قرارات التعيين في حكومة شفيق الثانية زادت من المظاهرات الفئوية أخيرا وبعد أيام قليلة خرجت حكومة جديدة برئاسة د.عصام شرف رئيس الوزراء الجديد والتي اعتبرها المراقبون جديدة في تكليفها لكنها قديمة في معظم وزرائها لكنها تميزت بالتخلص من وزراء مرفوضين شعبيا، واكدت مصادر مسئولة ان رئيس الوزراء الجديد حاول خلال تشكيله للحكومة الجديده تغيير العديد من العناصر القديمة الا ان هناك العديد من الشخصيات التي رفضت المشاركة في ظل الظروف الحالية علي اعتبار انها حكومة تسيير اعمال علاوة علي ان مهمتها تنتهي بمجرد اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ومن الممكن ألا تستمر طويلا الا اذا اثبتت قدرتها علي ادارة الامور خلال هذه الفترة الانتقالية ويكفي ان المسئولين فشلوا في العثور علي وزير جديد للزراعة وعندما لم تفلح جهودهم في اقناع البعض تم الابقاء علي د.ايمن فريد ابوحديد.. أما خروج وزير الاثار السابق د.زاهي حواس رغم عودة وزارة الاثار مرة ثانية - كما قال المسئولون في مجلس الوزراء - فيعود إلي أن الوزير السابق وقبل توليه المسئولية اتبع النظام القديم الذي كان معمولا به قبل الثورة حيث اصر علي ان المتحف المصري بخير ولم تسرق منه اي قطعة ثم اكتشف المسئولون في ذلك الوقت ان هذا غير صحيح علي الاطلاق بدليل ما تم ضبطه فيما بعد. وأكدت المصادر ان المشكلة الرئيسية الآن هي عدم وجود صف ثان في الوزارات والهيئات الحكومية في ظل التحقيقات التي تجريها الجهات القضائية لتتبع الفساد في معظم الوزارات خاصة الخدمية.. وتؤكد المصادر ان رئيس الوزراء الجديد ربما استطاع ان يستحوذ علي القبول الشعبي بعد ان نجح في كسر بعض المحاذير التي لم يستطع الفريق احمد شفيق رئيس الوزراء السابق ان يتخلص منها عندما لم يستجب للضغوط الشعبية للتخلص من بعض الوزراء القدامي مثل احمد ابوالغيط وزير الخارجية والمستشار ممدوح مرعي وزير العدل علاوة علي عدد من الوزراء الاخرين.. واكدت المصادر ان رئيس الوزراء السابق ارتكب خطأ عندما صنف وزراءه الي ثلاث مجموعات قال عن احداها وهي مجموعة الوزراء السياديين ان هناك توجيهات بعدم الاقتراب منهم الا ان عصام شرف استوعب الدرس وكان من اهم اولوياته التخلص من معظم الوجوه القديمة وان كان بقاء د.سيد مشعل وزير الانتاج الحربي مازال يمثل علامة استفهام حتي الان . وبذلك ضمت حكومة شرف الوزراء الجدد السفير نبيل العربي وزيرا للخارجية والمستشار محمد عبدالعزيز الجندي وزيرا للعدل وعبدالله غراب وزيرا للبترول ود.عماد ابوغازي وزيرا للثقافة واحمد البرعي وزيرا للقوي العاملة والهجرة واللواء منصور العيسوي وزيرا للداخلية.. وعلمت "الاهالي" ان المشكلة الاساسية التي تواجه الحكومة الان بعد تشكيلها تتمثل في كيفية عودة الامور الي طبيعتها في ظل التقارير التي تؤكد ان هناك نقصا حادا في المخزون الاسترتيجي من السلع الاساسية ولو استمرت الامور علي ما هي عليه الان فان هناك كوارث سوف تشهدها مصر خلال الاسابيع القليلة القادمة.. اما المشكلة الاكبر فهي عدم السيطرة علي الكثير من الامور في حال تغير المسئولين في الوزارات وكان كل واحد يخرج من الوزارة كان قد رتب لحالة من الفوضي لعدم كشف فساده وقد تجلي ذلك في وزارة البترول عندما رشح الوزير السابق سامح فهمي احد رجاله وهو محمود لطيف رئيس الشركة القابضة للغاز وذلك لعدم فتح ملف الغاز وتصديره الي اسرائيل وبعض الدول.. وكشفت المصادر ان الايام الاخيرة من عمر الوزارة السابقة وعقب الاعلان عن قبول استقاله الفريق احمد شفيق وايضا خلال الفترة بين وزارتيه الاولي والثانية قد شهدت العديد من التجاوزات من وزراء سابقين اصدروا العديد من القرارات الوزارية والترقيات للقيادات الموجودة حاليا في معظم الوزارات اما لمجاملتهم او لضمان تحييدهم عند التحقيق في المخالفات وعمليات الفساد.. واكدت المصادر ان هذه القرارات قد ادت الي تفاقم الاضطرابات بل المظاهرات الفئوية.