كنت أتابع أداءك عندما كنت رئيسا للوزراء فى السابق وكنت أشفق عليك كثيرا مما تعانيه ومن الحروب التى تخوضها من أجل الإصلاح الاقتصادى فى البلاد وتوقعت حينها أنك ستتعرض لمؤامرات ودسائس من الأفاعى والذئاب المفترسة التى أحاطت بك حينها للتخلص منك ومن سياستك التى تتعارض مع مصالحهم. وقد كان ونجحوا فى الخلاص منك وقضوا على سياستك وتعاطف معك الشعب المصرى قاطبة وأنا منهم، ولكن طلتك الأخيرة لتعلق على أحداث مجلس الوزراء ومجلس الشعب فجعت وفجع معى الكثيرون بالاتهامات التى وجهتها إلى المعتصمين والمتظاهرين متهما إياهم باستخدام العنف فى الأحداث ولهذا فجعت وفجع معى الكثيرون نتيجة هذا الاتهام الباطل والظالم لثوار مصر الذين اختاروا النضال حتى لو ضحوا بأرواحهم ودمائهم الذكية من أجل إنقاذ هذا الوطن الغالى بشكل سلمى شهد له العالم والعدو قبل الصديق ولهذا سؤال يلح على كل عاقل هل اتهامك هذا بنى على مشاهدتك للأحداث؟ والإجابة بالتأكيد ستكون بالنفى لأن اتهامك هذا بنى على تقارير أمنية وسيادتكم تعرف يادكتور أن التقارير الأمنية قبل الثورة وحتى الآن تبنى على الباطل وتكتب لصالح النظام لحمايته من تأثير كل صاحب رأى أو صاحب مشروع وطنى حقيقى حتى لو أودت هذه التقارير بحياة الكثيرين، ولهذا لا أتردد فى عتابك بل اتهامك بالالتفاف حول الحقيقة التى تعرفها جيدا وإن كنت لا تعرفها فهذا أدهى وأمر ولهذا أدعوك للتأمل والإجابة عن الأسئلة التى سأطرحها عليك وأعتقد أن من حقى وأن من حق أى مواطن أن يسأل وأنت تجيب وبما أن سيادتك لا تملك الوقت للتأمل ولأننى لم أحاول مقابلة أى وزير أو مسئول منذ قيام ثورة الشعب المصرى على الفساد والظلم والاستبداد لعدم إيمانى بقدرة من أتوا واغتصبوا المسئولية ووصلوا على جثث الشهداء ودماء الجرحى الذكية والطاهرة. حمدى الوزير من الذى استخدم العنف يا معالى رئيس الوزراء؟ الذين أعلنوا عن سلمية الثورة وطهارتها أم الذين أطلقوا الغازات واستخدموا الهراوات الكهربائية؟ من الذى استخدم العنف يا سيادة رئيس الوزراء؟ الذين افترشوا الأرض وتغطوا بالسماء وكان سلاحهم الوحيد هو إيمانهم بربهم وعاهدوا الله على المضى قدما لإنقاذ الأمة أم الذين أطلقوا النيران والغازات المحرمة ولفقوا التهم إلى أشرف الناس وأطهرهم؟ من الذى استخدم العنف يا فخامة رئيس الوزراء؟ الذين لبوا نداء الوطن وصاحوا فى ميادين مصر كلها مطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية وهتفوا «الجيش والشعب إيد واحدة» أم الذين اعتقلوا وسحلوا وسبوا الثورة والثوار وشككوا فى شرف نساء مصر وسحلوا وعروا نساء مصر وتعدوا على طاهرات مصر وانتهكوا أعراضهن بالكشف على عذريتهن وربما هناك ما يتجاوز هذا؟ معالى رئيس الوزراء أنا أرى أن سيادتك قد تجنيت على الثوار الذين خرجوا لمواجهة من ظلموا هذه الأمة ونهبوها وأفسدوها وظلموك أنت شخصيا فلا تدافع عمن ظلموك وظلموا كل ما هو ثمين على هذه الأرض التى أفسدوه وسرطنوها وباعوها ونهبوها ولهذا أهمس فى أذنيك لا تعتمد على التقارير المغلوطة والظالمة وإذا لم تستطع كشف الحقيقة فهناك ثوار يستطيعون كشفها بإيمانهم بربهم وقدرتهم على التغيير للوصول إلى ما هو أنفع وأصلح وأصدق وأكثر نفعا لهذا الشعب العظيم الذى لا يقهر.