ليست من قبيل زلاَّت اللسان، ألا يكترث مرشد جماعة الإخوان «محمد بديع» بدماء المصريين التي سالت دفاعا عن تراب هذا الوطن.. فما كتبه في رسالته الأخيرة قبل يومين خطيئة لن يغفرها له الطواف «سبعا» حول حدود مصر الأربعة! فالإخوان وما يسطرون.. لا يفرقون بين «الإسلام» كدين وبين الجماعة كتنظيم! وكأنهم يقولون لنا إنهم «المسلمون» وما عداهم، ضالون، مضللون!.. وما كتبه «بديع» يحمل أكثر من رسالة في هذا الاتجاه. قال بديع، إنه بعد كل تنكيل بالإخوان هناك انتقام إلهي.. فعقب اعتقالات الإخوان في عام 1954 كان ما وصفه ب «هزيمة 56».. وعقب اعتقالات عام 1965، كانت الهزيمة الساحقة في 1967. وفي «مصر مبارك» تعرض الإخوان للاعتقالات والسجن والمحاكمات العسكرية فكان سقوط النظام بأكمله! وبعيدا عن أن المرشد حاول «لي أعناق» الحقائق ليبرر كلماته الغريبة، إذ اعتبر أن ما أسماه هزيمة 1956، كان في حقيقته انتصارا سياسيا، توج الرئيس الراحل جمال عبدالناصر زعيما شرق أوسطيا، وعالميا.. فإن «بديع» تجاهل، عامدا، أن هذه الحروب سقط فيها شهداء أجلاء لمصر، رووا بدمائهم أراضيها.. وبذلوا أرواحهم في سبيلها.. فهل لا تعترف الجماعة باستشهاد هؤلاء؟ وهل كان الله - وفقا لهذا التصور - يعاقب النظام الحاكم أم يعاقب المصريين، جميعا، باختلاف أطيافهم وانتماءاتهم؟! ثم كيف - والحال كذلك - أن نثق أن جماعة تفكر بهذه الطريقة يمكن أن تؤمن في يوم ما، بالدولة المدنية، وكيف نثق في أن دعواتها للتقارب مع باقي أطياف المعارضة، ليست - تكتيكا مرحليا - تنقض بعده علي الجميع دون تفرقة؟!.. ألسنا - جميعا - ممن عاقبتهم السماء انتقاما للجماعة؟!