في أعقاب حالة الجدل الإعلامي التي أثارتها الاشتباكات بين بعض الباعة الجائلين وبعض المعتصمين في «التحرير» قال لنا أحمد فتحي، أحد المعتصمين وشاهد عيان علي الأحداث: فوجئنا بعد أن تم إغلاق اللجان بالبلطجية يهجمون علينا من ناحية ميدان عبدالمنعم رياض.. ولم يكن للأمر علاقة مباشرة بالبائعين.. فمن يحركهم.. ومن يعطيهم الأوامر بضرب معتصمي الميدان؟!.. ويجيب عن هذه التساؤلات كريم صبحي أحد المعتصمين قائلا: كانوا يريدون إخراجنا من التحرير وافتعال المشاكل حتي تظهر أنها معركة بين المعتصمين وبين الباعة الجائلين.. في حين أن الباعة أنفسهم، نفوا أن يكونوا من البلطجية أو المأجورين.. وقالوا لنا إنهم وقفوا مع الثوار جنبا إلي جنب من اليوم الأول للثورة.. وأنهم لم يقوموا بالاعتداء علي أي منهم.. ويشرح كمال الملا ما حدث قائلا: لم نكن نريد إخلاء الميدان من الباعة الجائلين كما نشر ولكن كان هدفنا تطهير المكان من المندسين، حيث كان هناك بعض الأشخاص قد اندسوا بين المعتصمين.. وأقاموا إلي جوارهم.. ونشروا أكاذيب وشائعات. وكانوا يحرضون المعتصمين علي العنف.. ويسعون لافتعال مشاجرات متكررة.. ووصل الأمر إلي انتشار فتيات الليل وبيع المخدرات ليصوروا للزائرين أن الميدان، وكأنه وكر لتعاطي المخدرات حتي يسوء شكل الميدان.. وأنه أصبح مكانا للتحرش الجنسي والدعارة.. وعندما طلبنا منهم الخروج من الميدان هم والباعة الجائلين، إذ حملوا مكبرات الصوت، مما أزعج السكان.. اندفع هؤلاء المندسون بالسلاح الأبيض والمولوتوف بزعم الدفاع عن الباعة الجائلين.. ثم بعد أن تم إخراجهم وهدأ الميدان فوجئنا بعد ساعتين بعشرات من البلطجية يهجمون علي الميدان من الشوارع المحيطة وقاموا بإلقاء المولوتوف والحجارة وأنابيب البوتاجاز علي المعتصمين وأطلقوا الخرطوش، وأصابوا عددا كبيرا من المعتصمين وقاموا بخطف 5 منا كرهائن! أحد أطباء الميدان قال لنا: قمنا بعلاج المصابين في عيادات «مؤقتة» أقيمت في أسفل كوبري 6 أكتوبر قرب موقع الاشتباكات وتم نقل الإصابات الجسيمة والخطيرة بسيارات الإسعاف إلي عيادات ميدانية أخري داخل الميدان والمستشفيات القريبة.. وأوضح محمد الشربيني المتحدث باسم وزارة الصحة أن الاشتباكات الأخيرة في ميدان التحرير أسفرت عن 108 مصابين، وأنه تم نقل 23 مصابا إلي المستشفيات من بينهم 10 مصابين بقصر العيني وحالاتهم تعد الأصعب وحالة للجلاء للولادة لمصابة وضعت مولودها الأول بالمستشفي ومصابان بالدمرداش الجامعي وبالمنيرة العام و14 بالهلال.. ومصاب برمد روض الفرج و40 مصابا تم إسعافهم بواسطة سيارات الإسعاف في الموقع كما تم نقل 25 مصابا إلي المستشفي الميداني لتلقي العلاج لافتا إلي أن معظم الإصابات جاءت بسبب طلق ناري خرطوش وحروق بسبب زجاجات المولوتوف والماء الساخن وجروح بسبب الحجارة. وفي سياق متصل أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان الاعتداءات.. وأشار بيان المنظمة إلي ضرورة قيام السلطات بمسئولياتها في حماية المعتصمين والتدخل الفوري لوقف مثل هذه الاعتداءات القابلة للتجدد والتكرار وسرعة ضبط الجناة. وأوضح البيان قيام الباعة الجائلين باستخدام الأسلحة البيضاء والخرطوش والعصي والقضبان الحديدية ضد المعتصمين بالتحرير مما أدي لوقوع عدد كبير من المصابين وتم نقلهم إلي المستشفيات لسرعة علاجهم.