لن تنسى جماهير وعشاق الزمالك أن عام دخوله نادى المائة والاحتفال بمرور 100 عام على إنشاء النادى تواكب مع نفس العام الذى انطلقت فيه أشهر ثورة شعبية فى تاريخ مصر وتذوق شعبها العظيم طعم الحرية. وإذا كان إنشاء النادى العريق تزامن مع استعمار مصر فإن الاحتفال بمئويته جاء تحت سماء حريتها ونضالها بعد سنوات طويلة من الكفاح والبحث عن الذات ورفض الظلم والاستبداد والتسلط. روعة المناسبة أيضا أنها تأتى كأول اختبار حقيقى لنجاح ثورة مصر أمام العالم وتأكيد أن «أم الدنيا» هى بلد الأمن والاستقرار. صحيفة «الموندو ديبورتيفو الإسبانية» لخصت تاريخ الزمالك العريق على خلفية اللقاء التاريخى الذى جمع بين الزمالك ونادى أتليتكو مدريد الإسبانى تحت عنوان رئيسى هو «الزمالك ريال مدريد مصر» وأضافت عنوانا فرعيا جاء فيه «هو الفريق الثانى بعد الأهلى نادى العاصمة المصرية» وقالت إن النادى الإسبانى ذهب ليلعب مباراة مثل الديربى فى القاهرة. نعم فإن مصر لديها الفريق الذى تستطيع مقارنته بريال مدريد ويبدأ ذلك حسب وصفها - من التى شيرت الذى يرتديه الزمالك وهو «اللون الأبيض ثم من الأسماء التى أطلقها على هذا النادى «الفارس الأبيض» والبيت الأبيض وأن الزمالك هو أحد أبطال أفريقيا لديه 11 دورى كان حامل الرقم القياسى لعدد بطولات أفريقيا بخمسة ألقاب بالإضافة إلى بعض الألقاب التى لم يحققها سواه مثل البطولة الأفروآسيوية بعد السوبر المصرى والأفريقى. وهو النادى الآخر بالعاصمة وواصلت الجريدة تقريرها بالتأكيد أن الزمالك يعتبر هو نادى الطبقة الأعلى بالقاهرة«الطبقة الراقية» ثم يأتى الأهلى ويشجعه الطبقة الأدنى مع النساء والطبقة العاملة، ويستعرض التقرير تاريخ النادى فى 5 يناير 1911 تحت رئاسة البلجيكى المحامى مزرباخ تحت اسم نادى «مصر النيل» ثم أطلق عليه المختلط من 1913 وحتى 1940 والملك فاروق 1940 وأخيرا نادى الزمالك بعد قيام ثورة يوليو. ويقول التقرير إن الزمالك هو أحد أعرق الأندية ليس فى مصر بل وأفريقيا وهو أول من أنشأ «الألتراس» أو «روابط المشجعين» فى أفريقيا ويسمى الوايت نايتس وهم أول من أدخلوا الهتافات والدخلات والتيفو إلى الملاعب المصرية على الطريقة الأوروبية والآن أصبح - حسبما قالت أيضا - متواجدا أكثر من ألتراس باقى الأندية مثل ألتراس المنافس التقليدى الأهلى «رابطة محبى الأهلى». واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى إنجازات الزمالك وبطولاته بحصد 34 بطولة «دورى وكأس» بالإضافة إلى 10 بطولات قارية وتشمل 5 بطولات أفريقية. ارتباط الزمالك بإسبانيا أنه منذ حوالى 50 عاما استقدم فريق ريال مدريد بكامل نجومه عام 61وهم بوشكاش ودى ستيفانو ثم عاد بعد 50 عاما يحتفل بالمئوية مع ناد إسبانى شهير وهو ثالث الأندية الشعبية فى إسبانيا كما يرتبط الزمالك بإسبانيا بقصة شهيرة بطلها أشهر رموزه فى العصر الحديث وهو المهندس «محمد حسن حلمى» والذى اشتهر فى الصحف باسم «حلمى