«الارتباك» هى الحالة التى تصف بصدق البعثة المصرية لمهرجان «كان»، والذى بدأت فعالياته من 11 مايو الحالى وسيستمر حتى يوم 22 والذى سيشهد وجود مصر كضيف شرف للمهرجان من خلال عرض أفلام «صرخة نملة» للمخرج «سامح عبدالعزيز» وفيلم «18 يوم» والذى هو نتاج 10 أفلام قصيرة ل10 مخرجين من بينهم «مروان حامد» و«شريف عرفة» الفيلمان سيُعرضان يوم 17 مايو، وأيضًا فيلم «البوسطجى» للمخرج «حسين كمال» وبطولة «شكرى سرحان» والذى يُعرض يوم 19 مايو.. قبل عدة أيام لم يكن قد تم الانتهاء من مونتاج فيلم «18 يوم»- وهو ما قاله لنا د. عماد أبوغازى- فى حين أكد أحد مخرجى الفيلم أنه قد تم الانتهاء منه بالكامل، وهو ما يُمثل تضاربًا فى التصريحات، والسبب فى الاهتمام بفيلم «18 يوم» تحديدًا هو أنه يُعتبر أهم العروض السينمائية المصرية، نظرًا لأنه يأتى كتعبير عن ثورة 25 يناير، ولأنه نتاج عمل مجموعة من المخرجين والنجوم المعروفين، ولأنه أول فيلم يعرض عن ثورة يناير فى مهرجان دولى. «عماد أبوغازى» وزير الثقافة قال إنه لم ير فيلم «18 يوم»، وأن المسئول عن الموضوع «د. عز الدين شكرى»- رئيس المجلس الأعلى للثقافة- وعندما اتصلنا بالدكتور «شكرى» فاجأنا هو الآخر بأنه أيضًا ليس لديه معلومات تفصيلية عن الفيلم وهو ما يؤكد على حالة «الارتباك»، ومحاولة «التعتيم» بحيث أن كل فرد يُلقى بالكرة فى ملعب الآخر دون أن يصل أحد لأى معلومة حقيقية من شأنها التعريف بمحتوى «التكريم المصرى» فى مهرجان «كان»، وهو ما لا يوجد له أى تفسير! شريف عرفة هجوم قبل البدء حالة «الارتباك» تتأكد لنا بعد الهجوم الضارى الذى شنه المخرج «محمد خان» على كل من «شريف عرفة» و«مروان حامد» صاحبى الفيلم المشارك فى مهرجان كان «18 يوم» واتهمهما بأنهما من أنصار النظام القديم وأنهما قاما بالمشاركة فى الحملة الانتخابية للرئيس المخلوع عام 2005 وكذلك الإشراف على سلسلة مقابلات المخلوع التليفزيونية مع عماد الدين أديب، وكذلك حملات التوريث، «عرفة» و«حامد» بادرا بالرد على هجوم خان عليهما واتهماه بأنه منافق، وأشارا إلى ذلك بفلميه «زوجة رجل مهم» و«أيام السادات» وأنهما عملان متناقضان، فقال خان: هذا غير صحيح، فالفيلم الأول عن إساءة استغلال السلطة فى فترة زمنية مؤرخة، والثانى سيرة ذاتية من وجهة نظر صاحبها، وقد تعمدت أن يكوم الفيلم مجرد نافذة تطل على الأحداث، أما بالنسبة للشكر الموجه لرئيس الدولة المخلوع على تيترات الفيلم، فهو بقلم وتوقيع أحمد زكى كمنتج للفيلم، وأحب أن أؤكد أن بيتى ليس من زجاج بل صلب كالأسمنت. وأضاف «خان»: باختصار شديد ثورتنا العظيمة ليست فى حاجة لأى دعاية، وأنا ضد أن تتحول احتفالية مهرجان كان لمحاولة لغسيل السمعة والالتفاف على الثورة وسرقتها بواسطة مجموعة ممن قامت الثورة بالأساس للتخلص منهم. 18 يوم فيلم «18 يوم» يشارك فى بطولة قصصه كل من «إياد نصار» و«أحمد