مذبحة بورسعيد حادث مؤسف وعنوان حزين يلخص لحالة عامة فى «البلد الأمين». حالة ترسم ملامح «كابوس» مزعج فى شريط العابثين بحق هذا الوطن بدءا من ماسبيرو ثم انتقل إلى مجلس الوزراء وشارع محمد محمود وقصر العينى حتى وصل إلى محطة استاد بورسعيد. فمن جريمة قتل المتظاهرين إلى قتل المشجعين، إنها ضريبة تطهير هذا البلد من الخونة والفاسدين وبدماء شباب مصر الأبرياء لتكتمل سيناريوهات المؤامرة التى يرسمها صناع الإرهاب والتطرف من بقايا بلطجية النظام الفاسد لإشاعة العبث والفوضى فى سماء مصر. أصابع الاتهام فى كل الحوادث الأليمة، يقف خلفها مراقبا إدارة سياسية مرتكبة وعجوزة أصبحت محل كل الشبهات ومنظومة أمنية هزيلة أدمنت القيام بدور «المتفرج» . حراس الوطن وصمام أمنه وأمانه تجاهلوا مواقعهم مواقعهما الجغرافية، لكن التاريخ لن يتركهم بدون عقاب، وإن غدا لناظره قريب لكل العابثين فى حقوق مصرنا العظيمة وأبنائها الأبرياء. تخطيط مسبق الكارثة أن ملامح مؤامرة بورسعيد كانت مرسومة قبل المباراة ب 48 ساعة ولم يتحرك أحد لمواجهتها وفصولها بدأت بمنشورات وبيانات على مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» وتويتر وصفحات روابط الأندية، وكانت معلومة للجميع وفى غياب مريب لمحافظ بورسعيد عن المباراة واكتفاء قيادات الشرطة والأمن المركزى والمباحث بدور المشاهد عن بعد، ولهذا رغم انتشار رسائل الانتقام والتى كانت تنذر بمشاهد الثأر والدم، لكن الجهات المسئولة ووزارة الداخلية والقائمين عليها مصرون على الانتقام من الشعب بدلا من خدمته وفقا للشعار البائد فهم مازالوا، يؤمنون بسياسة «الفرجة» والاكتفاء بدور شهود عيان داخل مسرحية هزلية، وهو الدور نفسه الذى لعبه الجيش الذى لم يتحرك إلا بعد وقوع المأساة وبغرابة شديدة رغم وجوده فى مباريات سابقة «غزل المحلة مع الأهلى مثلا» وكان حضوره مشرفا بعدما منع وقوع كارثة بعد اقتحام جماهير المحلة الملعب! المعلومات التى حصلنا عليها من داخل بورسعيد تقول إن الأمن تعامل مع الموقعة المرتقبة بتهاون وتخاذل شديدين، ورغم سيادة أجواء الفوضى لم تلجأ قيادات الداخلية فى بورسعيد بدورها كما كان متبعا من قبل إلى حتى فرض الإجراءات التقليدية لتأمين المباريات مثلما كان يحدث رغم رسائل التهديد والوعيد وحتى الأجواء الملتهبة داخل المدرجات ووسط هذا التهاون أصبح الممنوع مسموحا به من أسلحة ومطاوى وسنج ومولوتوف وسيوف وآلات حادة، دخلت بدون تفتيش أو اعتراض لتكسير الأبواب الحديدية وقتل الأبرياء مستخدمين كل وسائل القتل من ذبح وخنق،المفاجأة هى ما ذكرته صحيفة المصرى اليوم عن تحريض عقيد شرطة لبعض الجناة على جماهير الأهلى وحثهم على مطاردتهم وقتلهم والمفاجأة الأخرى التى لم نتوقعها هى استخدام «شماريخ السفن» المحرمة فى الملاعب لأول مرة فى استاد المدينة الحرة.. هروب القيادات الكبيرة فى اللحظات الحرجة فيما بين شوطى المباراة وبعدها حسب المعلومات الموثوق بها جعل القيادات