فى الذكرى الاولى الميدان يستعيد بريقه.. الثورة لا تموت
الإبحار وسط الزحام هو الطريقة الوحيدة للوصول إلى المركز ومنه إلى تمثال عمر مكرم، حيث مكان خيام المعتصمين من مختلف التيارات الدينية والليبرالية، هذا المكان تحديدا نموذج للمجتمع المصرى الذى رغم تنوع اتجاهاته نراه يجتمع فى مكان واحد يهتف بصوت واحد ويرى الهدف بعين واحدة. المشهد نفسه تقريبا تم استنساخه عند المجمع، لكن المختلف هناك أن لا صوت يعلو فوق صوت الألتراس، الذى أعادت الثورة اكتشافه. كنيسة قصر الدوبارة فتحت أبوابها للمسلمين للوضوء واعتذرت للأقباط عن عدم السماح لهم لدخول الكنيسة فى هذا الوقت لحين انتهاء المسلمين من الوضوء.. رأيت الثوار مسلمين وأقباطاً يقفون أمام منصة الإخوان معترضين على تشغيل الأغانى مطالبين باستبدالها بالقرآن. الليلة دى عيد.. هكذا رأيت استعدادات المصريين ليوم 52 يناير، لم أندهش كثيرا مما رأيته وسمعته أو قيل لى عن هذه الليلة، فلهفة انتظار الحدث تعتبر إحساسا طبيعيا ليوم ليس عاديا، أظن أن المصريين لم يعيشوا هذه الحالة من قبل على مدار تاريخهم. ولأن هذا اليوم هو ذكرى الثورة، فكان طبيعيا أن تنتعش فيه مظاهر استمرار الثورة.. ولأن هذا اليوم يذكرنا بأكبر مسيرات سلمية شهدتها مصر، فمن الطبيعى أيضا أن تعود هذه المسيرات من جديد ونسير فيها نحو نفس الميدان ولنفس السبب، لكنها عادت بأضعاف أعدادها السابقة، وهتافات أكثر حماسة وتنوعاً.. ولعل بعض تلك الهتافات هى نفس هتافاتنا منذ عام «الشعب يريد إسقاط النظام - عيش. حرية. عدالة اجتماعية»، فلم نهتف بها يوم الأربعاء الماضى على سبيل التذكر أو الفلكلور الثورى، لكنها مطالب لم تتحقق بعد. كتب - اسلام عبد الوهاب المشهد ليلة عيد الثورة كان مختلفا، جماعة الإخوان المسلمين أقامت منصة خاصة لها رغم اتفاق القوى السياسية على عدم بناء أى منصة لعدم التشتت بين الثوار.. ورغم حدوث مناوشات انتهت ببقاء مجموعة كبيرة من شباب الجماعة حول المنصة تحسبا لأى مشادات قد تحدث.. صباح الأربعاء خرجت.. الأغانى من منصة الإخوان والميدان كله يغلى ويهتف للقصاص من قتلة الشهداء.. خمس منصات تطالب بتسليم السلطة للمدنيين ومنصة الإخوان تغرد وحدها على صوت أغنية شادية «يا حبيبتى يا مصر» ومع دقات الرابعة عصرا عندما وصلت المسيرات المناهضة للمجلس العسكرى علا صوت المظاهرات على صوت الإخوان أعلنوا مغادرتهم للميدان فى السادسة مساء، مئات من الشباب المتحمس هتفوا ضدهم «دى مش حفلة.. دى ثورة» ويادى الذل ويادى العار.. الإخوان باعوا الثوار، ارتبك المتواجدون على منصة الإخوان وقرروا السيطرة على الوضع ولم يجد الإخوان مفرا سوى أن يسايروا الصوت المضاد لهم فقاموا بالهتاف «الشعب يريد إسقاط النظام» وهو ما رد عليه المتظاهرون «بعد إيه بعد إيه» «العسكر والإخوان.. إيد واحدة» «عسكر.. إخوان.. اتنين ملهمش أمان» فرد متظاهرو الإخوان بإشعال الشماريخ وتشغيل مكبرات الصوت بأعلى درجة والرقص على دماء الشهداء. كتب - أحمد عبد اللاه رغم غيابهم إلا أن أرواحهم وملامحهم كانت حاضرة فى الميدان، فالثوار استلهموا من تضحياتهم الحماسة لاستكمال مطالب الثورة ورغم غياب أجسادهم إلا أن ماسكات الشهداء غطت على وجوه الجميع حتى ظن كل من فى الميدان أن مينا دانيال لم يمت وأن شهيد الأزهر الشيخ عماد عفت الذى - غطى التراب جسده -عاد ليعظ فى الناس ويدفع بهم إلى الأمام بكل إصرار. الثوار الذين لم ينالوا شرف الاستشهاد حاولوا أن يتقمصوا شخصيات من كان لهم الشرف فى التضحية وتزاحموا على البائعين الذين حملوا باكورة إنتاج فكرة شباب التحرير، وهى ماسكات بأشكال الشهداء. لم يقتصر الأمر فى الذكرى الأولى للثورة على الماسكات ولكن المسلة العظيمة بقامتها ومكانتها بما عليها من أسماء روت أرض مصر بدمائها من أجل أن يذوق المصريون طعم الحرية جابت الميدان.
جدل اثاره طريقة احتفال وزارة الخارجية بذكرى الثورة عندما كتبت على مبناها الكائن على النيل ثورة يناير ،فالثوار يرفضون الاحتفال.
اخطر شى فى اول ذكرى للثورة ..ان اختلف المصريون ..الاخوان ظاهريا يريدونها عيدا و احتفالا.. و كثير من الفصائل يريدون استكمالا كما بدا قبل عام ..مناوشات و اتهامات تجلت على8 منصات بالميدان.
فكرة شبه مستحدثة فى ميدان التحرير شهدناها، وهى ارتداء مجموعات شبابية لأقنعة شهداء كان أشهرهم قناع الشهيد عماد عفت، والشهيد مينا دانيال.. لكن أن ترتدى مجموعات شبابية قناع فاندينا بطل فيلم أنتج 2006 لشخصية تعبر عن ثائر دائم ينقلب على نظام الحكم عن طريق القصاص كانت تلك هى المشكلة.
خطأ إذا اعتقدت أننا وضعنا هاتين الصورتين لفتاة مسلمة تحمل صورة مينا دانيال أو لقس يحمل صورة الشيخ عماد عفت، للتعبير عن الوحدة الوطنية.. الصحيح أننا شعب أصيل.
المرأة المصرية كانت هى البطل الحقيقى الأول للذكرى الأولى للثورة.. حرصت على المشاركة بقوة.. كيف لا وهى أم الشهيد.. وهى المسحولة.. أمامنا مجموعة لقطات تعبر عن عزيمة لن تلين منهن لاستكمال ثورتنا المجيدة.
عمرة سمرة المغامر المصرى الفذ أثبت أن صوت ميدان التحرير يستطيع أن يذيب جبال الثلج وصولا لأعلى قمة قارة أنتاركتيكا المجمدة.. فماذا بعد؟
مصر الولادة والذاخرة بمبدعيها وفنانيها هيأوا للثورة بأعمالهم وحفورها فى وجدان الأمة
لم يكن خالد علاء ابن الناشط علاء عبدالفتاح هو الطفل الوحيد المتظاهر، وإن كان أصغرهم، لكن ظاهرة تواجد الأطفال بين المتظاهرين هى الأكثر تفاؤلا بغد مكتمل