تشهد الجامعات المصرية ولأول مرة فى تاريخها حالة من الارتباك الشديد خلف أسوارها بسبب تغيير القيادات الجامعية الذى أثار جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض لاختيار رؤساء الأقسام وعمداء الكليات ورؤساء الجامعات بالانتخاب هذا برغم تصريح الدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى بأن الانتخابات الجامعية كانت تجربة ديمقراطية ممتازة وجاءت معبرة عن رغبة أعضاء هيئة التدريس الذين اختاروا أسلوب الانتخاب المباشر بنسبة 5,83% وأن هذه الانتخابات ستشهد مناخا ديمقراطيا من خلال المشاركة الكبيرة فى عملية التصويت ولكن الواقع يقول أن عملية الانتخاب الجامعية بأساتذتها وعلمائها نقلت حملة العلم من عوالم مظلمة حيث هجر الأساتذة والعلماء مكاتبهم ومعاملهم إلى عوالم عقد التربيطات والتحالفات الشللية التى لم يكن لها هدف سوى تحقيق مصالح شخصية بحتة وبدلا من أن يفكر الأساتذة فى تقديم المثل والقدوة فى انتخاباتهم النزيهة لتكون نبراسا للانتخابات البرلمانية القادمة قريبا جدا نشبت المعارك والمؤامرات واستغلال الطلاب كوسيلة ضغط على بعض القيادات السابقة لإجبارهم على عدم ترشيح أنفسهم فى الانتخابات ولكن أيا كان الأمر وحفاظا على هيبة الجامعة ودورها وحرصا أيضا على وحدة وتماسك المجتمع الجامعى قدم عدد كبير من رؤساء الجامعات استقالاتهم وتقدموا لانتخابات نزيهة أسفرت انتخابات العمداء عن عودة ما لا يقل عن «11» من العمداء السابقين إلى مناصبهم، منهم «6» فى جامعة القاهرة فقط ناهيك عن فوز الدكتور المحترم حسام كامل برئاسة الجامعة بعد استقالته من ذات المنصب منذ شهرين فقط وهذا إن دل على شىء إنما يدل على وجود بصيص من الأمل والنور لاستعادة هيبة الجامعة ومراهنة أيضا على وعى كامل فى صفوف غالبية أساتذة الجامعات فليس مطلوبا أن يكون لدينا زعماء سياسيون لقيادة العمل الجامعى ولا نريد سيطرة تيار سياسى على الجامعات ويصبح بديلا لأذرع النظام السابق ولكن نريد قيادات جامعية مؤهلة علميا وإداريا وأخلاقيا لكى نعيد للجامعات المصرية دورها وريادتها، وعلينا أن نكف عن لوم من نسميهم فلول الحزب الوطنى البائد ونعتبر تجربة انتخابات القيادات الجامعية التى تتم الآن هى مجرد خطوة على طريق إصلاح المسار الديمقراطى الحر على أن نتعلم من أخطائنا فى هذه الانتخابات على أمل أن تكون الانتخابات القادمة سواء كانت جامعية أو نقابية أو برلمانية أكثر نضجا وشفافية.