حلمى» بفيلم لكل منهما، و«آسر ياسين» ببطولة فيلمين دفعة واحدة.. كل فيلم من ال10 أفلام تتراوح مدته بين 10 ل13 دقيقة، والفيلم عن شخصيات بسيطة، عادية، ومن خلال التغييرات التى يرونها داخل ميدان التحرير من يوم 25 يناير يبدأون هم أنفسهم فى التغيير، ويكتشفون أنهم إذا أرادوا أن يحدث شىء فعليهم أن يُغيروا ما بداخل أنفسهم وأن يحصلوا على ما يُريدون بأنفسهم. وفيلم «18 يوم» يحتوى على مجموعة أفلام قصيرة منها: فيلم «احتباس» ل«شريف عرفة»، وبطولة مجموعة من الوجوه الجديدة، ويدور داخل مستشفى للأمراض النفسية، حيث يشاهد مجموعة من نزلائه التليفزيون، ويتابعون أحداث الثورة فى ميدان التحرير، وهم لا يدرون ما الذى يحدث، لكنهم يطابقون ما يحدث بالخارج على ما يحدث لهم بداخل المستشفى. فيلم «خلقة ربنا» ل«كاملة أبو ذكرى»، بطولة «ناهد السباعى»- بطلة فيلم «678» والتى تلعب دور بائعة شاى وسط المتظاهرين، ونرى بعينها أحداث الثورة. مروان حامد فيلم «19- 19» للمخرج «مروان حامد» وبطولة «إياد نصار» و«باسم سمرة» و«عمرو واكد»، والفيلم يدور حول ضابط من مباحث أمن الدولة يحاول الحصول على اعترافات من أحد شباب الإنترنت بمحاولته إحداث انقلاب والقيام بثورة. فيلم «لما يجيلك الطوفان» للمخرج «محمد على» وبطولة «ماهر عصام» ويدور حول شابين يقومان ببيع الأعلام والتذكارات فى ميدان التحرير وسط المتظاهرين. فيلم «حظر التجول» للمخرج «شريف البندارى»، وبطولة «أحمد فؤاد سليم»، ويدور حول جد وحفيده يسعيان للذهاب إلى المنزل، فى الوقت الذى يُقام فيه حظر التجول، فيواجهان العديد من المصاعب. فيلم «تحرير 2/2» للمخرجة «مريم أبو عوف» وبطولة «آسر ياسين وهند صبرى، ويدور حول بلطجى وزوجته الحامل، وتُشاهد الزوجة زوجها البلطجى وقد نزل لميدان التحرير ليضرب المتظاهرين، فتبدأ فى معرفة طبيعة عمله التى لم تكن تعلمها من قبل، وتبدأ علاقتهما فى التفكك. فيلم «شباك» للمخرج «أحمد عبدالله» وبطولة «أحمد الفيشاوى» والذى يلعب دور شاب يُراقب جارته التى تُشارك فى المُظاهرات، ويتعلم منها الكثير من الأشياء عن الحرية والقيم، ويخرج من عزلته التى كان قابعًا فيها. فيلم «كعك التحرير» للمخرج «خالد مرعى» وبطولة «أحمد حلمى»، والذى يلعب دور «ترزى» لديه محل فى ميدان التحرير، ويُفاجأ بما يحدث، والذى لا يفهمه فى البداية، لكنه يبدأ فى التفاعل معه فى نهاية الأمر. فيلم «داخلى/ خارجى» للمخرج «يسرى نصرالله» وبطولة «منى زكى» و«آسر ياسين» ويدور حول علاقة رجل بزوجته، وترغب الزوجة فى نزول الميدان، لكن الزوج يُعنفها، لكنها تستطيع أن تهرب منه، وتنزل إلى ميدان التحرير. فيلم «حلاق الثورة» للمخرج «أحمد علاء»، وهو بطولة أحد شباب فرقة خالد جلال المسرحية، ويدور حول «أشرف سبرتو» الذى يمتلك محل حلاقة فى ميدان التحرير، والذى يتحول إلى مكان أشبه بالمستشفى لعلاج جرحى الثورة.