دخلت ابنتي أسماء محمد بكر، والتي تبلغ من العمر 15 سنة، الطالبة المتفوقة بالصف الثالث الإعدادي، وهي في حالة صحية سليمة وصحيحة، مستشفي طب الأطفال بالمنصورة، لإجراء جراحة بسيطة «تحت الإبط» لمعالجة عرق الأطراف أي منع حالة «العرق» التي تصيب الأيدي والأرجل وهي عملية - لا تستغرق في أغلب الأحوال - أكثر من 20 دقيقة، ولكن الذي حدث أن الفتاة الصغيرة خرجت تعاني من غيبوبة تامة نتيجة لخطأ طبي أثناء إجراء العملية منذ 19/11/2011 - أي منذ حوالي ثلاثة شهور - راقدة بين الحياة والموت وفقدت القدرة علي السمع والإحساس وتقريباً النظر وقال التقرير الذي صدر عن المستشفي بعد ضغوط مارستها علي إدارة المستشفي - وعلي الرغم من أنه مكتوب باحترافية وضبابية وغموض - إلا أنهم اعترفوا بإصابتها بضمور في المخ وشلل رباعي. الغريب أن المسئولين عن قسم المخ والأعصاب رفضوا استقبال الحالة بعد خروجها من غرفة العمليات وهو الأمر الذي ساهم في تدهورها وقلل من فرص إنقاذها خوفاً من تحمل المسئولية وهي علي هذا الحال، وبحجة أن الحالة لا تخصهم، كما أن مسئولي إدارة المستشفي المسئول عن الكارثة رفضوا تقديم الخدمات الطبية اللائقة والصحيحة والتي تتناسب مع حالة ابنتي، كما قاموا بتحميلي معظم تكاليف علاج ابنتي، علي الرغم من أنها مشمولة بالتأمين الصحي بحكم كونها طالبة في المرحلة الإعدادية. المحزن أن المستشفي والمسئولين عنها، ومنهم الدكتور محمد الغزالي رئيس قسم جراحة الأطفال بالمستشفي - لم يظهروا أي إحساس بالمسئولية تجاه تلك الحالة، ولم يرحموا الأم المكلومة في ابنتها، حيث قام الدكتور محمد الغزالي - عندما ذهبت والدة الفتاة إليه لمعاتبته ومناقشته في حالة ابنتها وعما إذا كان يقبل أن يحدث ذلك لأحد من أولاده أو أفراد أسرته - قام بإلقاء كوب ماء في وجهها وأمام الموجودين في المكتب، وقام بسبها وطردها من الغرفة. تقدمت بشكاوي لجميع الجهات المسئولة، وطرقت كل الأبواب، ولم يستمع أو يستجب أحد، ولم أجن سوي وعود لم يتحقق منها شيء، فقد وعدني الدكتور السيد عبدالخالق عميد جامعة المنصورة بالنظر في الموضوع والتحقيق فيه، ولم يحدث، وهو الأمر الذي ينسحب علي الشكاوي التي تقدمت بها إلي وزير التعليم العالي، ووزير الصحة، ونقيب الأطباء، وعميد كلية طب المنصورة ضد كل من مدير المستشفي ونائبه، ورئيس قسم الجراحة، والطبيب الذي أجري الجراحة، وطبيب التخدير، لمسئوليتهم مجتمعين عن الكارثة التي حلت بابنتي، وطالبت بإجراء تحقيق نزيه في تلك الكارثة، وهو ما لم يحدث حتي الآن. ابنتي تموت، ومهددة بالعمي - كما يقول الأطباء - في أية لحظة وأصابتها قرحة الفراش، واعوجاج في كف يديها وقدميها، وبرغم ذلك لم تجر لها المستشفي العلاج الطبيعي اللازم، ولم تكلف خاطرها باستقدام طبيب علاج طبيعي لمباشرة الحالة. والد الفتاة: محمد بكر السيد يوسف التليفون طرف المجلة