زامورا» عندما أحرز هدفا وقال رجال الإعلام وقتها أنه لا يستطيع أى حارس صده وحتى زامورا، وهو الحارس الإسبانى الشهير فى فترة الثلاثينيات وأفضل حارس مرمى بالعالم فى ذلك الوقت. نادى الزمالك انفرد رغم انكساراته وهزائمه بقاعدة جماهيرية ضخمة على مدار العصور وارتبط بتشجيع النادى العريق عدد كبير من المشاهير فى السياسة والفن والأدب لعل فى مقدمتهم حيدر باشا وهو رمز العسكرية المصرية والذى رأس النادى من عام 23 وحتى 52 ثم جاء بعده المشير عبدالحكيم عامر بعد الثورة وعائلته الصعيدية الكبيرة وأخيرا من رجال العسكرية المشير محمد حسين طنطاوى القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس العسكرى. أما فى الأدب جاء أديب جائزة نوبل العالمى نجيب محفوظ الذى كان مشجعا من الدرجة الثالثة حسب روايات المقربين منه ومن الأدب إلى العلم جاء د.أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل أيضا والذى أعلن كثيرا عن عشقه وارتباطه بالبيت الأبيض وفى نفس «التراك» أيضا الطبيب المصرى العالمى د.مجدى يعقوب وهو من عشاق النادى ومحبيه. من السياسة والأدب إلى الفن، حيث نال الزمالك عشق وحب عدد كبير من نجوم الفن الذين أعلنوا ارتباطهم به على مدار العصور فى مقدمتهم صلاح ذو الفقار وشكرى سرحان ثم نبيلة عبيد وشريهان وكريمة مختار وميرفت أمين وآثار الحكيم وسامى العدل ود.مدحت العدل وعائلة الفنان الراحل عبدالبديع العربى ونور الشريف وبوسى ومن أبناء الجيل الحالى أحمد السقا، وما يستحق التأمل والتوقف هم نجوم الكوميديا عبر ال50 عاما الأخيرة فى مقدمتهم عبدالمنعم مدبولى وفؤاد المهندس حتى جيل سمير غانم ويونس شلبى ومحمد هنيدى وصلاح عبدالله وطلعت زكريا وحسن حسنى. أما الألتراس الأروع فيتألف من نجوم الموسيقى والغناء فى مقدمتهم الموسيقار محمد عبدالوهاب والموسيقار بليغ حمدى وحلمى بكر إلى جانب المطربين هانى شاكر ومحمد منير ومدحت صالح وعمرو دياب وعامر منيب ومحمد الحلو وهيثم شاكر وعصام كاريكا ومن بين كل هؤلاء يأتى المطرب والملحن والمؤلف عزيز الشافعى وهو بليغ حمدى الثورة المصرية عندما قدم نفسه برائعة ثورة 25 يناير «بلادى يا بلادى أنا بحبك يا بلادى» وهو أيضا سيد درويش شعب الزمالك والراعى الرسمى لاحتفالية المئوية، حيث يقدم إبداعا فريد من نوعه فى عالم الغناء بألبومه «زملكاوى أنا» وهو أول ألبوم غنائى بالكامل لناد كروى فى مصر والشرق الأوسط ويقدم فيه 11 أغنية بصوته ومن تأليفه وألحانه فى تجربة فريدة من نوعها ومن بين هذه الأغنيات «زملكاوى أنا» و«نشيد ملكى» و«راية فى البلكونة» والتى جمع أثناء تصويرها 7 آلاف زملكاوى فى 27 دولة عربية وأجنبية ليسجل توثيقا بديعا فى حب وعشق ناديه الزمالك. إلى جانب أغنية غير مسبوقة تتألف كلماتها من أسماء رموز نادى الزمالك عبر 100 عام.. وهذا الألبوم فى حاجة للتأمل والتحليل.. «عزيز الشافعى» لخص تاريخ الزمالك ورموزه فى عمل فنى فريد من نوعه فى حب الزمالك.