لن تؤثر الأحداث المتناثرة هنا وهناك علي الاحتفال بالمشاركة في عرس الديمقراطية «أول انتخابات برلمانية بحق وحقيق» أو كسر عزيمة الشعب المصري لمواصلة كفاحه لتحقيق غد أفضل. ولن تطغي مشاجرات ثوار التحرير مع البلطجية والباعة الجائلين علي فرحة الشعب بحصد أولي ثمار الثورة ولن يمنع احتجاز البلطجية لبعض قضاة الدوائر الانتخابية أو تجاوزات مندوبي القوائم أو المرشحين أثناء العملية الانتخابية عن إصرار الشعب المصري لتحقيق الديمقراطية رغم أنف الحاقدين من الخارج والداخل. هذا هو شعب مصر الذي احتار العالم في تحليل مواقفه فهو الصابر.. الثائر.. الساخر.. الواعي.. السلبي عند اللزوم.. والإيجابي والمليوني في الانتخابات. هذا هو الشعب الذي خالف توقعات كثير من النخبة وهدم حجج ومبررات من نادي بتأجيل الانتخابات ورفض تأجيج الأزمة التي تمر بها البلاد وأحبط من يلقبونه بحزب الكنبة. هذا هو شباب مصر الذي لم يتوان عن المشاركة في الانتخابات مهما اختلفت وتباينت آراؤه.. شارك ونظم الطوابير وساعد الكبير وحمل المريض. هذه هي نساء وفتيات مصر اللاتي قلبن موازين الجناح الديني المتشدد الذي ينادي بعودتهن إلي المنزل وإبعادهن عن الحياة السياسية.. رفضن توجهات هذا النجاح وأثبتن أنهن نصف المجتمع العامل. وفي النهاية هذا هو جيش مصر حامي الوطن والشعب والديمقراطية.. هذه هي مصر القادمة مشرقة وحرة رغم أنف الحاقدين.