د. عصام شرف قبل أيام من الحديث عن وزارة شرف «المعدلة»، كانت الأمور قد انقلبت رأساً علي عقب داخل وزارة الزراعة.. فمع الإغماءة التي أصابت د. عصام شرف جراء حجم الاتصالات والنقاشات الحادة في اختيار الوزراء الجدد لحكومته.. كان أن تم الاستقرار مبدئياً علي تغيير وزير الزراعة أحد تلاميذ يوسف والي النجباء د. أيمن أبوحديد.. لكن هذه الوزارة أرهقت بالفعل د. عصام شرف. فكلما حاول اختيار وزير جديد.. وجد أصابع د. والي تطل من جدرانها.. حتي وقع علي أحد الأشخاص لا يرتبط كثيراً بشبكة خيوط العنكبوت وقد صرح في أحد لقاءاته بأنه يكره إسرائيل.. وأن من يتعامل معها يستحق الموت في ميدان عام.. وانقسم ديوان الوزارة إلي شطرين.. الأول تربي في أحضان د. يوسف والي والحزب الوطني المنحل والآخر آثر الابتعاد واهتم بالعمل والإخلاص حتي تختار له السماء أحد طريقين إما الخروج إلي المعاش أو الموت أثناء الخدمة. المهم.. تم ترشيح د. صلاح يوسف لمنصب وزير الزراعة.. خلفاً لأيمن أبوحديد ومثله مثل بعض الوزراء المرشحين الجدد بدأ لقاءاته بأكثر من جلسة مع باحثي مركز البحوث الزراعية.. ونخبة من علماء مصر الزراعيين.. حيث يسكن بها أكثر من 12 ألفا من حاملي الدكتوراة و8 آلاف من حاملي الماجستير.. وأكثر من ثلاثة آلاف أستاذ دكتور.. وبه أكثر من 29 معملا ومعهدا مترامية الأطراف لربوع مصر المحروسة.. والتقي مع مجموعات أخري من العاملين في قطاعات الزراعة والإرشاد والتابعين للوزارة. ولم تكن تدري شبكات العنكبوت بماذا يخبئ لها القدر في الساعات القادمة واتفقوا علي استقبال الوزير الجديد باستقبال الفاتحين والإحاطة به من كل جانب فلا يشعر بأن هناك أحدا غيرهم يقبض علي مقاليد الأمور.. فتم عمل طابور من باقات الورود علي جانبي مدخل الوزارة حتي باب معالي الوزير مع عدم نسيان وضع الكروت الدالة علي شخصية أصحابها.. معلناً الولاء والطاعة في ظل القيادة الرشيدة الجديدة.. مشيرة من بين السطور إلي حجم الفساد والظلم والاستبداد في مرحلة الوزير السابق الذي ظلوا يعملون معه سنوات طويلة.. ظناً منهم أن تكون هذه الباقات الزهورية هي أول ما يطل عليها معالي الوزير الجديد أثناء دخوله مكتبه الجديد لأول مرة.. ولكن لم تأت الرياح بما تشتهي السفن.. فمرض د. عصام شرف فجأة.. اتصل مكتبه - طبقاً لتعليماته الشخصية - برجوع الوزراء المقالين إلي وزاراتهم لتسيير الأعمال لحين شفاء شرف.. وحلف اليمين القانونية للوزراء الجدد أمام المجلس العسكري. فذهب د. أيمن أبوحديد إلي ديوان الوزارة لتسيير الأعمال ليوم أو بعض يوم.. وكانت المفاجأة.. باقات الورود تغطي جدران الوزارة من الداخل.. والكل يرتدي الثياب الجديدة.. والابتسامات العريضة.. وفجأة أيضاً توقفت العيون عن الحركة.. وتوقف القلب عن الخفقان.. وزادت ملامح الذهول والدهشة. وعلت ملامح الغضب والعنف.. وجه د. أيمن أبوحديد أثناء دخوله مكتبه لآخر مرة.. وكأنها أول مرة.. واستدعي مدير مكتبه.. وتم تحضير «قائمة طويلة» شملت قيادات عاديين.. وكانت المفاجأة.. قائمة أخري طويلة أيضاً عصفت بأشهر رموز يوسف والي ومساعديه علي مدار ثمانية وعشرين عاماً بإنهاء خدمتهم كمستشارين للوزير أو للديوان أو مستشارين لمركز البحوث الزراعية. ؟