جاء د. عصام شرف ثم ذهب..قيل إنه جاء من الميدان لكن المصريين قالوا لم نأت به تفاوتت التفسيرات لشخصيته بعضها يراه شخصاً في غاية المكر، أريد له أن يلعب دوراً خطيراً جداً لكن المصريين كشفوه وبعضها الآخر يراه شخصاً شديد الطيبة سييء الحظ ألقت به الأقدار لمحرقه التاريخ. الدكتور هاشم بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر يري أن الصورة الانطباعية التي تكونت عن الدكتور عصام شرف من خلال مواقفه بأنه شخص طيب لا يرفض طلبا لأي شخص وهو ما يعكس أنه عديم الرؤية وليس لديه وجهة نظر في الأمور ولا يملك أهدافا استراتيجية بمعني أنه يري مصر الآن لكنه لا يري مصر بعد 5 سنوات وهو ما خلق حالة من القلق علي مستقبل مصر بين شباب الثورة الذين أيدوا قرار المجلس العسكري بتوليه رئاسة مجلس الوزراء. وعندما تولي رئاسة مجلس الوزراء - الكلام لبحري - وعد المواطنين بأنه سيخرج عليهم في لقاء أسبوعي يوضح فيه ما يحدث في مصر ويشرح ملابسات الأمور لكن لم يتحقق ذلك وهو ما يدل علي أنه شخصية غير قادرة علي المواجهة وليس لديه ما يقوله للمواطنين رغم أنه ذكي. وأكد بحري أن شرف من الشخصيات السلطوية فهو محب للسلطة لأنه لم يتراجع عما يأخذه من قرارات رغم الاعتراضات عليها فهو ينفذ ما في رأسه. وتتفق د. هبة العيسوي - أستاذ الطب النفسي - مع د. هاشم بحري في أن رئيس الوزراء ذكي ولديه مهارات أكاديمية وتفكير منظم لكن في مجال تخصصه فقط!؟ وهو مثابر وطويل البال ممتص الصدمات، وغير مفرز للتصادمات فمحور الضبط له داخلي ولا يهتم بآراء الآخرين وعلي درجة كبيرة من الخجل. وأشارت إلي أنه من الشخصيات المسالمة وأنه قليل الحيلة ويبدو وكأنه مغلوب علي أمره تنقصه المهارات الاجتماعية مثل المهارات اللغوية والقدرة علي التعبير أما ظهوره في وسائل الإعلام فهو غير موحي، حيث إنه ليس «كاريزماتك» أي غير مؤثر ويصاب بقلق عندما يتحدث في مجالات غير تخصصه لأنه ليس لديه معلومات كافية فيها ويفتقد الرؤية لها. وقالت «نراه دائما يظهر وكأنه داخل جاكيت بدلته، فهو لا يحب أن يكون النظر عليه وإنما يحاول أن يبعد نظرك بشيء آخر «بمقاس أكبر لبدلته» وهو ما يعكس عدم الرغبة في الظهور والعمل في صمت وبعيدا عن الجمهور. كما أنه يفضل الانسحاب من المواقف الضاغطة بهدوء بدلا من الدخول في مواجهات شرسة، لأنه لا يستطيع المجادلة، وغير صدامي ولا يحب المناظرة، فلو كان مثلا هناك شخص آخر مرشح لمجلس الوزراء وطلب عقد مناظرة بينهما سيرفض ولن يدخل في مناظرة فهو ناجح في مجاله وعلي قدر من الذكاء الأكاديمي لكن وظيفة رئيس الوزراء تحتاج إلي طاقات نفسية غير موجودة فيه، أي ما يسمي بسيكولوجية الوظيفة. أما الدكتور أحمد شوقي العقباوي أستاذ الطب النفسي فيراه شخصية استعراضية يريد أن يرضي الجميع حتي ينال الثناء ويفتقد للحسم والحزم ويلعب ببطء شديد ويعتقد أن ذلك فيه أمان للمواطنين في ظل المرحلة التي تمر بها مصر. وقال العقباوي إن شرف تأثر بانهيار نظام مبارك لأنه شعر أنه من السهل انهيار السلطة فهو يخاف علي مشاعر جميع المواطنين ويرفض إثارتهم ولا يقترب من الملفات الساخنة وأيضا يخاف من المواجهة مع الآخر وليس قياديا.. فالقيادة أن تستقطب الجماهير لا تنقاد خلفهم. لكن الدكتور سعيد عبدالعظيم أستاذ الطب النفسي جامعة القاهرة قال عصام شرف شخصية ليست تصادمية أو قيادية ولكنه يعمل بمبدأ التوازنات من خلال تنفيذ المطالب المحدودة التي تسمح بها المرحلة الانتقالية لذا لم نجد قرارات قوية أو حلولا جذرية للمشكلات التي تواجهنا. وأشار إلي أنه لا يدافع أو يتصدي للآخرين في سبيل فكر شخصي وقضية يؤمن بها وإنما سريع الاستسلام للضغوط والقرارات التي تملي عليه وأحيانا يظهر وكأنه مغلوب علي أمره ويحاول أن يمر بالمرحلة بسلام فهو ضحية المرحلة التي نعيشها. أما الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي فأكد أن شرف غير راض عما يفعله، فهو دائما يظهر في عينيه الإجهاد كما أنه مستاء ومحبط فهو يحاول أن يفعل أشياء كثيرة لكن يواجه ضغوطا ومع ذلك لا يريد أن يترك رونق الكرسي لأن الطبيعة البشرية محبة للسلطة. وألمح إلي أنه متدين وله خلفية دينية وهو ما يتضح من خلال حركة رأسه التي تكون لأسفل كما أنه دائما ما يمد يده للسلام علي الآخرين فهو طيب ومحب للسلام. وأوضح أن هذه الشخصية لها علاقات متعددة لكن لا يوجد لها صديق قريب جدا وإنما كلها صداقات سطحية، فهو يتعامل مع الجميع وعلي ما يفرضه عليه المجتمع ومحيط العمل من أصدقاء. وأكد أن رئيس الوزراء طيب وغير ثورجي وهي من السمات الإيجابية التي تتماشي مع ظروف المرحلة الحالية ولكن من سماته الشخصية أنه ليس صاحب نفس طويل فعندما يحل عليه الإجهاد يرضي بما هو موجود لا يدافع عن مواقفه أو قراراته.