في الوقت الذي هادنت فيه جماعة الإخوان المسلمون وأعلنت تضامنها مع المجتمع في تقبل الفنون بمختلف اشكالها وألوانها، وخاصة فيما يتعلق بالسينما والغناء، جاءت الجماعة الإسلامية والسلفيون لرفضهما تماما واعتبار أن السينما وظهور المرأة فيها عارية تتبادل القبلات مثيرة وما هو إلا رجس من عمل الشيطان وبعيد كل البعد عما تنادي به الشريعة الإسلامية التي يريدون تطبيقها علي كل من يتجاوز، كذلك رفضهم استخدام الآلات الموسيقية في الغناء والاكتفاء بآلة الدف باعتبارها آلة شرعية محل إباحة !! د. ( عصام دربالة ) رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية يقول : نحن لسنا ضد الترفيه المباح ( الذي يخفف من ضغوط الحياة ) علي الإنسان ولكن في إطار لا يصل به إلي التأثير السلبي مثل مشاهدة أفلام أو مسلسلات أو مسرحيات بها رقص وعري تثير الغرائز الجنسية أو أعمال تساعد علي تشكيك الناس في عقائدهم أو تثير الأحقاد بين الأديان أو أي أعمال من الممكن أن تؤدي إلي إثارة الصراعات الدينية بين المسلمين والمسيحيين هذه النوعية من الأعمال يجب أن نطرحها جانبا دون الالتفات إليها أو ضمها إلي قاموس أعمالنا الفنية التي نريدها خالصة لوجه الله بلا أي شوائب وتكون ذات قيمة وذات رسالة هادفة. نحن لن نسمح بأن تكون هناك أعمال ضد الدين أو القيم أو الأخلاقيات أو المبادئ، ولن نسمح بتكرار ما حدث في إحدي كنائس الإسكندرية عندما قدموا مسرحية تتطاول علي الرسول «صلي الله عليه وسلم» والتي أحدثت كثيرا من الاضطرابات. هذه المسألة سيتم تنظيمها من خلال فتح حوار مع الهيئات والمؤسسات المعنية بالدولة وتحديدا الدينية لوضع ضوابط لها بما لا يهدر الحريات، ورغم صعوبة تطبيق هذه المعادلة في البداية ؟ إلا أننا بالصبر سنصل في النهاية إلي نتائج مرضية، وخاصة فيما يتعلق بالسينما، فكيف نقبل بوجود امرأة عارية أو مشهد فيه قبلات كيف نسمح بهذه الأعمال أن يراها أبناؤنا وبناتنا من المسلمين فهذا رجس من عمل الشيطان، وكثير من أولياء الأمور لا يرضون بمثل هذه التجاوزات التي تغزو حياتهم من خلال شاشات التليفزيون وقنواته الفضائية بالقوة الجبرية، ومثل هذه الأعمال الدرامية المتجاوزة سواء السينمائية أو التليفزيونية أو المسرحية لابد أن يكون لنا موقف منها ومنعها من العرض حتي لا يكون تأثيرها السلبي ضارا علي أولادنا في وقت نحتاج فيه لحمايتهم وبناء شخصيتهم وتقويم أخلاقهم. ويضيف د. ( دربالة ) : نحن نريد من الفن أن يقوم بدور تربوي، ثم أنه ما المانع أن نري فنا ليس فيه اختلاط الأجناس، فهل العمل الفني عندما يقدمه رجال فقط يعجز عن توصيل الرسالة المطلوبة ؟! أم أن الرسالة لن تصل إلا بوجود جنس النساء في العمل الفني ؟! أنا أتصور أن العمل الفني الهدف منه هو القيمة التي يقدمها والكلمة التي يقولها، وليس بالأداء التمثيلي المثير للغرائز !! فنحن نريد تنظيم حياتنا من خلال الضوابط الشرعية التي تقر ما هو مسموح وما هو ممنوع في كل جوانبها سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو فنية أو أدبية، وهدفنا في النهاية تحسين صورة الشخصية المصرية أخلاقيا ودينيا دون تشويه. نحن لن نجبر أحدا علي الاختيار، ولن نفرض علي أحد شيئا، ولكننا ننبه وبعد ذلك الحساب يكون متروكا لله سبحانه وتعالي، هكذا بدأ ( م.عاصم عبدالماجد ) المتحدث الإعلامي باسم الجماعة الإسلامية كلامه عن موقف الجماعة من الفن سواء التمثيل أو الغناء، وأضاف : نحن في الجماعة لسنا ضد الفن ؟ ولكن أي فن الذي تتحدث عنه، فن العري والهلس والابتذال ؟! أم فن الرقي والقدوة والاحترام ؟ ! أنا مع النوع الثاني، ونحن ننتج أعمالا فنية في هذا الإطار سواء تمثيلية من خلال أعمال مسرحية هادفة تدعو إلي قيم التسامح والمحبة والإيمان أو أغان في إطار الإنشاد الديني تستخدم معها الدف كآلة موسيقية شرعية محل إباحة دون الدخول في تفاصيل استخدام آلات موسيقية أخري موضع شبهة، أما الفن الذي يثير الغرائز والذي تتعري فيه المرأة وتظهر مفاتنها، فهذا يعتبر رجسا من عمل الشيطان لا نقترب منه ولا نقره ولا نسمح به، وإن كان هذا لن يجعلنا نفرض عقوبة علي أحد، وإنما هذا متروك للجهات التنفيذية التي ستدير البلاد وتقر شكل النهوض بها أخلاقيا وتربويا ودينيا ووضع ضوابط لكل مواطن الشبهات والمحرضة علي انحراف الأخلاقيات، فنحن لسنا ضد التمثيل بما لا يخالف الشريعة الإسلامية وبما يتوافق مع أمور ديننا، وهذا من أساس النظام الذي نريده لمجتمعنا في المرحلة القادمة بحثا عن التوافق القيمي والأخلاقي، فلا يوجد مجتمع دون نظام، فهذا معناه فوضي، وهو ما عانينا منه طوال السنوات السابقة. ويقول د. ( يسري حماد ) المتحدث الرسمي باسم حزب ( النور ) السلفي وعضو الهيئة العليا للحزب ! نحن كحزب سلفي لن نفرض وجهة نظرنا علي المجتمع، ولكن هذا متروك للمؤسسة الدينية في الدولة وهي الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية المنتخب. ؟ وقد يتشكل المجمع من أعضاء التيار السلفي الذين يطبقون ما يريدون تطبيقه وفرضه علي مؤسسة الأزهر ؟ أيا كان الوضع، المهم ألا تخرج المسألة عن إطار تشريعها وتطبيقها عن طريق مؤسسة أو كيان رسمي بالدولة وليس من خلال حزب أو تيار، حتي يكون للتنفيذ قوة آليته، ومن خلال هذه الآلية يتم وضع ضوابط للحلال والحرام، والحرص في جميع القرارات التي يتم اتخاذها علي الحث علي التأدب بآداب الإسلام وما شرعه الله سبحانه وتعالي في الكتاب والسنة، ويضيف د. ( حماد ) نحن حريصون علي وضع قواعد عامة لحماية المجتمع و افراده من الآثار السلبية التي تفرضها عليهم الأعمال الفنية الرديئة المثيرة للغرائز ولن نسمح بوجود أي شيء يصطدم مع الله عز وجل، أو أن نترك التشريع للأفراد أنفسهم بلا وعي، أو للحاكم بأن يقول هذا حلال وهذا حرام، فهذه مسئولية المؤسسات الدينية بالدولة ولذلك نحن نطالب بضم الأوقاف إلي الأزهر مرة أخري لتكون له استقلاليته المادية والإدارية بعيدا عن الدولة حتي لا يتحكم الحاكم في شئونه وآرائه ورسالته ويضيف د.حماد ثم أنه ما المانع من أن يتم تطبيق عقوبات علي من يخالف هذه الضوابط الشرعية، ألم تكن هناك من قبل عقوبة بالسجن سنة لمن يضبط في نهار رمضان وهو يفطر؟ إلا أن النظام الفاسد غيب هذا القانون وسمح بمخالفته! ورغم اختلاف د.محمد إمام أحد الكوادر المهمة بحزب «الفضيلة» السلفي مع حزب «النور» السلفي أيضا في بعض وجهات النظر السياسية إلا أنه يتفق معهم في تحريم الفن الفاسد واعتبار وجود المرأة عارية تثير الغرائز وتقبيلها في السينما رجس من عمل الشيطان ويقول: الفن من الممكن أن يكون عملا كريما وشيئا نبيلا لو كان الهدف منه نبيلا، ومن الممكن أن يكون مفسدة للمجتمع لو أصبحت المسألة مجرد ابتذال وانحراف وهلس وعري، نحن في حياتنا لابد أن نتعامل بميزان المصالح والمفاسد، والفن لا ينفصل عن حياتنا كذلك الأدب الذي أطل علينا بنوعياته الإباحية والمتجاوزة التي تتطاول علي الذات الإلهية، فهذه النوعية سواء من الفنون أو الآداب تجرئ الناس علي الضلال ولن نعترف بها مهما كانت الضغوط ولكن قبل أن نطبق الشريعة في مثل هذه الأمور يجب أن نعلم الناس أولا فالناس تعاني من جهل شديد وهو ما يظهر في إطار التدين الشكلي الهش الضعيف والذي لا يدل علي أن الناس (فاهمة حاجة).