الصغيرة من الضباط وجنود الصف يقفون كمتفرجين لحظة اقتحام الملعب ولم تنفع نداءاتهم للقيادات فى إنقاذ ما يمكن إنقاذه فتحول الأمن إلى «شاهد» على أسوأ مذبحة فى استاد رياضى منذ بداية اللعبة الشعبية الأولى. ∎ المأساة حسب مصادرنا من قلب ستاد بورسعيد أن مشاهد الذبح الجماعى لم تستغرق بعد انتهاء المباراة سوى 15 دقيقة كانت كافية عند الخارجين عن القانون وأصحاب السوابق إلى قتل أكثر من 70 شابا ضحية كل 12 ثانية وإصابة أكثر من 300 آخرين وهم قلة مندسة وخارجة عن القانون تحركت بفكر ممنهج ووفق مخطط مسبق تخللته بعض العناصر التى يقودها أتباع الحزب الوطنى للانتقام من الثورة والانقضاض عليها لإشاعة الفوضى والتخريب.. هؤلاء هم قلة لا تعبر عن ثوابت هذا الشعب الباسل صاحب الأدوار الوطنية فى مراحل الوطن الحاسمة والذين تدافعوا بعد المجزرة إلى المستشفى العام ببورسعيد للتبرع بالدم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من شهداء الأهلى. فصول مأساوية فصول أخرى فى المأساة بدأت تتكشف فى ضوء التقارير التى أخرجها الطب الشرعى عن المجنى عليهم والتى تقول إن أسباب الوفاة غامضة، بل إن بعض الضحايا قتلوا بأسلحة كل هذه الفصول فسرتها التصريحات الأمينة والصادقة التى أدلى بها رجل الأعمال كامل أبو على رئيس النادى المصرى فى القنوات الفضائية وتحدث عن وجود مؤامرة حقيقية وبلطجية ومخربين هدفهم تدمير الدولة وهيبة مصر. تركيز «أبو على» على وجود «بلطجية» داخل ستاد بورسعيد يؤكد ما تردد قبل المباراة عن وصول عناصر من خارج بورسعيد لاستغلال حالة الاحتقان بين الجماهير والاندساس وتنفيذ المخطط الإجرامى المرسوم من بلطجية النظام السابق لإشاعة جو العبث والفوضى وللترحم على النظام الفاسد، وبطبيعة الأمر هى البيئة نفسها التى يريدها بعض العناصر المتعصبة من جماهير المصرى والتى حقنتها المواقع والمنتديات قبل المباراة، بعضها كتب بوضوح على موقع تويتر بالنص «النهاردة حتحصل مجازر فى بورسعيد ربنا يستر» بينما كان رد صديق له على الصفحة بالقول «النهاردة هيبقى يوم دموى أنا كنت قاعد مع الألتراس فى القهوة ومحضرين لجمهور الأهلى 5 كماين ع الطريق بالمولوتوف والسلاح. أما أخطر التهديدات المتداولة على مواقع التواصل ومن صفحة رابطة عشاق النادى المصرى تحديدا فكانت عبارة تقول : لو جاى على بورسعيد.. اكتب لأمك وصيتك» العبارة حملت 112 تعليقاً دموياً إلى جانب 159 إشارة إعجاب بها !! فى إشارة واضحة لإعلان التعبئة العامة للانتقام من جماهير الأهلى وليس لمجرد وجود لافتة حملتها جماهير الأهلى كانت سببا فى وقوع الكارثة وتقول «بلد البالة مجبتش رجالة» والتى تحدث عنها الجميع لأن معظم المباريات فى الفترة الأخيرة تحمل مثل هذه اللافتات بدون رقيب والتى يرفضها الجميع كما أن المخطط الإجرامى مرسوم قبل أيام من إقامة المباراة بالإضافة إلى أن فوز المصرى بالمباراة كان كفيلا بإخماد نيران الانتقام من الجماهير والاحتفال بالنصر