيات، حين كان كافيا أن يكتبه أو اسم فرقته المزداوية بجوار أي مطرب أو مطربة حتي يصبح من المشاهير خلال ساعات من طرح الألبوم.. كان حميد هو هذا المغامر القادم من الصحراء بإيقاعات الشمال الأفريقي التي يجهلها الجمهور المصري، الذي رآها جذابة بالقدر الذي يخلصه - أخيرا - من أسر أصوات العماليق التي سيطرت علي وجدانه بأكثر مما هو مطلوب أو محتمل .. جاذبية إيقاعات الشمال الأفريقي علي الأذن المصرية لم توفر الوقت اللازم للسؤال: - ماهي إسهامات حميد الحقيقية خلال مغامرته التي طالت عشر سنوات.. هل أضاف، أم أنه نقل حرفيا؟ المؤكد أن الإجابة لن تكون في صالح حميد خاصة لمن يتابعون فضائيات الشمال الأفريقي .. والذي بقي من المغامرة محاولة حميد والشاعر عادل عمر الغناء وسط طلبة الجامعات ولهم .. وشبح يرفض الاعتراف بنهاية المغامرة واستجداء العمل من نجوم قدمهم وما إن اشتهروا حتي أنكروه أو لعلهم انتبهوا إلي نهايته بينما هو غارق في العناد. في ألبومه ميوزيك ناو 4 يدعي حميد أنه يقدم عشرة أصوات جديدة، بينما يؤدي هو ثلاث أغنيات، منها اثنتان دويتو.. إحداهما أكيد ويشاركه فيها الغناء محمد منير، ربما لضمان الترويج، وهي بأي حال أغنية قديمة استدعاها حميد من دفاتره القديمة.. والثانية أغنية مسافر ويشاركه الغناء فيها مطربة يمنية، والثالثة سنجل. كذلك يتصدر حميد بوستر الألبوم مثل نجوم أفلام الأكشن بما يظهر الأصوات الجديدة المفترض أنه تعب في اكتشافها ككومبارس أو سنيدة يخدمون علي البطل.. فيما استحقوا هم لعب البطولة المطلقة، وجزء منها - وربما يكون الأهم - أن يجتهد حميد أكثر في تقديم إيقاعات جديدة تفض اشتباكة التكرار التي تحاصر موسيقاه وأداءه بشكل عام .. وأن ينتقي لهم أفكارا تكسر دائرة اللوعة والهجر، تلك التي تمرد عليها في بداياته. وأن يراهن حميد كل فترة علي أفكار مبتسرة تستنزف مغامرته القديمة فهذا شأنه.. لكن العناد لا يضمن الانسحاب اللائق .. وكم من مواهب فعلت، وهتف ضدها المعجبون كفاية حرام عندما لم تدرك أن التكهين كرامة لآلة انتهي عمرها ولم تركن لغواية الاندفاع الذاتي أو مذلة الاستجداء.؟