منذ سنوات طويلة تعود إلي منتصف التسعينيات تقريبا لم يكن لجمهور الشاشة الصغيرة في رمضان حديث سوي عن أسماء قليلة للغاية من الإعلاميين.. كان من بينهم طارق علام ببرنامجه الأكثر شهرة وقتها كلام من دهب.. بساطة خالية من التعقيد والفلسفة الزائدة وملامح مصرية مرحة.. كانت هذه أهم مقوماته لسنوات ظل يقدم فيها برنامجا تستطيع أن تقول أنه خلق مساحة جيدة وكبيرة من الجماهيرية. كان هذا قبل أن يخطيء طارق علام في حق نفسه وجمهوره ويبدأ في التعامل مع نفسه علي أنه نجم.. بل يبدأ في التخطيط لبطولات سينمائية نالت جميعها نفس الهزيمة. بمرور الوقت لم يعد لديه ما يقوله علي الشاشة وفقد مساحة كبيرة من جماهيريته. هذا العام يعود طارق علام ببرنامج اسمه رايحين علي فين.. اسمه يشعرك أنه نسخة طازجة من برامجه الاجتماعية التي قدمها خلال السنوات الماضية، ولكن بمشاهدة الحلقات تكتشف أنه ليس أكثر من برنامج من برامج المقالب المكررة والمستهلكة هذا العام.. ولكن الغريب أنه لا يعتمد علي أفكار لطيفة مثلما فعلت بعض هذه البرامج، وإنما يعمل علي ترهيب الفنانين معتمدا علي قدر كبير من الحيوانات داخل البلاتوه.. هل تصور طارق علام أن هذه الفكرة المستفزة التي لا تخرج أي طاقات حوارية أو إعلامية منه هي السلاح الآمن الذي يمكنه الاعتماد عليه في حرب رمضان 9002؟ إذا كان تصور هذا إذن هو بلا شك في أزمة عليه أن يفكر إذا أراد أن يكتب له الاستمرار في كيفية الخروج منها.