لأيام قادمة، وهو ما ظهر الفصل الأول غير المكتمل منه بعد إطلاق الحكم فهيم عمر صفارة نهاية المباراة، حيث بدأت الجماهير المتدفقة فى حمل حسام حسن المدير الفنى للمصرى على الأعناق بينما على الجانب الآخر بدأت وقائع المجزرة فى مدرجات الأهلى ودخول عناصر مندسة بلا رحمة لقتل جماهير الألتراس. ∎ رعاة الفتنة سيناريوهات الفتنة الكروية يقف وراءها «رعاة» أشعلوا نيران التعصب ونجحوا فى تغذية العنف والإرهاب وهم محللو «البرامج الرياضية» وبعضهم ليس بعيدا عن الشبهات لارتباطه بصداقات متشابكة مع رموز النظام الفاسد، أما البعض الآخر فهم مرضى نفسيون أشهرهم حكم درجة ثانية فاشل يوجه حلقاته دائما لتغذية التطرف وممارسة الإرهاب على حكام الكرة واتهامهم فى شرفهم وضمائرهم لحسابات شخصية فهذا الناقد المريض ولديه قدرة شيطانية فى قلب الحقائق و«السفسطة» على جماهير الكرة بقدرته على إثبات الرأى ونقضيه فى حلقات منفصلة متصلة حتى وصلت مهنة التحليل الرياضى إلى حد «الشرشحة» والسب والقذف على الهواء، مثل هؤلاء المحللين لابد من وجود وقفة حقيقية ومنعهم من الظهور على الشاشات رأفة لعشاق الكرة. ∎ شياطين الكرة فى المقابل يدخل فى قفص الاتهام المنظومة التى تدير كرة القدم وهم رجال «اتحاد الكرة» الذين لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية فقط فارتكبوا جرائم لا تعد ولا تحصى. اتحاد الكرة وقف مكتوف الأيدى أمام فيروس اللافتات المسيئة التى نبهنا إلى خطورتها مرارا، وهى إحدى مقدمات الاحتقان منذ عهد النظام السابق بدأت بالإساءة لثوابت ورموز مصرية راسخة ووصلت إلى حد المساس بالشرف والرجولة فى حين تفرغ أعضاؤه لعقوبات هزلية تطلقها لجنة مسابقاته المستفزة وانشغل رئيس الاتحاد طوال الوقت ب «بيزنس» الكرة بعضها على حساب البلد والآخر لحسابات شخصية ومزايدات وتوازنات عفنة وأيضا سرقات. شهداء معركة بورسعيد الأبرياء هم ضحايا هذا الاتحاد المشبوه الذى تحدث الجميع عن فضائحه وتجاوزاته ولهذا فإن إقالته وحدها لا تكفى، بل لابد من محاكمة أعضائه بتهمة قتل المشجعين فهم أحد الأطراف المسئولة عن وقوع الكارثة التى هزت كل المصريين بعد أن اكتحلوا بالفساد والرشوة وأساءوا للرياضة المصرية كثيرا، وهم فى النهاية محسوبون على النظام الفاسد باعتبارهم من حاشيته، و أكبر المتربحين منه «سمير زاهر»، و«حازم الهوارى» و«مجدى عبدالغنى» و«أبوريدة» وإخوانهم هؤلاء هم الجناة والقتلة فى مجزرة بورسعيد ودماء الشهداء فى رقبتهم جميعا. ∎ بروفات العبث استخدام ملاعب الكرة لتصدير الفوضى فى البلاد بدأ ببروفة مباراة الزمالك والأفريقى التونسى بداية الشرارة لإملاء فوضى الملاعب وتكررت المأساة فى مباريات محلية لكبرى الأندية الشعبية الأهلى والزمالك والإسماعيلى والمصرى، ومع ذلك لم يفهم أحد الرسالة التى انتهت بختام مأساوى كان ضحيته أكثر من 400 شاب فقدت مصر منهم حوالى 76 شابا بينما تأثر الآخرون بإصابات مزعجة وعبثية. نفس هذه الملاعب