أصبحت سونيا سوتومايور القاضية الأشهر في الولاياتالمتحدة ولا نبالغ إذا قلنا في العالم بعد أن أصبحت حديث وسائل الإعلام بشكل يومي خلال الأشهر الماضية القليلة.. فهي القاضية الأمريكية البورتوريكية الأصل التي رشحها الرئيس باراك أوباما لشغل مقعد في المحكمة العليا بالولاياتالمتحدة، وهو منصب رفيع قضائيا مما تسبب في جدال كبير في الكونجرس حول انتماء القاضية وجذورها، حيث حاول تسعة من الجمهوريين عرقلة القرار الذي وصفته وسائل الإعلام الإسبانية واللاتينية بالتاريخي، لتبدأ القاضية لاتينية الأصل في خوض أكبر معركة إثبات للذات. استطاعت أن تثبت أن المرأة اللاتينية بنت المهاجرين من أمريكا اللاتينية أذكي وأقوي من العنصريين الأمريكيين، فتمت الموافقة علي تعيينها بأغلبية ساحقة وباستثناء تسعة أعضاء جمهوريين أصروا علي تعصبهم. سوتومايور هي من أصل بورتوريكي، ولدت في حي البرونكس الفقير من أسرة كاثوليكية محافظة وتوفي والدها عندما كانت في التاسعة وربتها والدتها حتي تخرجت في جامعة برنستون، ثم درست الحقوق بجامعة ييل وتخرجت في أوائل الثمانينيات، ومن يراقب سوتومايور يلحظ كفاحا كبيرا من جانبها ومن جانب والدتها التي قدمت لها الكثير. تدرجت سوتومايور في المناصب القضائية حتي وصلت عام 2991 كقاضية بالمحكمة الجزئية للمنطقة الجنوبية لنيويورك، حيث حكمت في قضايا كبري أشهرها قضية إضراب البيسبول الشهير وغيرها من القضايا، أثبتت خلالها براعة كبيرة وجعلت اسمها يتردد في جميع وسائل الإعلام والدوائر القضائية كواحدة من أقوي العناصر في السلك القضائي الأمريكي. وفور فوز سوتومايور بالمنصب الكبير احتفت وسائل الإعلام في الولاياتالمتحدة وفي أمريكا اللاتينية فخرا بتفوق سيدة من أبناء جلدتهم دخلت التاريخ من أوسع أبوابه. ودفعت الرئيس باراك أوباما للتفاخر بها أمام وسائل الإعلام بعد دقائق فقط من قرار مجلس الشيوخ مباهيا العالم بعدالة أمريكا ومبدأ تكافؤ الفرص الذي أصبح سمة من سمات الولاياتالمتحدةالأمريكية. ترشيح سوتومايور فتح الحوار في الولاياتالمتحدة حول تضخم المجتمع اللاتيني وتأثيره الكبير في البلاد.