بالرغم من التحسن الطفيف الذى عاشه ماسبيرو فى الأيام القليلة السابقة وتحديدا أثناء وعقب محاكمات مبارك المتتالية وهو ما انعكس على المواطن الذى بدأ يشعر بشاشته الرسمية ومحاولاتها للوصول إلى درجة من الشفافية والمصداقية إلا أنها عادت مرة أخرى إلى سيرتها الأولى وكأنها عاجز عن العمل بحرفية .. خاصة وقت الأزمات. الحالة التى وصلت إليها الشاشة خاصة أثناء الأحداث الأخيرة جعلت السهام تنطلق فى وجه أسامة هيكل وزير الإعلام ومتهم بإنه الشخص الوحيد المسئول عن هذه الحالة التى يعيشها التليفزيون الحكومى. رشا مجدى وسرعان ما امتلأت شبكات التواصل الاجتماعى بحملات توصى بمقاطعة التليفزيون المصرى. هذه الحملات أنشأها العديد من الشباب المسلم والمسيحى للمطالبة بوضع حد للاستهتار الذى يمارسه التليفزيون الحكومى فى عقول الناس وكأنه لا يعلم أن هناك اختراعا اسمه الإنترنت الذي يستطيع الوصول إلى كل بيت فى أقل من دقيقة. أغلب هذه الجروبات تضم فيديوهات لتغطية التليفزيون لأحداث ماسبيرو الأخيرة خاصة المقطع الذى تورطت فيه المذيعة رشا مجدى التى قالت: «اتقوا الله فى الوطن» ومن هى تلك الفئة التى تحرق الوطن من أجل بناء مبنى ووقفت بجانب الجيش فى تغطيتها للحدث كما طالب الجروب بإقالة وزير الإعلام «أسامة هيكل». الوزير و«رشا» يواجهان حملة شرسة من مستخدمى الإنترنت حتى إن أحد مرتادى هذه المواقع أكد أن رشا هى ابنة مجدى راسخ و أخت هايدى راسخ زوجة علاء مبارك.. وهى طبعا ليست لها أى علاقة من قريب أو بعيد بهذه العائلة، ولكن السخط الذى تواجهه رشا على صفحات الفيس بوك دفع الكثيرين لترويج الشائعات المعادية ضدها. كما أنشأ الكثيرون العديد من الصفحات على الفيس بوك التى تطالب بمحاكمته بتهمة التحريض العلنى وإثارة الفتنة وقد لاقت الصفحة قبولا'' من قبل المستخدمين حتى وصلت إلى809,3 أشخاص، وقد تضمنت الصفحة بلاغا إلى النائب العام من المذيعة انتصار غريب مقدمة برامج فى إذاعة الشباب والرياضة باسم عدد من الإذاعيين العاملين فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون برقم (10405 لسنة 2011) للمطالبة باتخاذ قرار بإيقاف رشا مجدى، المذيعة بقطاع الأخبار، باتحاد الإذاعة والتليفزيون، لما قامت ببثه عبر شاشة التليفزيون يوم الأحد الماضى، وبه عبارات... تحض فيها المشاهدين المصريين على الخروج للمواجهة والتشابك مع مواطنين مصريين آخرين، ادعت أنهم يهاجمون قوات الجيش المسئولة عن حراسة مبنى ماسبيرو. الجروبات ضمت أيضا بعض التصريحات لوزير الإعلام التى طالبت بإقالته وإسقاط الممارسات التى وصفوها بالقمعية لوزارة الإعلام حول الموقف من ضرورة توخى الإعلاميين الدقة فى نشر أى تفاصيل عن أحداث ماسبيرو حتى لا نثير الفتن. وردا على هذه التصريحات وضع أحد مؤسسى الجروب فيديو لإبراهيم عيسى فى برنامجه يهاجم فيه وزير الإعلام. كما قام بعض مستخدمى هذه الصفحات بوضع صورة مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون وعلى رأسه صورة أفعى كبيرة كما كتب شخص آخر على علب السجائر أن التليفزيون المصرى يدمر الصحة ويسبب الوفاة. أحد الجروبات الذى وصف أسامة هيكل بأنه غير مهنى وغير مرغوب فيه أكد أن الإعلام الرسمى المصرى ارتكب كارثة حقيقية بكل المقاييس باعتراف وزير الإعلام نفسه حينما قال إن ما تم نشره على شاشات التليفزيون المصرى من أن هناك أقباطا يهاجمون الجيش وأنه على المواطنين النزول إلى الشارع لحماية الجيش ما هو إلا انفعال لحظى من المذيعين نتيجة إحساسهم بالموقف وخطورته على الوطن وهو ما استوجب اعتذار وزير الإعلام الذى أكد أنه يجب توخى الحذر واتباع المهنية عند تقديم الأخبار، ويؤكد مؤسس هذا الجروب أنه كمواطن مصرى يريد أن يمارس حقه الدستورى والقانونى فى الاعتراض على ما ينشره التليفزيون المصرى من مواد مثيرة للفتنة، كما أننى كمواطن مصرى أقوم بدفع مرتبات هؤلاء العاملين من الضرائب التى تحصلها منى الدولة ... لذلك فمن حقى المطالبة بالتحقيق فيما حدث.