هى التى استخدمها النظام السابق لتغييب وإلهاء الشعب بدلا من تهذيب روحه والتنفيس عنه ومازالت ذكرى مباراة الجزائر عالقة فى الأذهان وأبطالها معروفون وهم نفس الوجوه ونفس القيادات العابثة فى مصر هذا الوطن وكادت سيناريوهاتهم الكاذبة تؤدى إلى توريط مصر مع شقيقتها الجزائر والآن يمارسون نفس الدور لتشويه الثورة والثوار لحساب نزلاء طرة العقول المدبرة لتدمير الوطن. ∎ مفاجأة الطب الشرعى كشف أن الجثث معظمها بها إصابات نتيجة ارتطام بأجسام صلبة فى الرأس وإصابات ناتجة عن الطوب والحجارة والعصا وكلها أدت إلى حدوث كسور فى الجمجمة ونزيف حاد بالإضافة إلى وجود قطع جرحى بالصدر والبطن والرقبة نتيجة استخدام مطواة وكل هذه الإصابات أدت إلى الوفاة، كما أن الحالات جميعها تخلو من طلقات نارية أو خرطوش. مصلحة الطب الشرعى تلقت فى الساعات الأولى «صباح الخميس» 51جثة تم التعرف على 39 حالة منهم بينما ظلت 15 جثة مجهولة الهوية لعدم وجود ما يثبت هويتهم ونتيجة تشويه معالمهم فى الوجوه باستخدام آلات حادة. تقرير الطب الشرعى كشف أيضا أن توقيت الوفاة كان فى وقت واحد وفى مساحة زمنية لا تزيد على 90 دقيقة بعد انتهاء المباراة مباشرة.
شهداء الأهلى والوطن حجم المأساة من الممكن أن يدرك بعدد الجثث التى وصلت المستشفيات فى بورسعيد وعددها 5 مستشفيات وهى المستشفى العسكرى وتلقت 16 جثة ومستشفى الزهور 5 جثث ومستشفى التضامن 4 جثث وآل سليمان 3 جثث والمبرة جثتين وبلغ إجمالى عدد حالات الوفاة حسب تقرير وكيل وزارة الصحة ببورسعيد 70 حالة وفاة و165 إصابة. قائمة شهداء الأهلى تضم فى الساعات الأولى من داخل مشرحة زينهم 35 حالة وفاة وهم: 1- حسام الدين سيد عبدالفتاح 2- أحمد زكريا محمد 3- محمد محمود عبدالتواب 4- حسين محمد السيد عبد المرضى 5- محمد جمال توفيق 6- أحمد محمد السيد هيبة 7- محمد على سليمان 8- يوسف حماد محمد 9- كريم على فرج 10- أحمد صلاح الدين محمد 11- محمد رشدى عبدالرؤوف 12- مهاب صلاح فرج 13- عمر على محسن 14- محمد ناصر عبدالسميع 15- أنس محيى الدين عبدالرحمن 16- كريم أحمد عبدالله 17- سليمان أحمد سليمان 18- عمر أحمد محمد عطا 19- أحمد إسماعيل وداعة 20- أحمد طه حسين 21- إسلام أحمد أفندى 22- زياد جمال محمد 23- محمد محروس يوسف 24- محمد أشرف محمد مهدى 25- أحمد عزت إسماعيل 26- محمود يوسف 27- محمد حسن محمد الشوربجى 28- عمر محمود آدم 29- محمد أحمد عبدالحميد 30- مصطفى محمد يوسف 31- أحمد أسامة صلاح الدين 32- حسام الدين السيد عبدالفتاح 33- أيمن محمد 34- إسلام علوان 35- أحمد أسامة وهؤلاء هم الدفعة الأولى من شهداء الأهلى التى وصلت إلى القاهرة إلى جانب ضحايا آخرين من محافظات مختلفة وهم: 1- محمد أحمد خاطر «المنصورة» 2- محمد سمير عاطف خضير «دمياط» 3- محمد الغندور «إسكندرية» 4- خيرى فتحى الارناؤوطى «دمياط» 5- محمود سليمان حسنى «الزقازيق» 6- السعيد الجمل «المنوفية» 7- العربى كامل محمد «الغربية»